العلاقة بين الشاي الأسود وعدوى الملوية البوابية
الشاي هو مشروب شعبي يتناول في جميع أنحاء العالم، وهو عبارة عن مزيج من أوراق الشاي المجففة التي تختلط مع الماء الساخن لتصبح مشروبا مريحا في أي وقت من اليوم. كان الشاي الأسود شائعا لأكثر من 500 عام ويكون ذو نكهة أقوى من الأنواع الأخرى مثل الشاي الأخضر. يحتوي بعض أنواع الشاي على كمية معينة من الكافيين، بينما تحتوي الأنواع الأخرى على مواد تساعد على الاسترخاء وتحفيز نمو البكتيريا الصحية في الأمعاء. يحتوي الشاي أيضا على مركبات الفلافونويد، التي لها خصائص مضادة للأكسدة ويمكن أن تحمي الخلايا وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية وبعض أنواع السرطان .
أنواع الشاي
هناك أربعة أنواع رئيسية من الشاي : أسود ، أخضر ، أبيض، وأولونغ، وكلها مصنوعة من أوراق نبات الكاميليا سينينسيس، ويشكل الشاي الأسود والأخضر غالبية الشاي المستهلك في جميع أنحاء العالم، والشاي الأسود أكثر شعبية في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتميل البلدان في نصف الكرة الشرقي، ولا سيما الصين واليابان، إلى تفضيل الشاي الأخضر .
تتم إعداد الشاي الأخضر والشاي الأسود بشكل مختلف، وهذا يفسر الاختلافات بينهما. فعند صنع الشاي الأخضر، يتم تجفيف أوراق الشاي على البخار مباشرة بعد الحصاد، في حين يتم صنع الشاي الأسود باستخدام أوراق الشاي المؤكسدة. وعملية الأكسدة تؤدي إلى تكوين مركبين هما الثيافلافين والثياروبيجين، وتعطي هذه المركبات الشاي الأسود طعمه ولونه المميزين، إضافة إلى فوائده الصحية المحتملة .
فوائد الشاي الأسود في الحماية من عدوى الملوية البوابية
ليست كل البكتيريا سيئة، في الواقع، هناك البكتيريا التي تعيش في أجسادنا والتي تعتبر ضرورية لصحتنا، وتوجد بكتيريا في أمعائنا تساعد على تكسير الطعام، وتظهر الأبحاث أن الشاي الأسود يجعل الأمعاء أكثر تقبلا لبعض البكتيريا التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة، وفي نفس الوقت هناك أدلة قوية على أن الشاي الأسود قد يساعد في حماية المعدة والأمعاء من القرح، والتي غالبا ما تكون ناتجة عن عدوى بكتيريا الملوية البوابية .
الملوية البوابية أو جرثومة المعدة هي بكتيريا سالبة الجرام، وتم اكتشافها في عام 1982 من قبل العلماء الأستراليين باري مارشال وروبن وارن. وجدوا أن البكتيريا موجودة في شخص يعاني من التهاب المعدة المزمن وقرحة المعدة، وهذه الحالات كان يعتقد سابقا أنها لا تحتوي على عامل جرثومي. وتترافق الملوية البوابية أيضا مع تطور قرحة الاثني عشر وسرطان المعدة. ومع ذلك، يعاني أكثر من 80% من الأشخاص المصابين بالبكتيريا من عدم ظهور أي أعراض. ويعاني أكثر من 50% من سكان العالم من الملوية البوابية في الأمعاء العليا، وتكون العدوى أكثر انتشارا في الدول النامية بالمقارنة بالدول الغربية. ويعتقد أن الشكل الحلزوني للبكتيريا الذي يشتق منه اسم الجنس، تطور ليتمكن من اختراق بطانة المعدة المخاطية .
فوائد أخرى للشاي الأسود
1- مصدر جيد لمضادات الأكسدة
الشاي الأسود يحتوي على مضادات الأكسدة، على الرغم من أنه أقل من الشاي الأخضر، ويجب أن يتم تخمير الشاي الأسود في درجات حرارة أعلى لتحرير مضادات الأكسدة، وقد وجدت دراسة بريطانية أنه عند تخمير الشاي الأسود عند درجة حرارة شبه غليان ( 90 درجة مئوية، أو 194 درجة فهرنهايت )، يمكن أن يعزز بشكل كبير من إمكاناته المضادة للأكسدة، كما وجد الباحثون أن أكياس الشاي يمكن أن تمنع استخراج مركبات الفلافونويد، كما أن إضافة اللبن – وخاصة الحليب الكامل الدسم – يمكن أن يمنع التأثيرات المضادة للأكسدة في الشاي الأسود .
2- التقليل من خطر الإصابة بالسرطان
يعد السرطان من بين الفوائد الصحية الرئيسية للشاي الأسود، ولكن المعهد الوطني للسرطان لا يوصي بشرب الشاي للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان. ويدعي بعض الأشخاص أن شرب الشاي لا يساعد فقط في الوقاية من بداية السرطان، ولكنه يساعد أيضا على تقليل كمية الخلايا السرطانية في الجسم. ووجدت دراسة أجريت في عام 2013 أن الشاي الأسود كان فعالا في الحد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وتشير الأدلة إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في الفلافونيدات في الشاي، قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان .
3- تحسين صحة القلب
يلعب الشاي الأسود دورا مفيدا بالنسبة للقلب، في حين يجب على أولئك الذين يعانون من أمراض القلب توخي الحذر عند تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، هناك أدلة متزايدة على أن الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في القلب يمكن أن يلاحظوا انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وشرب الشاي الأسود قد يساعد على تقليل التجلط والالتهاب، ووجدت دراسة عام 2012 أن الشاي الأسود يقلل من المخاطر القلبية الوعائية، ويحسن مستويات مضادات الأكسدة في المشاركين في الدراسة بشكل عام .