دراسات حديثة عن إمكانية استرجاع الذكريات المفقودة
يتعرض الكثير منا لفقدان بعض الأحداث المهمة في حياتهم ويتمنون لو يتذكرونها دائماً، وتكون حالة فقدان الذكريات أسوأ بالنسبة لمرضى الزهايمر. ولذلك، يهتم العلماء بالبحث عن طرق لاسترجاع الذكريات المفقودة من خلال الأبحاث والدراسات.
دراسات لاسترجاع الذكريات المفقودة:
قام بعض الباحثين في جامعة كاليفورنيا بإجراء بعض الأبحاث بهدف مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر لاسترجاع ذكرياتهم المفقودة ، و لمدة عقود من الزمن ظن العلماء بأن الذكريات يتم تخزينها في المشابك العصبية ، و هي عبارة عن مناطق في المخ مهمتها الأساسية هي التواصل بين الخلايا العصبية أو العصبونات ، و كان أغلب الظن أن ألزهايمر يعمل على تدميرها بمجرد إصابة الإنسان به ، و لكن جاءت الدراسات الحديثة لإثبات عكس ذلك ، فحسب تلك الدراسات لا يتم تخزين الذاكرة طويلة الأمد في المشابك ، و ذلك لأن الجهاز العصبي لديه قدرة كبيرة على إعادة تكوين الاتصالات المشبكية المفقودة ، و من هنا تم التوصل إلى أنه إذا تم استعادة الاتصالات المشبكية تعود الذاكرة.
تجربة لاستعادة الذاكرة:
تم حلزون بحري يدعى Aplysia ، و كان هو بداية التجارب من أجل فهم آلية عمل الذاكرة لديه ، و قام العلماء بتعريض ذيل الحلزون للصقع بالكهرباء حيث تسببت الصدمات الكهربائية في إفراز هرمون السيروتونين في الجهاز العصبي المركزي للحلزون ، و كان ذلك مؤشراً للذاكرة طويلة الأمد لدى هذا الحلزون.
نتائج التجربة:
تمكن العلماء من خلال التجربة السابقة أن يتوصلوا إلى أن الذاكرة طويلة الأمد هي عبارة عن عملية يجري فيها تشكيل اتصالات مشبكية جديدة ، و يتم ذلك بفعل هرمون السيروتونين ، كما توصلوا إلى أنه عندما يقوم الدماغ بتشكيل الذاكرة طويلة الأمد ؛ يبدأ أيضًا بتشكيل بروتينات جديدة تساهم بنسبة كبيرة في صنع مشابك جديدة ، و من خلال تلك النظرية تمكن بعض العلماء من القول بأنه عندما يُصاب الإنسان بصدمه ما فإن هذه البروتينات لا يتم تركيبها ، و بالتالي لا تتشكل الذاكرة طويلة الأمد ، و كان هذا أقرب تفسير لعدم تذكر الإنسان ما حدث له قبل الصدمة.
وجد أنه إذا تم تدريب أي حيوان على مهمة معينة وتم تثبيط قدرته على تشكيل البروتينات مباشرة بعد التدريب، فإن هذا الحيوان لن يكون قادرا على تذكر ما تم تدريبه عليه بعد حوالي 24 ساعة. وعلى العكس، إذا تم تدريبه على مهمة معينة وتم حقنه بالمثبط بعد 24 ساعة، فسيكون لديه ذاكرة طويلة الأمد. وهذا يعني أنه عند تكوين الذاكرة، فإنها لا تتأثر حتى إذا تم تعطيل تركيب البروتينات. ومن المعروف أن هذا ينطبق على الحيوانات والبشر أيضا. وهذا يفسر لماذا لا يتذكر الإنسان وقت الصدمة ولكنه يتذكر الأحداث القديمة في حياته.
و من خلال تلك التجارب تم منح آمال جديدة لمرضى ألزهايمر ، فبعد أن اعتقد العلماء لفترات طويلة أن المرض يقوم بتدمير المشابك في الدماغ ، و لكن معنى بقاء تلك الحيوانات على قيد الحياة ، أشار إلى إمكانية بقاء الذاكرة ، بمعنى إمكانية استرجاع جزء من الذاكرة المفقودة ، و ذلك إن تم علاج مريض ألزهايمر في مراحل المرض المبكرة.