الخلف والخليف واحة أثرية من القرن الثالث الهجري بالمملكة
تمتلك المملكة العديد من الأماكن الأثرية منها ما يعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ ومنها، ما ينتسب إلى بعد ذلك من التاريخ، وقريتا الخلف والخليف من أهم الأماكن الأثرية بالمملكة والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث الهجري وهو ما يميزها عن غيرها من الأماكن الأثرية حيث تحتفظ بعبق الماضي وأصالة التاريخ وتحتوي على مجموعة من الكنوز الأثرية التي تدهش الزائرين من شدة جمالها وبريقها الآخاذ.
الخلف والخليف واحة أثرية من البيوت القديمة :
توجد قريتا الخلف والخليف بمدينة الباحة بالمملكة، وبالتحديد بشمال محافظة قلوة وعلى بعد خمسة كيلو متر منها، توجد القريتان “الخلف والخليف” بجانب بعضهما البعض وهذا ما جعل من يذكر واحدة منهم يذكر الأخرى، وهما من أقدم القرى الموجودة بالمحافظة، وسبب تسميتهم بهذا الاسم يعود إلى المكان المتسع الذي يجري فيه الماء بعد مروره من خلال مكان ضيق، وأهم ما يميز القريتان هو المنازل القديمة والتي تم بنائها في أوائل القرن الثالث الهجري، كما هو موثق بالنقوش التي تم حفرها على جدران تلك المنازل العتيقة.
تشير بعض المصادر إلى أن تاريخ قريتينا يعود إلى أواخر القرن الثامن وبداية القرن التاسع، حيث تم بناء جميع البيوت في القرية من الحجر الصلب، وتزيين هذه الحجارة تم بواسطة التطريزات المنحوتة بالأقواس والجص الأحمر، بالإضافة إلى النقوش الإسلامية. لا تزال بعض هذه التطريزات واضحة حتى الآن، وتوجد أيضا على جدران البيوت العديد من الأحجار التي تحمل آيات قرآنية والبسملة وبعض الأذكار والأدعية. على الرغم من تأثر معظم هذه البيوت الأثرية بالعوامل الجوية، إلا أن بعض البيوت ما زالت صامدة ومتماسكة حتى الآن.
قرية الخليف طلة مميزة من أعلى جبل الدردة :
يقع قرية الخليف على قمة جبل يسمى جبل الدردة، وتطل القرية على واديين معروفين وهما وادي ريم من الجهة الشرقية ووادي ذي غلف من الجهة الجنوبية الغربية، وتتميز هذه الوديان باللون الأخضر الساحر الذي ينتجه نمو النباتات والثمار التي تروى بمياه الأمطار، ولا يحيط بالقرية هذان الواديان فحسب، بل يوجد واد ثالث في بلدة الهجافة يسمى دوقة الكبير، وتحيط بهذه الوديان مجموعة من الجبال الشاهقة التي تحيط بالقرية وهي جبل عروان وجبل السوداء وجبل أم الشب.
تُوجد في قرية الخليف ثلاث مقابر أثرية، أكبرها يقع في الجهة الشرقية للقرية وهي عبارة عن مقبرة واسعة المساحة. أما المقابر الأصغر حجمًا، فتقعان في الحي السكني.
وبالإضافة إلى ذلك، تشمل المنطقة مجموعة من الآبار السياحية مثل بئر الحمام وبئر العوجاء وبئر بحرة، وتم بناء البيوت في قرية الخليف وفقًا للطريقة التقليدية، وتقع البيوت بالقرب من بعضها البعض، وسكان القرية عائلات تعود امتداداتها إلى رجل واحد، مثل بيت آل قحيطي وبيت آل سويد وبيت آل راضي وبيتالعواجي.
قرية الخلف ومواقعها السياحية :
إلى جانب البيوت الأثرية في قرية الخلف، هناك مجموعة من المواقع الأثرية الأخرى التي تميز القرية. أهمها مسجد الخلف، الذي يبلغ مساحته 324 متر مربع ويعد واحدا من أروع المساجد القديمة هناك. أما مسجد الخليف، فقد اندثر، بالإضافة إلى وجود بئر قديم يسمى بئر دغيفقة، وهذا البئر يقع في أعلى الجبل حيث توجد قرية الخلف، وعلى بعد حوالي مئة متر تقريبا إلى الغرب منها. وبالإضافة إلى ذلك، توجد مجموعة من الحصون الأثرية داخل قرية الخل.
تُعد قريتا الخلف والخليف من القرى القديمة الرائعة التي تتميز بأصالتها وعراقتها، حيث يتضح ذلك بشكل واضح في المواقع الأثرية التي تحتوي عليها، وخاصةً في البيوت التي تعرفنا على أصحابها الذين عاشوا داخل تلك البيوت القديمة.