العلماء الذين اعتنقوا الإسلام بسبب بحوثهم
مقدمة حول العلم والاسلام
عند التفكر في خلق الله تعالى، يدرك الإنسان حقيقة أن هذا الكون يجب أن يكون له خالق، وبما أن العلم يسعى للوصول إلى حقيقة الأشياء، فإن العلماء هم أشد الناس خشية لله، حيث عرفوا الله بصفاته وقدراته ومكانته العظيمة وغاصوا في شريعته. وعرفوا العذاب الذي ينتظر من يتكبر في هذه الدنيا ويخالف الشريعة الإلهية، وعرفوا النعيم الذي ينتظر الذين يصبرون ويتقيدون بأوامر الله تعالى.
قال تعالى: يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28]، وزيادة العلم يزيد الخشية من الله والبصيرة، ونقص العلم ينقص التفكر في خلق الله وعظيم منزلته. وهناك علماء كبار غير مسلمين توقفوا أمام حيرة الكون وغرابته، مما دفعهم في النهاية لدخول الإسلام .
أبرز العلماء الذين اعتنقوا الإسلام
الدكتورة إنجريد ماتسون
هي أستاذة الأديان في كلية هارت فورد في ولاية كنتاكي الأمريكية، وهي كندية الأصل، درست الفنون الجميلة والفلسفة في جامعة ووترلو، وأعتنقت الإسلام في السنة الأخيرة من فترة دراستها الجامعية.
-قصة إسلام إنجريد ماتسون
ولدت إنجريد ماتسون على الدين المسيحي ولم تكن مسلمة، وكان سبب حبها للدين الإسلامي هو شغفها بالفن، حيث كانت تقوم بالرحلات إلى المتاحف في شيكاغو، وتورنتو، ومونتريال، وقامت بعدها بزيارة متحف اللوفر في باريس، واندهشت من جمال الفنون على مر العصور البشرية.
في هذه الفترة، التقت فتاة بمسلم شرح لها سبب امتناع المسلمين عن تجسيد الله جل جلاله في لوحات ملموسة أو تماثيل، وذلك لأن ذلك يمكن أن يشبه عبادة الأوثان، ونصحها بالتعرف على الله والتقرب منه من خلال التفكر في إبداعه الجميل وخلقه العظيم.
منذ ذلك الوقت، بدأت إنجريد بالبحث عن الدين الإسلامي، وانتهت رحلة بحثها بالاعتناق الإسلامي، ولم تتوقف عند هذه المرحلة، بل بدأت فيما بعد بنشر الرسالة الإسلامية بنفسها.
الجراح موريس بوكاي
موريس بوكاي هو جراح فرنسي الأصل، نشأ في أسرة مسيحية، ودرس الطب في جامعة فرنسية، وكان من أوائل دفعته، ولم يتوقف عن تعلم العلم والطموح حتى أصبح واحدا من أشهر الجراحين في عصره.
-كيف أسلم الجراح موريس بوكاي
في الواقع، قصة إسلام هذا الجراح العالم تعد من القصص الشهيرة للأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام وترتبط بفرعون الذي طارد النبي موسى عليه السلام.
بدأت رحلة إسلامه الغريبة عندما طلب الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران في نهاية الثمانينات نقل مومياء فرعون مصر إلى فرنسا لدراسة آثارها، وعندما انتهت مراسم الاستقبال للمومياء الملكية، تم نقلها إلى مركز آثار فرنسي خاص ليقوم أشهر الأطباء التشريحيين وعلماء الآثار بدراسة جثتها .
كانت أبحاث الجراح مختلفة عن أبحاث الآخرين حوله، حيث كانوا يركزون على إصلاح المومياوات والحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، بينما كان بوكاي مشغولا بتحليل كيفية وفاة ملك مصر، فرعون. وفيما كان العالم بوكاي يستعد لتقديم تقرير حول كيفية وفاة الجثة، اكتشف أن سلامة الجثة بعد كل تلك السنوات يعود إلى غرق فرعون وتحنيط جثته مباشرة بعد وفاته، وكان فخورا بالكشف الذي قام به حتى أخبره شخص ما أن القرآن قد تحدث عن هذه الحادثة قبل أكثر من ألف سنة.
أثار هذا الخبر دهشته لأن المومياء لم يتم اكتشافها حتى عام 1898، وفي حين أن القرآن وضع منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، لم يتوقف بوكاي عند هذا الحد وبدأ البحث، حيث وجد أن إنجيل متى ولوقا والتوراة يرويان قصة غرق فرعون عند مطاردته لموسى بدون أي تفاصيل إضافية.
عندها قام برحلة إلى المملكة العريبة السعودية لحضور مؤتمر طبي، وكأن الله أراد أن يشرح صدره للإسلام في هذا المؤتمر، حيث قرأ له أحد الأشخاص هذه الآيات بعد حديثه عن قصة غرق فرعون {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92]
بعد سماع هذه الآيات، أسلم الجراح مباشرةً وبدأ في نشر الإسلام والدعوة إليه، وقد كتب كتابه الشهير “القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة” بعد سنوات من الدراسة والبحث.
العالم جيفري لانج
العالِم الأمريكي جيفري لانج هو عالِم في الرياضيات ويُدرِّس في جامِعَةِ كَنْسَاس، في بداية سنوات حياتِهِ كانَ مُلَحِّدًا، حيث قام بالجِدالِ مع أستاذِهِ عندما حاول أن يُثبِتَ عَدَمَ وُجود الله من خلال الرياضيات، وعلى الرغم من أنَّ أبويه كانا من عائلة مسيحية، إلا أنه فقد الإيمان بهذه الديانة.
قصة إسلام العالم جيفري لانج
عندما شاء الله أن يهديه، اعتنق الإسلام عام 1980 عن طريق عائلة سعودية، حيث قرأ القرآن الكريم وجد أنه كأنه طبيب نفسي يوفر الحلول لكل المشاكل، وكان القرآن هو الدليل القاطع الذي جعله لا يستطيع رفض الحقائق التي تظهر أمامه.
الطبيب شوفي فوتاكي
تعد قصة إسلام الطبيب الياباني نقطة تحول في تاريخ اليابان، حيث قام بنشر الديانة الإسلامية في جميع أنحاء اليابان، وله الفضل في هداية آلاف الأشخاص إلى دين الحق.
كان الدكتور فواتكي رئيسا لتحرير مجلة تسمى سيكامي جيب في عام 1954، وفي نفس الوقت كان يعمل كطبيب ومدير للمشفى. كان مهتما بدراسة القنبلة الذرية التي ألقيت على اليابان. ومع ذلك، تعرض للعديد من التهديدات وألقي به في السجن في النهاية، مما بدأ قصة إسلامه.
كيف أسلم الطبيب فوتاكي
عندما دخل السجن، قام بالبحث عن دين الإسلام، وذلك بعد أن التقى برجل مسلم يدعى أبو بكر مروي موتو، وهو الرئيس السابق لجمعية مسلمي اليابان. كان موتو مؤمنًا بالديانة الإسلامية ويعتبرها الحل لمشاكل الضعفاء في الدنيا، لأن الإسلام يأمر بمساعدة الفقراء والمساكين ونصرة المظلومين.
أدى إسلام الطبيب فوتاكي إلى إسلام العديد من اليابانيين، حيث وصل عدد أعضاء الجمعية الإسلامية إلى 20 ألف عضو بعد اعتناقه الإسلام.
العالم عبد الكريم جرمانيوس
ولد العالم عبد الكريم جرمانيوس في عام 1884، وكان يعمل كأستاذ في جامعة لوران أنوفيش.
قصة إسلام العالم جرمانيوس
عندما كان في سن المراهقة، بدأ شغفه بالبحث عن الديانة الإسلامية، حيث لفت انتباهه لوحة خشبية لبيوت بسيطة تحوي قباب مستديرة وهي تظهر السماء المظلمة المزينة بالهلال المضيء في وسطها. ولدى الشاب العديد من التساؤلات التي دفعته لدراسة اللغة التركية والفارسية والعربية، حتى يتمكن من فهم هذه الصورة بشكل أفضل. وبعد السفر إلى البوسنة، تعرف على العديد من الآثار الإسلامية الفريدة.
روحه الظمأى لا يزال يتجول في آسيا الصغرى وسوريا، ويستمر في تعلم اللغات والقراءة والبحث المستمر دون فائدة، ولكن مشيئة الله جعلته يرى في حلمه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يخاطبه قائلا
لماذا تشعر بالحيرة؟! إن الطريق المستقيم أمامك آمن وسهل مثل سطح الأرض. تقدم بخطوات ثابتة وبقوة الإيمان.
وفي يوم الجمعة أعلن العالم إسلامه على مسمع العديد من الأشخاص، ومن ثم قام بنشر الإسلام بفضل معرفته الواسعة في هذا الدين بين الناس، وقد كتب العديد من الكتب في مواضيع تاريخية وأدبية مختلفة وعن الإسلام والتيارات الإسلامية في ذلك الزمان، وأيضا عن الأدب العربي، فكان عالما متعمقا ومتحصلا.