ما معنى ميثاق في القرآن الكريم
تعريف الميثاق لغة واصطلاحاً
إن التعريف اللغوي لكلمة الميثاق يتجلى في قول ابن فارس: وثق” هو كلمة تدل على العقد والإحكام، ويمكن استخدامها للإشارة إلى أحكام الأمور، ويمكن استخدامها للإشارة إلى الثقة في الرجل والعهد والاتفاق، ويمكن استخدامها للإشارة إلى الأرض الخصبة، وتتجلى معاني كلمة الميثاق في اللغة العربية في:
- العهد المحكم.
- العقد والإحكام.
- التقوية والتثبيت.
- الشد والربط.
- الأخذ بالوثاقة والوثيقة.
- الاستحلاف واليمين.
والمعنى الاصطلاحي هو الاتفاقية المؤكدة إما باليمين أو بتعهد محدد،
- وقد عرف الإمام أبو جعفر الطبري الميثاق بقوله: «الميثاق من الوثيقة، وهي إما بيمين، وإما بعهد أو غير ذلك من الوثائق».
- قال صاحب المنار: «العهد ما يتفق رجلان أو فريقان من الناس على التزامه بينهما لمصلحتهما المشتركة، فإن أكداه ووثقاه بما يقتضي زيادة العناية بحفظه والوفاء به سمي ميثاقًا».
ما هو الميثاق في القرآن الكريم
تم ذكر كلمة `ميثاق` في القرآن الكريم، وتعني الثقة والاعتماد على شيء ما، وكلمة `أوثقته` تعني تعزيزه. الوثاق هو ما يستخدم لتأكيد شيء ما، و `الوثقى` هو اسم مؤنث للكلمة `الوثق`. تم ذكر كلمة `ميثاق` في القرآن الكريم في عدة آيات
- في سورة الفجر آية 26 ، قال الله تعالى: “ولا يوثق وثاقه أح.
- في سورة محمد، آية 4، قال الله تعالى: `حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق`. والميثاق هو عقد مؤكد بيمين وعهد.
- وقال الله تعالى في سورة آل عمران آية 81: “وإذ أخذ الله ميثاق النبيين”.
- وقال الله تعالى في سورة الآحزاب آية 7: “وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم”.
- وفي سورة النساء آية 154 يقول الله تعالى: `وأخذنا معهم عهدا قويا`.
- وإن الموثق الاسم منه، فقد قال الله تعالى في سورة يوسف آية 66: ““، إلى قوله: ““، وإن الآية الكريمة كاملة قال تعالى:“.
- والوثقى هو شخص موثوق به، وقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 256: `فقد استمسك بالعروة الوثقى`. ويمكن أن يطلق على الرجل والقوم الذين هم ثقة ويستخدم لوصف الشخص الموثوق به، والناقة التي تتميز بثباتها وقوتها في المشي.
كم مرة ذكر الميثاق الغليظ في القرآن
تم ذكر كلمة الميثاق بشكل عام في القرآن الكريم خمس وعشرين مرة، ومنها الميثاق الغليظ، ولكن إذا أردنا ذكر كم مرة تم ذكر “الميثاق الغليظ”، فسنجد أنه ذكر في القرآن الكريم مرتين فقط في سورة النساء
- قال تعالى في سورة النساء آية 21: وكيف يمكنكم أخذه بينما قد أدى بعضكم إلى بعض، وأخذنا منكم ميثاقا شديد الارتباط؟” وتعني هذه الآية الكريمة أن كيف يمكنكم أخذه بينما قد قررتم الزواج، وإن معنى “الإفضاء” هو الوصول إلى شيء ما دون واسطة، وفي معنى “أخذنا منكم ميثاقا شديد الارتباط”، فإن الحسن وابن سيرين والضحاك وقتادة يقولون: إنه القول الذي يقال عند توقيع العقد الزواجي: “زوجتها على ما أخذ الله للنساء على الرجال من الاحتفاظ بالحقوق والتخلي بالإحسان”، ويقول الشعبي وعكرمة: إنه ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: “اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله تعالى واستحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى .
- قال تعالى في سورة النساء آية 154: وقد قلنا لهم: لا تتجاوزوا في يوم السبت، وأخذنا عهدا شديدا منهم
بينما الآيات الـ 25 التي وردت فيها كلمة ميثاق هي كالتالي:
- قال الله تعالى في سورة البقرة : “وَإِذْ أَخَذْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ”.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران : “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ”.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران : “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ”.
- قال الله تعالى في سورة النساء: “إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
- قال الله تعالى في سورة النساء: “وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ”.
- قال الله تعالى في سورة المائدة: “وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا”.
- قال الله تعالى في سورة المائدة: “لَقَدْ أَخَذْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا”.
- قال الله تعالى في سورة الأعراف: “أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ”.
- قال الله تعالى في سورة الأنفال: “فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ “.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ أَخَذْنَا وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ”.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ أَخَذْنَا لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ “.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ أَخَذْنَا وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ”.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
- قال الله تعالى في سورة النساء: “وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ غَلِيظًا”.
- قال الله تعالى في سورة النساء: “وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ
- قال الله تعالى في سورة النساء: “وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ غَلِيظًا”.
- قال الله تعالى في سورة النساء: “فَبِمَا نَقْضِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ “.
- قال الله تعالى في سورة المائدة : “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ”.
- قال الله تعالى في سورة المائدة : “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي بِهِ”.
- قال الله تعالى في سورة المائدة: “فَبِمَا نَقْضِهِمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً”.
- قال الله تعالى في سورة المائدة: “وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا
- قال الله تعالى في سورة يوسف: “قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مِنَ اللَّه”.
- قال الله تعالى في سورة يوسف: “فَلَمَّا آتَوْهُ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ”.
- قال الله تعالى في سورة يوسف: “قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ”.
المواثيق في سورة البقرة
تجلى معنى كلمة الميثاق التي ذُكرت في سورة البقرة في الآيات التالية:
الذين ينتهكون عهد الله بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض فإنهم الخاسرون
ومعنى الآية الظاهر فيها أن الذين يخالفون ويتركون عهد الله، أي ما أمر الله به وعاهدوا عليه يوم الميثاق بقولهم: ألستم ربكم؟ قالوا بلى، وقد ذكر أن العهد المشار إليه في هذه الآية هو العهد الذي وقع على النبيين وسائر الأمم، ويتجلى ذلك من خلال إيمانهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والميثاق هو العهد المؤكد، ومعنى يقطعون ما أمر الله به يعني الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل، والذين يفسدون الأرض بالمعاصي ويمنعون الناس عن الإيمان بمحمد عليه السلام هم الخاسرون.
– وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون
يعني معنى الآية أنه إذا اتخذنا عهدًا معكم يا أهل اليهود ورفعنا الطور – وهو الجبل بالسريانية – فخذوا ما نعطيكم بالقوة والجد واذكروا ودرسوا واحفظوا ما فيه واعملوا به حتى تنجوا من الهلاك الديني والعذاب في الآخرة.
عندما اتفقنا مع بني إسرائيل على العهد بأنهم لا يعبدون إلا الله ويحسنون المعاملة مع الوالدين وذوي القرابة والأيتام والمساكين، ويقولون للناس كلاما حسنا ويؤدون الصلاة والزكاة، ثم تركتم معظمكم هذا وأنتم تتجنبون ذلك
يعني هذه الآية أن الله عز وجل تعاهد مع بني إسرائيل في التوراة، وأن الميثاق المشار إليه هو العهد الشديد.
وعندما أخذنا ميثاقكم، تعهدتم بعدم سفك دمائكم وعدم مغادرة منازلكم، ثم قررتم وأنتم تشهدون
ومعنى قوله تعالى “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ” هو أن لا تريقوا دماءكم، و”وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ” أي أن لا يخرج بعضكم بعضًا من دياره، و”ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ” يعني أنكم قد اتفقتم على هذا العهد وقبلتموه، وأنتم تقرون بهذا الاتفاق.
– وعندما أخذنا عهدكم ورفعنا الجبل فوقكم، خذوا ما أعطيناكم بقوة واسمعوا، قالوا سمعنا وعصينا وفي قلوبهم العجل بالكفر. قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين
معنى الآية هو أننا أخذنا عهدكم ورفعنا الجبل فوقكم. خذوا ما أعطيناكم بقوة واستمعوا واستجيبوا. وإن الطاعة والاستجابة سميت سمعا بالقرب من الجبل، لأنها سبب للطاعة والاستجابة. وعصينا أي عصينا أمر الله، ولكن أهل المعاني قد قالوا: `إنهم لم يقولوا هذا بألسنتهم، ولكن عندما سمعوا وقابلوا ذلك بالعصيان، نسب ذلك إلى القول اتساعا`. وقد أدخل الله حب العجل في قلوبهم وخالطها. وفي القصص: `أن موسى أمر بتبريد العجل بالمبرد ثم رميه في النهر وأمرهم بالشرب منه، فمن بقي في قلبه شيء من حب العجل، ظهرت سحالة الذهب على شاربه`.