نبذة عن المؤرخ الاردني ماجد عرسان الكيلاني
ماجد عرسان الكيلاني هو مفكر ومؤرخ وتربوي أردني، يرجع نسبه إلى الشيخ الكبير عبد القادر الجيلاني، ولد مفكرنا في بلدة الشجرة التابعة للواء الرمثا في شمال المملكة الأردنية في عام 1932، حصل على العديد من الشهادات والدرجات العلمية، وآخرها كانت درجة الدكتوراه في التربية من جامعة بتسبرج الأمريكية .
معلم عظيم :
ماجد عرسان كرس حياته العلمية والفكرية للبحث والدراسة في مجال التربية، إذ يؤمن بأن التربية السليمة هي الأساس لتقدم الأمة. قام بتطوير مفهوم النظرية التربوية الإسلامية، وفلسفة التربية الإسلامية، وأهداف التربية الإسلامية، ونظرية التربية الإسلامية، وغيرها من الأعمال التربوية. واستنادا إلى هذه الاهتمامات التربوية، توصل إلى الاستنتاج أن “المعركة المقبلة ستكون في مجال التربية والتعليم، وسيكون النصر للقيم والثقافة على الفكر المادي الذي يهيمن على عالمنا حاليا .
إنتاجه الفكري :
لم يقتصر مفكرنا على الجلوس والاسترخاء في برج عاجي كما فعل غيره، بل تقدم في ساحة المعركة الفكرية، حيث يعمل على تزويد الناس بتاريخ أمتهم ومجدها القديم، ويشرح ويحلل في الوقت نفسه أسباب تراجع هذه الأمة العظيمة ومشاكلها، ويساهم في التقدم الفكري العالمي .
فألف الكيلاني : أصول العقل الأمريكي، وعملية اتخاذ القرار الأمريكية، ورسالة المسجد، والأمة المسلمة، والخطر الصهيوني على العالم الإسلامي، ويعتقد أنه ليست هناك أزمة فكرية أو اجتماعية، ولكن ببساطة يفتقر إلى العدد الكافي من المفكرين بينما المجتمع لا يزال نائما في منطقة “الغياب الاجتماعي”، ولم يتجاوز الوعي الاجتماعي الحدود الأولية أو الوعي النصفي .
جيل صلاح الدين :
في عام 1993، قام مفكرنا المجيد عرسان الكيلاني بكتابة كتاب أثار جدلا واسعا بعد صدوره بين أهل الفكر والثقافة. يعتبر الكتاب دراسة تاريخية دقيقة وعميقة حول الظروف المادية والفكرية للأمة الإسلامية قبل الغزو الصليبي واحتلال بيت المقدس، بالإضافة إلى دراسة الظروف والعوامل الموضوعية التي أدت إلى ظهور جيل قائد ملهم مثل صلاح الدين. وعنون مفكرنا كتابه بـ `هكذا ظهر جيل صلاح الدين` .
يقول الكيلاني في مقدمة ” هكذا ظهر جيل صلاح الدين ” إن هذا الكتاب يُعد دعوة إلى إعادة قراءة تاريخنا واستلهام نماذجه الناجحة، ودعوة إلى فقه سنن التغيير وكيف أن ظاهرة صلاح الدين ليست ظاهرة بطولة فردية خارقة ولكنها خاتمة ونهاية ونتيجة مقدرة لعوامل التجديد ولجهود الأمة المجتهدة، وهي ثمرة مائة عام من محاولات التجديد والإصلاح، وبذلك فهي نموذج قابل للتكرار في كل العصور .
العمدة :
يعد “هكذا ظهر جيل صلاح الدين” عمدة مؤلفات مفكرنا الذي وضع فيه خلاصة تجربته ودراسته للتاريخ الذي حصل على درجة الليسانس فيه من جامعة القاهرة في عام 1963، في هذا الكتاب قدم الكيلاني أمام القارئ العادي قبل القارئ المتخصص روشتة لعلاج انهيار الأمة الإسلامية حتى تستعيد مجدها، وذلك عبر استعراضه للحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأمة الاسلامية قبل الحروب الصليبية ، والمشروعات والمحاولات الإصلاحية الفردية التي واكبت تلك الفترة .
وانتهى مفكرنا في نهاية بحثه ودراسته التاريخية بأن السلوك الانساني هو قصد وحركة ، وإن القصد يتجسد في الفكر والارادة للشخص، والحركة تتجسد في التعبير والممارسات العملية له ، و لا تكون هناك أفكار التجديد والإصلاح فاعلة مؤثرة إلا إذا جسدها في واقع الحياة الجارية مؤسسات أصيلة الغايات .
يشير الكاتب الكبير إلى أن فترات القوة والتأريخ الإسلامي المنعطفة نشأت عندما تزاوجت عنصران: الإخلاص في الإرادة والتفكير والعمل الصحيح، وإذا غاب أحدهما عن الآخر، فإن الجهود والتضحيات التي تبذل لا قيمة لها .