تعتبر الأرض الأكبر بين الكواكب الصخرية وهي الكوكب الثالث الأكثر كثافة من جميع الكواكب في النظام الشمسي، والكوكب الوحيد الذي لم يكتسب لقباً لمخلوقات اسطورية مثل باقي الكواكب تكريماً له وتسمح مجموعة من الظروف المعجزة بأن يكون كوكبنا فريداً يسكنه مجموعة كبيرة من الكائنات الحية
من بين أهم هذه الظروف هو مدار الأرض حول الشمس الذي يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على الحياة على كوكبنا، ولكن اكتشف العلماء مؤخرا علامات في المسارات التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى عواقب كارثية
تفسير حركة دوران الأرض حول الشمس
يدور الكوكب الأرضي عكس اتجاه حركة الشمس، من الغرب إلى الشرق، في مدار بيضاوي؛ ويعود التفسير العلمي لهذه الحركة إلى أن كتلة الشمس أكبر من كتلة الأرض، مما يسبب جذب الشمس للأرض نحوها ويتسبب في هذه الحركة المستمرة حولها، والتي تجعل شدة ضوء الشمس دائما ثابتة طوال العام
ومع ذلك، يحدد موقع الأرض في نقطة معينة على المدار الذي يحدد فصول السنة. ولكن، توصل العلماء إلى أن هذه المؤشرات قد تتغير، ويلاحظ العديد من سكان كوكبنا تغير المناخ. والآن يمكننا القول أن هذا التغير لا يسببه عوامل داخلية فحسب، بل أيضا عوامل خارجية
والأكثر أهمية بين الجميع هو عامل تأثير جاذبية كوكب المشتري وكوكب الزهرة وحوله يتحدث البيان الأخير من علماء جامعة جورسكي وفقاً لمجلة Eurekalert وحدد مجموعة العلماء التغير الدوري و تطويل مدار الأرض في فترة ٤٠٠ إلي ٥٠٠٠ عام وقد أجرى العلماء تحليل لنموذج حاسوبي لحركة الكواكب في النظام الشمسي لتحديد تأثير مداراتها علي بعضها البعض على مدار ٥٠ مليون عام مضى
لفتت دراسة الانتباه إلى حقيقة مفادها أن مدار الأرض يتأثر بشدة بموقع الأقطاب المغناطيسية للكوكب، وتم دراسة الصخور في الصدع بنيويورك في ولاية نيوجيرسي والصخور الرسوبية في ولاية أريزونا، بالإضافة إلى عينات من الصخور الجيولوجية التي تعود إلى الفترة المتأخرة من العصر الترياسي، والتي تحتوي على معدن الزركون وعناصر من الكريستال المغناطيسي، وتوصل الباحثون إلى اكتشاف كيف كان الحقل المغناطيسي للأرض في ذلك الوقت.
أظهرت الدراسات النظرية أن الدورة الزمنية الممتدة من ٤٠٠ إلى ٥٠٠٠ عام يمكنها تحديد تواريخ أكثر دقة للأحداث التي حدثت على الأرض، على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الدورات لتحديد الظروف المناخية في الماضي، ونتيجة لهذا البحث، توصل الباحثون إلى أن مدار الأرض كان أكثر استطالة في الزمن السحيق، وأدى تغير شكل مدار الأرض إلى تغيرات حادة في الظروف المناخية
أدى انفصال قارة بانجيا الجليدية وانقراض بعض الكائنات الحية قبل انقراض الديناصورات إلى اختفاء نصف الكائنات الحية على كوكبنا، وبقيت الديناصورات هي المهيمنة حتى عصر الجليد .
سبب تغير مدار الأرض ونتيجته
هناك مخاوف من أن نقلب مدار الأرض نتيجة للاضطراب في جاذبية كوكب المشتري وكوكب الزهرة يمكن أن يتسبب في تغير حاد في الظروف المناخية على كوكبنا في المستقبل القريب، ونتيجة لذلك قد تحدث زيادة في الكوارث الطبيعية وظهور ظواهر مناخية غريبة في مناطق مختلفة من الأرض
إذا كانت توقعات العلماء صحيحة، فإن هجرة الكائنات الحية بسبب التغيرات المستقبلية في مسار حركة الكوكب ستؤدي إلى انقراض عدد كبير من المخلوقات، وستكون هذه النتيجة جزءًا من آثار تحول المدار
ماذا سيحدث إن انحرفت الأرض عن مدارها
يتطلب حدوث ذلك تدخل تأثيرات خارجية قوية، مثل الاصطدام مع كويكب أو مذنب كبير، وفي هذه الحالة ستنقرض الحياة البشرية على الكوكب، ولكن يوجد خيار آخر
يتعلق الأمر بمرور جسم فضائي ضخم بجوار كوكبنا، والذي يمكنه إخراج الأرض عن مسارها، وهذا سيؤدي إلى عواقب وخيمة وكارثية. ومع ذلك، فإنه من الناحية النظرية لا يزال هناك فرصة لبقاء البشر على قيد الحياة، وذلك عن طريق مغادرة الأرض والعثور على مدار آخر، سواء كان أقرب أو أبعد من الشمس
يرى البروفيسور ديفيد يعتقد أنه إذا انخفضت المسافة بين الأرض والشمس بنسبة 5% ستتحول الأرض إلى شريحة شريحة لحم مشوية من البشر والحيوانات وإذا زادت المسافة بين الأرض والشمس بنسبة 1% فقط ستتحول الأرض إلي قطعة جليد ويمكن أيضا أن يصبح المدار ممدوداً الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تغيرات حادة في درجات الحرارة تصل إلى -120 درجة مئوية مثل المريخ إلي ارتفاعات تصل إلى +468 درجة مئوية كما في كوكب الزهرة ، وفي هذه الحالة سيكون الحياة على الأرض مستحيلة .
من الممكن أن تتصادم الأرض مع كواكب أخرى أو تسقط في الشمس، وفي حالة السيناريو البديل، يمكن أن تبدأ الأرض في الابتعاد عن الشمس وفي النهاية تتحرك بعيدا عن الأشعة فوق البنفسجية الهامة في العملية الضوئية، وتنخفض درجة الحرارة تدريجيا، وسيكون أول من يتأثر هو الغطاء النباتي، مما يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في سلسلة الغذاء.
سيبدأ عصر جليدي على الكوكب بسرعة، وستكون الواحات ذات الظروف المعيشية الأكثر ملائمة قريبة من مصادر الطاقة الحرارية على الأرض وحدها، ولكن هذا لن يدوم طويلاً، إذ سيبدأ هطول أمطار غير عادية من الأكسجين السائل عندما تنخفض درجات الحرارة إلى -198 درجة على سطح الكوكب
في هذه الحالة، لا يمكن للناس العيش إلا تحت الأرض في قواعد مستقلة، وسيكون بمقدورهم الحصول على الدفء فقط من قلب الكوكب. ولن يتحمل الصقيع حتى يتجمد سطح المحيطات جميعها، وستصبح تحت قبضته. في النهاية، سيصبح سطح الكوكب مغطى بالجليد، وسيصبح لقب كوكبنا “الكوكب الأبيض
أما في أعماق المحيطات التي لم تر أشعة الشمس يوما، فهناك نظام بيئي متكامل لا يعتمد على أشعة الشمس في التمثيل الضوئي. هناك دورة من المواد تعتمد على التصنيع الكيميائي، ومصدر طاقتها هو تفاعلات الأكسدة غير العضوية، ويمكن الحفاظ على درجة الحرارة المطلوبة من حرارة الكوكب. ومن المحتمل أن يكون هذا هو المظهر الحياتي البسيط على الأرض لعدة سنوات حتى يتجمد الكوكب تماما.