قصص الإمام أحمد بن حنبل
قصص للإمام أحمد بن حنبل
أحمد بن حنبل هو أحد أئمة المسلمين الأربعة، حيث يأتي رابعًا بعد الإمام أبو حنيفة النعمان والإمام مالك والإمام الشافعي، وذلك بحسب ترتيب ميلادهم.
اسمه محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي. وفيما يلي بعض القصص عن الإمام أحمد بن حنبل
- قصة الدعاء مع الإمام أحمد
تعتبر قصة الدعاء واحدة من قصص الإمام التي رويت، وتدل على تقواه، وتقول القصة أن رجلا كانت أمه لا تستطيع المشي، فطلبت منه أن يذهب إلى الإمام أحمد بن حنبل ليدعو لها، فذهب إلى الإمام وأخبره، فغضب وقال إننا نحن من يحتاج إلى الدعاء، ودعا لها، وعندما عاد الرجل ليجد أمه تسير، تبين أن هذه القصة وردت في روايات التابعين على النحو التالي:
وقال عباس الدوري : أخبرنا علي بن أبي فزارة جارنا قال: أمي جلست مقعدة لمدة تقارب العشرين سنة، وفي يوم من الأيام قالت لي: اذهب إلى أحمد بن حنبل واسأله أن يدعو لي، فذهبت ووجدته في دهليزه، فسألني: من هذا؟ فقلت: رجل سألته أمي وهي مقعدة أن يدعو لها، وعندما سمع كلامه، كان كلامه كلام رجل غاضب، فقال: نحن بحاجة لدعاء الله أكثر منها، فتركته وانصرفت. وخرجت عجوز وقالت: لقد تركته يدعو لها، فعدت إلى بيتنا ودققت الباب، وخرجت أمي تسير على قدميها.
- قصة النمل والإمام أحمد
قصة النمل التي رواها ابن الإمام أحمد، أن الإمام كان قد تأذى من وجود النمل، فاستغفر، فخرج النمل في عدد كبير ظاهر من البيت ولم يرجع مرة أخرى، وفي هذا يقول ابن الإمام، قال عبد الله : رأيت أبي حرج على النمل أن يخرجوا من داره ، فرأيت النمل قد خرجن بعد نملاً سوداً ، فلم أرهم بعد ذلك.
- قصة الحريق وثوب الإمام أحمد
تحكي ابنة الإمام أحمد أن أخيها تزوج فتاة، وقد أعدوا لها بيتا ثمينا ومكلفا، ولكنه احترق. شعر أخوها بالحزن وقال إنه لا يحزن إلا على ثوب كان يصلي فيه ويتبرك به لأبيه. دخلوا البيت ووجدوا أن الحريق دمر البيت بالكامل باستثناء ثوب الإمام أحمد الذي بقي سليما على الرغم من الحريق. وتروي ابنته القصة على النحو التالي:
قالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل : وقع حريق في بيت أخي صالح ، وكان قد تزوج بفتاة ، فحملوا إليه جهازا بأربعة آلاف دينار ، فأكلته النار فجعل صالح يقول : ما غمني ما ذهب ، إلا ثوب لأبي ، كان يصلي فيه ، أتبرك به ، وأصلي فيه، فقالت : فطفئ الحريق ، ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير ، قد أكلت النار ما حوله وسلم .
- قصص متفرقة للإمام
توجد مواقف وقصص متفرقة عن الإمام أحمد مع علماء آخرين، منها ما يتحدث عنه ابن الجوزي حيث احترقت مكتبته وتم تدمير كل شيء إلا ورقة بخط الإمام، وأيضًا حدث غرق في بغداد حيث لم يبق من مكتبة صاحبها إلا ورقتين بيد الإمام أحمد بن حنبل، ويتحدث الإمام أحمد عن هذه الأحداث وغيرها
ذكر ابن الجوزي أن حريقًا وقع في دار علي بن الحسين الزينبي وأحرق كل شيء فيها إلا كتابًا كان فيه بعض الكتابة بخط الإمام أحمد .
قال : عندما غرقت كتبي في بغداد في عام 544، تم تسليمي مجلد يحتوي على ورقتين بخط الإمام أحمد
قصة الإمام أحمد بن حنبل والسجين
هذه القصة في فحواها ومحتواها التي رويت عن الإمام، تحمل العديد من الدروس والعبر. حكاها الناس وحكاها أحمد بن حنبل، أحد تلاميذ الإمام. فهي قصة تحكي كيف جاهد الإمام ووقف في وجه الظلم، والتزم بصحيح العقيدة، ورفض التحريف، والزيغ عن الطريق القويم، مهما طال عليه الألم
تحكي القصة أن ابن أحمد بن حنبل كان يحكي هذه القصة، ويقول إنه كان يسمع والده دائمًا يذكر أبو الهيثم، وعندما سأله عن أبو الهيثم، رواه له ما حدث معه ومع أبو الهيثم.
يقول الشخص إنه كان في السجن وتعرض للجلد بالسياط، وعندما خرج من السجن، قابله شخص وقدم نفسه بأنه أبو الهيثم اللص المعروف الذي تم جلده وسجنه، وأخبره أنه صبر على الخطيئة لطاعة الشيطان من أجل الدنيا، ونصحه بأن يصبر هو أيضا ويتقيد بطاعة الله، وتسرد القصة كما وردت في الروايات
قال أحمد: قال شخص ما: `لا يهمني أن أكون محبوسًا، فمنزلي واحد، ولا يهمني أيضًا أن أموت بالسيف، ولكنني أخشى الفتنة التي تحدث بسبب الاضطراب الاجتماعي`، وورد هذا القول إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل.
“كنت كثيراً أسمع والدي أحمد بن حنبل يقول: رحم الله أبا الهيثم، فقلت: من هو أبو الهيثم؟ قال: أبو الهيثم الحداد، عندما مدت يدي إلى العقاب وأخرجت السياط، إذا رأيت شخصا يجذب ثوبي من ورائي ويسألني: هل تعرفني؟ قلت: لا. قال: أنا أبو الهيثم العيار، اللص السريع، مذكور في ديوان أمير المؤمنين بأنني ضربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان من أجل الحصول على الدنيا، فاصبر أنت في طاعة الرحمن من أجل الدين.
قصة أحمد بن حنبل مع الجن
ومن بين القصص التي رويت عن الإمام أحمد بن حنبل، قصة الجارية التي أصيبت بالصرع، حيث أرسل الخليفة شخصًا ليطلب من الإمام الحضور لعلاجها، فأرسل الإمام مع رسول الخليفة نعله الذي يتوضأ به.
وقد طلب من الرسول أن يجلس عند رأس الجارية، ويقول لها: “مخاطب الجن تخرج أم تضرب بهذا النعل سبعين”، فنطق الجن على لسان الجارية، طائعا، وهذا نص الرواية
ذُكِرَ أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس في مسجده عندما جاءه الخليفة العباسي المتوكل وهو يحمل جارية تعاني من الصرع، وطلب منه أن يدعو الله لها بالشفاء، فأخرج له أحمد صندله الخشبي المصنوعمن الخوص الذي يستخدمه للوضوء، وأعطاه للخليفة ليستخدمه في الدعاء للجارية.
وقال له : اذهب إلى قصر أمير المؤمنين وجلس عند جانب الجارية وقُل لها – وهي تعني الجن – : قال لك أحمد : ماذا تفضل أكثر، أن تُخرج من هذه الجارية أم أن تصفعها بنعلك سبعين مرة؟ ثم اذهب إليه وقُل له ما قاله الإمام أحمد.
فقال له المارد على لسان الجارية : إذا قلنا لأحمد أن لا نقيم في العراق ما أقمنا به، فإن السمع والطاعة هما المطلوبان، لأنه من أطاع الله فقد أطاع كل شيء، وعندما أطاع أحمد الله، خرج من الجارية واستقرت ورزقت بالأولاد. وبعد وفاة أحمد، عاد المارد ليشغل المكان. ومن ثم انتقل المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وأخبره بالوضع.
فاستخلص المروذي النعل وذهب إلى الجارية، وتكلم العفريت عبر لسانها قائلة: `لا يمكنني الخروج من هذه الجارية ولا أطيعكوأنا لا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع الله، فأمرنا بطاعته`.
قصة الإمام أحمد بن حنبل مع المأمون
تحكي قصة الإمام أحمد بن حنبل مع المأمون الذي كان خليفة، حيث كان الإمام يخطب في المسجد وجمع حوله الناس، وخرج رجل يريد إثارة الفتنة والتضليل.
سئل الإمام عن رأيه في القرآن الكريم، فأجاب بالنفي، وكان المتوكل من معتنقي فكر المعتزلة الذين يرون بخلق القرآن. فأمر بإحضار الإمام وتعذيبه ليتراجع عن رأيه، وتوفي المأمون، ولم يتراجع الإمام عن قول الحق بالرغم من شدة التعذيب، وظلت أقوال أحمد بن حنبل حتى بعد وفاته