المجتمعمنوعات

أبرز السلبيات المترتبه من السخريه والتنابز بالألقاب

مفهوم السخرية في علم النفس

قد يكون مصطلح السخرية مشتقا من الكلمة اليونانية `ساركسموس`، والتي تعني `تمزق الجسد`. وعادة ما يرتبط السخرية بالعداء المستتر أو الحكم السيء، وغالبا ما يصاحبها شعور بالثقة والأمان، مما يثير مشاعر القلق. في الواقع، قد تكون السخرية محاولة مستترة لإخفاء مشاعر الغضب أو الخوف أو الأذى، أو يمكن أن تستخدم كوسيلة للتقليل من مشاعر الضعف. وفي بعض الأحيان، يتم استخدام السخرية بشكل متعمد لإلحاق الأذى بالآخرين.

أسباب السخرية من الناس

قد تحدث السخرية لعدة أسباب ومنها:

  • في حالة عدم وجود الأمن، قد ينظر إلى استخدام السخرية أو التنمر كوسيلة لتجنب المواجهة، حيث يخشى الشخص الساخر من الأشخاص حوله.
  • يمكن أن يكون الغضب الكامن هو أحد أسباب السخرية، وقد تكون السخرية هنا عدوانية بشكل كبير حيث يريد الشخص إظهار هيمنته.
  • قد يؤدي الحرج الاجتماعي إلى السخرية، حيث يستخدم معظم الأشخاص السخرية لتخفيف المزاج السيئ، ولكن هذا يمكن أن يؤدي إلى حوادث ساخرة مزعجة، حيث لا يجيدون الكثير من الناس قراءة مشاعر الآخرين.

ما هي أنواع السخرية

تم تقسيم السخرية إلى عدة فئات، ويتم استخدام كل نوع منها بناء على المزاج ونبرة الصوت، ومن أشهر أنواع السخرية:

  • السخرية من الذات: تنطلق هذا النوع من السخرية من شعور مبالغ فيه بانعدام القيمة والدونية.
  • السخرية المميتة: السخرية الجافة هي نوع من السخرية التي يتم التعبير عنها بدون ابتسامة أو عاطفة، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان المتحدث يمزح مع الشخص الآخر أم لا.
  • السخرية المهذبة: هذا النوع من السخرية هو سخرية خفية ولطيفة جدا ، حيث يبدو الأمر في البداية وكأن المتحدث يتحدث بجدية ، لكن ببطء يتضح للمستمع أنه كان يتلاعب بالأمر.
  • السخرية البغيضة: هو نوع من السخرية التي تجعل الناس يرغبون في إستهدافك وإظهار استهزاءهم تجاهك، وليس طريفا أو ذكيا حقا، وعادة يتحدث الساخر بهذا النبرة الساخرة والمتذمرة.
  • سخرية الهوس: في هذه الحالة، يكون الساخر سعيدا بشكل غير طبيعي إلى درجة الجنون.
  • السخرية الشديدة: تعتمد هذه السخرية بشكل كبير على المبالغة والتهديد بالعنف، وهي نوع من الصراخ الذهاني الصاخب الذي يطلق على شخص ما عندما يكون على بعد ثلاث خطوات من قتله، وتحتاج إلى التعبير عن غضبك اللفظي قبل القيام بشيء فظيع باستخدام السكين الحاد.

أبرز السلبيات المترتبه من السخريه والتنابز بالألقاب

وجد أن السخرية هي شكل أبسط وأكثر مرونة في التعبير عن الاستهزاء، وإن استخدام السخرية ضد فرد معين يشير إلى أن هذا الشخص لا يمتلك الشجاعة للتعبير مباشرة عن ما يزعجه، ويفتقر إلى الثبات في إدراك أن ما يختاره الآخرون ليس حقًا مهمًا.

ومن أبرز السلبيات المترتبه من السخرية والتنابز بالألقاب:

  1. توقف الناس عن ثقتهم بك: يعتقد الأشخاص أنك إذا كنت تسخر منهم بسهولة، فأنت لست شخصا يمكنهم الثقة به والاشتراك معه في الأشياء المهمة التي يهتمون بها، وبالتالي يبتعدون عنك تدريجيا.
  2. أنت تدرب نفسك على أن تكون قاسيًا: قد تكون الملاحظات الساخرة السريعة والذكية والمضحكة والتنابز بالألقاب مضحكة بالنسبة لك فقط، لكنها تجعلك قاسيا بشكل كبير.
  3. لن تحصل على رأي صادق: إذا كنت معروفا كشخص شاخر دائما بملاحظات مضحكة ولاذعة، فمن المؤكد أنك لن تسمع آراء أو معتقدات الأشخاص الحقيقية، فالأشخاص أذكياء يحتفظون بأفكارهم لأنفسهم، فهذا أكثر أمانا من المخاطرة برد ساخر وربما محرج.
  4. ننسى القرب الحقيقي: بالتهكم قد تمنع نفسك من الالتقاء بالعائلة والأصدقاء والاستمتاع بالكثير من الحب الموجود.
  5. تميل السخرية إلى رؤية السلبي وليس الإيجابي: السخرية تتغذى سرا على ذاتها، ونادرا ما تبحث السخرية عن الإيجابيات لدى الأشخاص أو لا تبحث عنها أبدا، وفي النهاية سيكون من الصعب العثور على الخير في الشخص؛ فالسلبية تولد السلبية.
  6. السخرية تحدد نغمة الغرفة: انتشار السخرية يمتد مع استخدامها، فكلما زاد استخدامك للسخرية، زاد انتشارها للآخرين.

 وفي الواقع لست بحاجة إلى أن تفقد حس الفكاهة لديك، ولكن قم باستخدام السخرية باعتدال ولا تسخر أبدًا من شخص آخر وراء ظهوره فهذه طريقة مؤكدة لتدريب نفسك على أن تكون قاسيًا عمدًا، وتعمد البحث عن الإيجابيات في الشخص وليس السلبيات وستلاحظ اختلافًا في نفسك، وستلاحظ اختلافًا في العلاقات من حولك.

السخرية في الإسلام

قد نهى القرآن بشكل نهائي عن السخرية والاستهزاء بالآخرين، وقد ذكر ذلك في قول الله تعالى: `يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن`، ويعتبر الإسلام أن السخرية هي التشتت بشؤون الآخرين والتركيز على عيوبهم، وهذا يؤدي إلى النقد والتجريح الكثير للطرف الآخر، ويكون ذلك بهدف إهانة ذلك الشخص وازدرائه.

يجب التوقف عن التنابز بالألقاب لأنه يعد من أشكال السخرية، وقد نهانا الله عز وجل عن ذلك؛ إذ لو لم يتم الابتعاد عن احتقار الآخرين وإيذائهم والتنابز بالألقاب المسيئة، فإن ذلك سيكون من أخطر الأمور، ويجب التخلص منها في أسرع وقت ممكن.

في النهاية، يجب استخدام السخرية بشكل معتدل ومناسب في الحياة، حتى لا تؤدي إلى مشاكل وآثار سلبية في العلاقات الشخصية. يجب على الناس أن يدركوا أن السخرية لها وقتها ومكانها، ولا ينبغي استخدامها بشكل مفرط حتى لا يتسبب ذلك في الفوضى في العلاقات الشخصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى