ادب

قصة المثل ” القشة التي قصمت ظهر البعير “

: يحكي هذا المثل الشعبي عن تعرض بعير وحمولته للتهميش والضغط الزائد، حيث كانت البعير هي وسيلة النقل الرئيسية في العصور القديمة، ويحث على الحذر وعدم زيادة الحمولة على الحيوانات والاعتناء بها.

القشة التي قصمت ظهر البعير:
يروى أن تاجرا من التجار كان لديه تجارة واسعة وكبيرة، وفي إحدى رحلاته التجارية، اشترى الكثير والكثير من البضائع. هذه الصفقة كانت الأكبر على الإطلاق في حياته، ولكنه لم يكن لديه إبل كافية لتحمل هذا العدد الهائل من البضائع. نصحه زملاؤه التجار في الرحلة بشراء إبلة إضافية لتحميل هذه الزيادة أو تقليل الحمولة، ولكنه كان قد نفد ماله. فخطر له أن يخبرهم بأنه يعرف كيفية تحميل هذه الحمولة الزائدة على إبلته الحالية.

وبالفعل في صباح اليوم التالي جعل يرفع حمولته على البعير ويزيد فيها والناس من حوله ينظرون ويتعجبون لفعله وصنيعه وجعل يزيد فيها والبعير متماسك ومتزن حتى جاء بربطة صغيرة من القش ووضعها فوق حمولته من البضائع، فما كان من النوق إلا أن وقعت على الأرض ووقعت جميع حمولتها وذلك لعدم تحملها فوق طاقتها، فصار الناس يتندرون أن ربطة القش الضعيفة كانت هي السبب في وقوع البعير على الأرض وصاروا يرددون “القشة التي قصمت ظهر البعير” ولكنهم كانوا يعلمون جيدًا أن الذي قصم ظهر البعير هو عناد ذلك التاجر وتكبره عن السماع لنصيحة أصدقاؤه من التجار.

الحكمة من وراء المثل:
كان الأجداد يعتادون استخدام مثل هذه الأمثال لأنها تحمل حكمة ونصيحة. يقصد من وراء هذه المثل النصيحة وتحقيق قبول الآخرين لها. يقول الدكتور بدر عبد الحميد هميسة عن معنى كلمة `الدين` نصيحة: يولي الإسلام اهتماما كبيرا للنصيحة، ويضع لها آدابا وأخلاقا حتى تحقق أهدافها وتؤتي ثمارها وتحمي المجتمع المسلم. يقول تعالى في كتابه الكريم: `ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون` [آل عمران: 104].

يجب على الشخص أن يستقبل النصيحة بأي وجه ويؤديها بأفضل شكل ممكن. قال رجل لعمر بن الخطاب: “اتق الله”. فشعر بعض الحضور بالضيق بسبب ذلك، فقال عمر: “دعه، والله لا يوجد خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا يوجد خير فينا إذا لم نسمعها”. يجب على الشخص الذي يتلقى النصيحة أن يتقبلها بروح راضية، وقد صدق القائل: “الشخص الذي يتغير لون وجهه عندما يتلقى النصيحة هو أسود من لون الخزي، والعودة إلى الحقيقة فضيلة، والتمسك بالباطل رذيلة، فإذا كان هذا الرجل استقبل النصيحة من التجار الذين حوله، لما فقد جمله وبضاعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى