التوعية الجنسية للطفل في مراحل عمره المختلفة
يتسائل بعض الآباء عن الوقت الأنسب للتحدث مع أبنائهم فيما يتعلق بالأمور الجنسية و توعيتهم حتى لا يقعوا فريسة لأي معتدي أو يعانون من أي انحراف جنسي ، فلابد من وجود حوار مفتوح مع الأطفال حول الأمور الجنسية ، كما يجب أن يكون الحوار مناسب لعمر الطفل حتى يكون قادرًا على استيعابه.
من الولادة حتى سنتين:
قد لا يهتم بعض الآباء بتلك الفئة العمرية و لكنها مهمة للغاية ، ففي تلك المرحلة يجب أن يكون الطفل قادر على تسمية جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية ، و يكون قادرًا على معرفة الفرق بين الذكور و الإناث ، ويمكنه معرفة ما إذا كان الشخص ذكرًا أم أنثى.
من سنتين إلى خمس سنوات:
في هذه المرحلة، يجب على الأطفال أن يتعرفوا على مصدر وجود الأطفال، ويجب على الآباء عدم تجاهل أسئلة أطفالهم حول هذا الموضوع. يجب تقديم إجابات قصيرة وبسيطة لهم، واستخدام لغة يفهمها الطفل. فمن الضروري أن يفهم الأطفال أساسيات التكاثر، على سبيل المثال، يمكننا أن نقول إن الرجل والمرأة ينجبان الطفل معا، وينمو الطفل في رحم الأم. يجب أن يفهموا أن أجسادهم ملك لهم فقط، ولا ينبغي لأي شخص رؤيتها أو لمسها. لذلك، يجب عليهم أن يعرفوا الحدود المسموح بها للآخرين والطرق التي يمكنهم من خلالها ملامسة الآخرين.
من خمس إلى ثماني سنوات:
خلال هذه المرحلة، ستستمر أسئلة الأطفال حول أجسادهم. لذلك، يجب على الأطفال أن يفهموا أن هناك بعض الأشخاص يميلون للجنس الآخر، وبعضهم يميلون لنفس الجنس (مثليين)، أو يميلون لكلا الجنسين (ثنائيو الجنس). يجب أن يتعرف الأطفال في هذا العمر على القواعد الاجتماعية الأساسية المتعلقة بالخصوصية والعري واحترام الآخرين في جميع أنواع العلاقات. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتعلم الأطفال أساسيات البلوغ في نهاية هذه المرحلة، حيث قد يواجه بعض الأطفال بعض علامات البلوغ قبل سن العاشرة. يجب أن يكون الحديث مع الأطفال بسيطا وصادقا ودقيقا.
من تسع إلى اثنتي عشرة سنة:
يجب أن يتعمق الآباء مع أبنائهم حول حياتهم الشخصية و ما يمرون به من مواقف على مدار يومهم ، و يجب عليهم أن يفهموا أسس العلاقات بينهم و بين الآخرين من حولهم ، و مع التقدم التكنولوجي يجب إدراك أهمية مراقبة الطفل من بعيد لأنهم مُعرض بأن يرى أي صور جنسية دون قصد ، و لذلك يجب تنبيهه مسبقًا بأضرار تلك الصور.
من ثلاث عشرة إلى ثمانية عشرة سنة:
في تلك المرحلة يدخل الطفل في طور المراهقة ، و في تلك المرحلة يميل المراهقون بشكلٍ عام إلى الحفاظَ على خصوصيتهم ، و مع ذلك ، و قد أثبتت دراسات حديثة أنه إذا كان الآباء يتحدثون إلى أطفالهم عن الجنس منذ صغرهم و يقومون بتوعيتهم بصورة مستمرة ، فإن هؤلاء المراهقين سوف يلجؤوا إليهم في سن المراهقة لطلبِ المشورة و الرأي الصحيح في علاقاتهم ، و إذا خجل الآباء من التحدث مع أطفالهم عن الأمور الجنسية ؛ فمن الممكن أن يستغل الآباء البرامج التلفزيونية و الأفلام لتكون نقطة انطلاق طبيعية و بصورة غير متكلفة لبدء محادثة عن هذه الأمور.