معلومات عن الحلف و القسم في القرآن الكريم
تحتوي العديد من آيات القرآن الكريم على أشكال مختلفة من القسم، حيث تتضمن القسم الظاهر والقسم الباطن، وتهدف هذه الآيات إلى أهداف متعددة .
القسم في القرآن الكريم
أقسم الله جل وعلا في العديد من آيات القرآن بعدة أمور، ويوجد عدة أنواع للقسم، حيث يتصدرها القسم الظاهر والقسم المضمر .
بالنسبة للقسم الظاهر، يشير إلى القسم الذي تم التصريح به، بالإضافة إلى الشيء الذي تم تقسيمه، مثل قوله تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن) في سورة النور. وهناك العديد من أشكال القسم التي تندرج تحت هذا النوع، ولكن هذه الصور من القسم تم الاكتفاء فيها بحرف القسم، مثل الواو، تماما كما قال تعالى: (والسماء والطارق) في سورة الطارق، وكذلك اكتفاء الله جل وعلا بحرف التاء في القسم، وذلك في قوله تعالى: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين) في سورة يوسف .
بالنسبة إلى القسم المضمر، هذا النوع من القسم لا يتضمن فعل القسم ولا شيء يتم تقسيمه عليه، وهذا مشابه للقسم الذي يعتمد على التأكيد بواسطة اللام وغيرها، مثل قوله تعالى `لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ۚ وإن تصبروا وتتقوا فإن ذٰلك من عزم الأمور` (سورة آل عمران، الآية 186)، أما النوع الثاني الذي يندرج تحت هذا التصنيف، فيعرف بالقسم الذي يظهر المعنى المقصود به، وهذا موجود في قوله تعالى `وإن منكم إلا واردها ۚ كان على ربك حتما مقضيا` (سورة مريم، الآية 71)، وكلمة `واردها` هنا تعود إلى النار وتم تقسيمها هنا بشكل ضمني .
القسم “بلا” في القرآن
– و من بين أنواع القسم ذلك الذي يعرف بالقسم المنفي ، و هناك العديد من المواضع التي تم استخدام هذا النوع من القسم فيها ، فكان من بينها قوله تعالى لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) ( سورة القيامة ) ، كذلك قوله تعالى فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) ( سورة الواقعة ) .
– قام العديد من العلماء بالبحث في آلية هذا القسم ، و هل هو قسم أم أنه نفي ، فكان رأي بعض العلماء أن وجود كلمة لا في بعض السور القرآنية بهذه الطريقة ، ما هو إلا طريقة للنفي ، و بشكل خاص كذلك القسم الذي ذكر في سورة القيامة على وجه التحديد ، و أن القسم هنا ليس إلا نفيا لطريقة العرب في القسم وقتها .
وبالنسبة لرأي بعض العلماء في هذا الأمر، كانوا يرون أن هذا التقسيم في القرآن الكريم هو مجرد تعبير لتأكيد الأمر بشكل توضيحي، والدليل على ذلك هو أن بعض الآيات الكريمة تأتي بعد هذا التقسيم بسؤال، تماما كقوله تعالى: `لا أقسم بيوم القيامة` و `لا أقسم بالنفس اللوامة`، أهلا بيحسب الإنسان أننا لن نجمع عظامه، من سورة القيامة .
– و كان من بين التفاسير التي اختصت بهذا الأمر ، أن اللام هنا كانت للقسم ، و أنها لم يكن المقصود منها أن تكتب لا ، و لكن نظر لتواجد اللام وراء حرف الألف الموجود في كلمة أقسم ، فتشبعت الكلمة بالمد الموجود في حرف الألف و كانت نتيجة ذلك الأمر الفصل بهذه الطريقة في كلمة لا أقسم ، و يعتمد هذا التفسير على طريقة الأحرف الزائد و الناقصة المعروفة في قواعد اللغة العربية .
يستخدم القسم في القرآن الكريم بشكل عام لتأكيد بعض الأمور، بما في ذلك التأكيد على الصواب والعقاب وغيرها من الأمور الهامة .