لا شك في أن الدعاية والإعلان والتسويق أصبحوا أدوات أساسية في الصناعة والتجارة في هذا العصر، لدرجة أن بعض الشركات تختار وكالة الدعاية والإعلان وآلية التسويق قبل البدء في إنتاج المنتج بسبب أهميتها الكبرى.
بسبب أهميتها، زاد عدد وكالات الإعلان في السنوات الأخيرة في جميع دول العالم. أصبحت هذه الوكالات هي المسؤولة عن عمليات الدعاية والإعلان والتسويق للمنتجات، بدلا من استخدام الطرق الفردية التي تطورت مع مرور الوقت. بدأت بالملصقات واللافتات، ثم الإذاعة وإعلانات الصحف، ثم التلفزيون، وصولا إلى أهم وسيلة حاليا وهي الإنترنت. في هذه المقالة، سنتناول الفرق بين الدعاية والإعلان والتسويق.
مقارنة بين الدعاية والاعلان والتسويق
أولًا: الدعاية
الدعاية” هي “وسيلة اتصال غير مباشرة” تستخدم لزيادة الطلب على السلعة أو الخدمة من خلال “نشر الأخبار” في وسائل النشر العامة، مثل الجرائد والتليفزيون والإنترنت وغيرها من الوسائل. وبمقولة أخرى، هي مجموعة من الإعلانات والمنشورات للترويج لشيء أو منتج معين (حملة ترويجية)، وقد تكون “مدفوعة الأجر” أو “غير مدفوعة الأجر”. وفي هذا الأسلوب، لا يشعر الجمهور المتعامل مع الدعاية بأهدافها التجارية.
أنواع الدعاية
– الدعاية البيضاء : الدعاية البيضاء هي تلك التي تعتمد في أسلوبها على نشر الأخبار الصحيحة حول المنتج أو الشيء الذي يراد الترويج له.
– الدعاية السوداء : الدعاية السوداء تعتمد على نشر الشائعات والأكاذيب لتقويض موقف المنافسين.
ثانيًا: الاعلان
تهدف الإعلانات إلى التأثير على الجمهور المستهدف من خلال الإيحاء بشكل تجاري، مما يساعد على إقناعهم بالشراء منتج معلن عنه. وبالتالي، يتحول المتلقيون للإعلانات إلى مستهلكين أو زبائن للمنتج المعلن عنه. يجب أن يحتوي الإعلان على مضمون المنتج ومنافعه وخصائصه والمزايا التي يوفرها للمستهلك.
أنواع الاعلان
– اعلان مباشر : هو الإعلان الذي يعتمد على استثمار رغبات وعادات المستهلكين في مجتمع معين، وبالتالي تقديم إعلانات تلعب على هذا الوتر للمستهلك وتجذبه مباشرة. ولكن هذا النوع من الإعلان يستقبله المستهلك بنوع من الحذر وذلك لعدم وجود عنصر الحيادية فيه.
– اعلان غير مباشر : تقوم الإعلانات غير المباشرة على خلق رغبة استهلاكية غير موجودة في الأساس لدى المستهلك المنشود، عن طريق ربط استخدام المنتج بعادة حميدة أخرى شائعة بين الجمهور، ويعتبر هذا النوع من الإعلانات الأفضل لأنه يجمع بين الترويج للسلعة وكسر حواجز الحذر لدى الجمهور.
ثالثًا: التسويق
التسويق هو عبارة عن خطة كاملة وفريق عمل وعلاقات بين العملاء تمهد لعملية البيع وتضع الأساس لها. أي أن التسويق هو عبارة عن التحليل والتخطيط والتنفيذ لما تقدمه الشركة من منتجات وخدمات. ومن أجل تحقيق هذه الخطة، تتكاتف مجموعة من الإدارات داخل الشركة من أجل تحقيق الأهداف التسويقية المرجوة للشركة.
عناصر التسويق
– المنتج : تحديد المنتج الذي ستقدمه الشركة للجمهور، ومدى قابليته للشراء ومنتجات الشركات المنافسة.
– السعر : يدرس التسويق في هذا العنصر السعر المناسب للسلعة ويأخذ في الاعتبار الخدمة المقدمة وسعر المنافس لتحديد السعر المناسب.
– المكان : يقوم التسويق بدراسة المواقع الأفضل لعرض المنتجات لتسهيل وصولها إلى المستهلك.
– الترويج : في هذا العنصر يتعاون مجموعة من الإدارات مثل المبيعات والعلاقات العامة والإعلان لوضع الخطط الترويجية للمنتج بهدف تشجيع المستهلك على شراء المنتج.
بعد ذلك، يمكننا الاستنتاج أن التسويق هو مرحلة تسبق الدعاية والإعلان، حيث يقوم إدارة التسويق والإدارات المتعاونة معها بوضع خطة للدعاية والإعلان للشركة والمنتج وكيفية توصيلها إلى المستهلك. لذا، الدعاية والإعلان هما في الواقع جزء من عملية التسويق ويتم تمثيلهما في عنصر الترويج.