قد يعتقد الكثيرون أن مصطلح التعريف ومصطلح المفهوم هما مترادفان، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك اختلاف جوهري بين المصطلحين، ولذا تم تخصيص هذا المقال لشرح الفرق بين التعريف والمفهوم .
الفرق بين المفهوم والتعريف :
يستخدم العلماء في جميع صنوف العلم التعريفات و المفاهيم بصورة لا نظير لها خاصة في المجالات المتعلقة بالعلوم الإنسانية، وقد يبنى الموضوع الكامل في مثل هذه العلوم على تبيان مفهوم أو تعريف مصطلح، حيث يمكن وقتها استنتاج الآراء، والأفكار، والمواقف، ويلتف المؤيدون، والمعارضون، فيبدأ كل شخص بالإدلاء برأيه ، فتبدأ الافكار في التلاقي ، وتتقارب المذاهب أو تتباعد، وفيما يلي شرح الفرق بين المفهوم والتعريف .
أولاً : المفهوم
المفهوم هو الفكرة التي تتشكل في العقل نتيجة للخبرات المتتالية المكتسبة في مجال معين أو تجربة شخصية. ومن أمثلة ذلك تجربة الفرد مع الجوانب المختلفة للدين، مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها. يبدأ الإنسان في تعلم هذه التجارب واكتسابها منذ الصغر، حيث يتعلمها وهو ما زال في مراحله الأولى من الحياة .
تتزايد الخبرة في هذه الأمور مع مرور الوقت وتطوّر المراحل العمرية ونضج العقل، وكذلك من خلال ممارستها بشكل عملي، وفي هذه الحالة يبدأ الشخص بالتعرّف على عدة جوانب وزوايا لم يفهمها بالتنظير والتعليم، حتى يكتسب فهمًا شاملاً لها .
ثانيا : التعريف
التعريف من الناحية اللغوية هو من علم الشيء أي عرف به، حيث يقال قد علم فلانا فلانا بالشيء بمعنى عرف به، أما المعنى قد الاصطلاحي للتعريف فهو الإخبار عن أمر ما يتوجب المعرفة به العلم بشيء آخر، أو هو تقديم وطرح المعلومات المتعلقة بأمر معين، مع الاهتمام بذكر الخصائص المختلفة التي تميزه، والهدف وراء ذلك تحديده، ووصفه، ومحاولة تقديمه إلى الآخرين .
عادةً ما يبدأ المتحدثون بتعريف جميع المصطلحات التي ستستخدم خلال الحوار، حيث تهدف هذه العملية إلى وضع جميع المشاركين على أرضية معرفية متقاربة للوصول إلى النقطة المراد مناقشتها في الحوار أو النقطة المختلف حولها .
الترادف بين المصطلحات :
غالبا يكثر على ألسنة الناس النطق بكلمات مختلفة في سياق معين ظنا منهم أنها مترادفة، وتعرف المترادفات بأنها هي الكلمات المختلفة، التي تفيد معنى معين، ويؤدى ذلك الترادف إلى العديد من المشكلات والأمور السلبية على الفكر الإسلامي، العربي ولا يزال اثرها موجود إلى يومنا هذا، فعلى الرغم من وجود اختلاف جوهري بين بعض الكلمات، إلا أنها ما زالت تستخدم وكأن لها نفس الدلالة .
يؤدي التعامل النمطي مع الكتاب الحكيم وبعض النصوص الدينية إلى عدم فهم الأبناء للتفاصيل الدقيقة، وخاصةً التفاصيل المتعلقة بكتاب الله تعالى، وهذا يشكل المأساة الكبرى، حيث أن بعض الآيات في الكتاب لم توضح غايتها على النحو الأمثل بسبب هذا التعامل النمطي.
لا يزال المختصون من علماء اللغة يبحثون عن مخرج لمشكلة الترادف، وذلك عن طريق توضيح معاني الكلمات التي تبدو وكأن لها نفس المعنى لكنها في حقيقة الأمر غير ذلك تماما حيث تختلف اختلافا جوهريا فيما بينها، ويعد هذا الأمر الشغل الشاغل لتوضيح العديد من الكلمات التي تستخدم بشكل يومي تقريبا .