بعد صدوره، حقق هذا الكتاب شهرة واسعة؛ ويعود ذلك إلى تناوله قضايا هامة تتعلق بالبشرية والمستقبل بشكل أكبر من الماضي، ويتطرق إلى تفاصيل كثيرة تتعلق بالإنسان وتطوره، إذ يعتقد الكاتب أن الذكاء الاصطناعي سيسيطر على العالم في المستقبل، ويجب على الإنسان الحفاظ على تطوره المستمر للبقاء .
تفاصيل الكتاب
يحاول الكاتب في هذا الكتاب التطرق إلى مستقبل البشرية بدلاً من الاكتفاء بتناول التاريخ الإنساني وتفاصيله، وقد بدأ كتابه بالقول إن وجود البشر على الأرض كان بالصدفة، وأشار الكاتب إلى أنه يتوقع أن يسيطر الذكاء الاصطناعي على العالم في المستقبل.
و قد عاد الى الإنسان في العصور القديمة الذي كان يحاول خلق اله من الأشجار و من الحيوانات و الاحجار المحيطة به، لأن الإنسان كان يبحث عن وجود سبب منطقي لحدوث الكثير من الأحداث الغريبة و الظواهر الغير طبيعية، التي تشير إلى وجود قوى خارجية، فكان يقنع نفسه أن هذه الأشجار أو الاحجار هي من قامت بفعل ذلك.
عندما ظهرت الزراعة واتجه الإنسان لممارستها كأول حرفة عرفتها البشرية، تلا ذلك اختراع التجارة التي تسببت في انتشار عدد كبير من الحروب وزادت من انتشار الأمراض، وفي هذاالوقت تغيرت نظرة الإنسان للإله وأصبح يراه ككيانٍ خياليٍ خارج قوانين الطبيعة البشرية.
على مر العصور، حاول الإنسان التعامل مع قضايا أساسية مثل مواجهة الحروب ومكافحة الأمراض مثل الطاعون والتصدي للمجاعات في أي وقت. كان الإنسان في معركة من أجل البقاء في ذلك الوقت. ومع تطور الحضارات ووصولنا إلى الوقت الحاضر، نرى أن المخاطر التي يواجهها والتي تهدد بقائه قد تغيرت بشكل كبير عن الماضي. هناك الآن أعداد هائلة من الأشخاص الذين يموتون بسبب السمنة المفرطة، أو بسبب التقدم في العمر، أو بسبب التعرض للانتحار. وأصبحت نسبة الوفيات بسبب هذه الأسباب أعلى من نسبة الوفيات الناجمة عن الجوع أو الأمراض أو الحروب .
تقسيم الإنسانية إلى ثلاثة أقسام
١- اول قسم قد قام بعمله الكاتب، هو قسم الإنسانية الليبرالية و هي تعني في معناها الحرية الفردية، و أنه يجب تطبيق المساواة الاجتماعية بين الأفراد، كما تدعو الليبرالية إلى حرية الاعتقاد و حرية التعبير في أي وقت، و تدعم العولمة الاقتصادية و السياسية و تحاول إعطاء الفرد اكبر مساحة للتعبير عن رأيه، و اكبر فرص لكي يحصل الشخص على الحرية و يشعر بها، و هناك آراء كثيرة تقوم بشرح مبادئ الليبرالية .
يتضمن القسم الثاني الذي وضعه الكاتب للإنسانية مبادئ الإنسانية الاشتراكية، والتي تعتمد على الملكية الجماعية والإدارة التعاونية .
وضع الكاتب الثالث قسمًا يشير إلى الداروينية الاجتماعية، والتي تعبر عن الصراع الذي يحدث بين الناس ويتم التحكم به من خلال الانتخاب الطبيعي، وأن البشر أصبحوا أكثر تطورًا، ولم يروا أن النازية قامت بأي أفعال غير مقبولة ضد البشرية .
في نهاية الثمانينيات كانت الليبرالية مهزومة، ولكنها انتصرت في الوقت الحالي، وهذا الانتصار كان متوقعا نظرا لتفوق الليبرالية على غيرها من الفئات والمبادئ في التأقلم مع العولمة والرأسمالية، وأظهرت العديد من الدراسات في مجال الدماغ وصنع القرارات أن الإنسان يقوم باتخاذ القرارات بنسبة صغيرة جدا من إرادته الحرة، ولكن باقي هذه النسبة غير واقعية ويتخذ القرار بشكل غير واع.
و يرى الكاتب أن الإنسان ليحافظ على بقائه يجب أن يحافظ على التطوير من نفسه، و الارتقاء لكي يتمكن الإنسان من التغلب على وجود الذكاء الاصطناعي، و قام الكتاب بعرض الكثير من القضايا الخاصة بالمستقبل و الماضي أيضا، و تناولها بشكل مفصل و طريقة جديدة جذبت كل من قام بقراءة الكتاب .