ادب

قصة قصيرة عن الشيخ زايد

قصة ولادة الشيخ زايد ووفاته ومواصفاته

ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن في أبوظبي عام 1918، وأطلق عليه اسم جده زايد بن خليفة المعروف بزايد الأول الذي حكم الإمارة في الفترة من عام 1885 إلى 1909.

والده هو الشيخ سلطان بن زايد، حاكم إمارة أبوظبي بين عامي 1922-1926، والشيخ زايد هو الابن الأصغر من أربعة إخوة.

والد الشيخ زايد

تولى الشيخ سلطان الحكم عام 1922، ولم يستمر في الحكم إلا لأقل من خمس سنوات، حيث قام بتطوير إمارته وتحسين أوضاع شعبه، واتبع نهج والده في الحكم الذي تميز بالعدل والحكمة والحنكة السياسية والإدارة الجيدة، وقام بتطوير الإمارة واستغلال مواردها لتحسين شؤون الدولة.

لم يستمر حكمه سوى خمس سنوات قبل أن يتوفى وينتقل إلى رحمة الله.

وفاة الشيخ زايد

توفي الشيخ زايد في 19 رمضان 1425 هـ الموافق 2/11/2004 م، وبذلك فقدت دولة الإمارات بانيها الأول بعد مسيرة عطاء استمرت لمدة أربعة عقود، حيث قدم الشيخ زايد الكثير لدولته، وأعلن أبناء شعبه عن خسارتهم غير قابلة للتعويض، وخلفه في الحكم الشيخ خليفة بن زايد.

مواصفات الشيخ زايد

كان الشيخ زايد رجلا قويا، يتمتع بشخصية قيادية وسمعة طيبة، وكان معروفا بأنه أحد أقوى شخصيات الإمارات. يتميز بالذكاء والحكمة والعدل، وكان يحظى بإعجاب البدو لأنه كان يعيش حياة بدوية مثلهم. إنه يعرف الهجن وماهر في الرماية والقتال، بالإضافة إلى قدراته السياسية وعدالته.

كان يتميز بإنصاته للناس، وتفقد أحوالهم، والاستماع لمشاكلهم، واحترام شعبه ومودته لهم قبل أن يحبوه، وكأنه كان فردًا منهم، كما كان حريصًا على استثمار أموال الدولة بتنفيذ الإصلاحات.

كان ايضًا الشيخ زايد قوي البني، يتمتع بشخصية ذكية، وقوة بدنية جبارة، كما وصفه الرحالة البريطاني الذي قام برحلة في صحراء الربع الخالي في كتابه “الرمال العربية” بقوله: “إن زايداً رجل قوي البنية، لحيته بنية اللون، ووجهه ينمُّ عن ذكاء حادّ، وعيناه ثاقبتان قويتا الملاحظة، وهو يتميز بسلوك هادئ وشخصية قوية”،

كما أضاف في الحديث عنه بأنه: “لقد كنت متشوقاً للقاء زايد؛ فله شهرة واسعة في أوساط البدو الذين أحبوه لسلاسة أسلوبه غير الرسمي في معاملته لهم، ولعلاقاته الودية معهم، واحترموا فيه نفاذ شخصيته وذكاءه وقوته البدنية، وكانوا يعبرون عن إعجابهم به فيقولون: زايد بدوي مثلنا؛ فهو يعرف الكثير عن الهجن، ويركبها مثلنا، وهو ماهر في الرماية، ويجيد القتال”.

وصف النقيب البريطاني السابق أنطوني سيبرج في كتابه “مغامرة في الجزيرة العربية” رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي، وكان بلا شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة.

قصة حكم  الشيخ زايد لإمارة أبو ظبي

تم تعيين الشيخ زايد من قبل آل نهيان لإمارة أبو ظبي عام 1966 في 6 أغسطس لمواكبة التغيرات التي حدثت في الإمارة بعد اكتشاف النفط فيها وتصدير أول شحنة منه عام 1962. وكانت هذه المرحلة تغييرا جذريا في الخليج العربي، وكانت البلاد بحاجة كبيرة لشخص يدير أمورها بشكل حازم ويعرف كيفية مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يمكن أن تواجه الإمارة بعد هذا التحول الكبير.

سرعان ما قام الشيخ زايد بعد تعيينه بالقيام بإصلاحات كبيرة في البلاد، كما أنه قام بتطوير المدن والمرافق العامة والخاصة، وتشجيع الشعب على المساهمة في عملية بناء الحضارة بكل ما أوتي من قوة، كما قام بالحث على استثمار الكفاءات الاجنبية من أجل تطوير بلده بخبراتهم، كما أقام حكومة جديدة، وبدأ بتسيير أمور الدولة.

أحد إنجازات الشيخ زايد كان تعبيد الطرق وبناء مباني حديثة وتحسين نظام التعليم وتوفير الماء والكهرباء للمنازل، وتوفير المدارس في كل مكان لمحاربة الأمية، وتحسين المرافق الصحية وتوسيع المنشآت الطبية لمحاربة الأمراض، مما جعل أبوظبي يتحول جذريا.

قصة تعيين الشيخ زايد رئيسًا للإمارات المتحدة

بعد استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، تم انتخاب الشيخ زايد بالإجماع ليصبح أول رئيس للدولة، وتم انتخاب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبًا له.

قام الشيخ زايد بتقديم أفضل الرعايا لشؤون الدولة، ونجح في نقلها من حالة الجهل والتخلف إلى حالة التطور والحضارة، وذلك بفضل نظرته الحادة وإدارته الحكيمة للشؤون السياسية، وحرصه على الحفاظ على سمعة الدولة من خلال توفير الأمن والاستقرار الذي حققته دولة الإمارات بعد تعيين رئيس لها.

قام بتطوير مباني الدولة وتوزيع ثروات الدولة في مجالات مفيدة مثل الاقتصاد والتعليم والتراث والثقافة، كما قام بتعيين دستور جيد يتضمن أساليب الإدارة الحديثة.

لقد كان للشيخ زايد دور كبير في توحيد دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن أعلنت البحرين وقطر استقلالهما، وذلك بعد العديد من الاتفاقيات مثل اتفاقية السميح التي وقعها الشيخ زايد مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي كان حاكما لدبي آنذاك، في الثامن عشر من فبراير عام 1968.

كان الشيخ زايد يطمح في توحيد دول الخليج العربي، وهي البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، وذلك لأن هذه الدول لديها ثقافة وحضارة مشتركة، بالإضافة إلى اقتصادها المشترك وعاداتها وتقاليدها المشتركة.

أدت رغبته في النهاية إلى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي عام 1981 في أبوظبي.

قصة إنشاء جامع الشيخ زايد

يعتبر جامع الشيخ زايد إنجازا حضاريا هاما يجب التطرق إليه، وهو من أكبر المساجد في العالم، يحتوي على حوالي 82 قبة، وأكثر من 100 عمود، ويحتوي أيضا على ثريات مرصعة بالذهب عيار 24 قيراطا، ويحتوي على واحدة من أكبر الثريات في العالم في قاعة الصلاة الرئيسية، وكان الهدف من بناء هذا الجامع هو أن يكون مرجعا لجمال العمارة الإسلامية الحديثة وأن يعكس القيم الإسلامية الأصيلة.

يتضمن جامع الشيخ زايد أربعة مآذن، حيث يبلغ طول كل منها حوالي 106 أمتار، وتم تصميم المآذن بشكل محترف لتعكس الأسلوب المغربي والأندلسي والمملوكي.

يضم الجامع الشهير عددًا كبيرًا من القبابالمصممة بشكل رائع ويصل عددها إلى 82 قبة، حيث يتواجد أكبر قبة في منتصف قاعة الصلاة الرئيسية وتمتاز بتصميمها المبتكر والجزء العلوي منها مطلي بالذهب، وتعتبر مثالًا رائعًا على التصاميم الإسلامية الجميلة والمتميزة.

يحوي الجامع أكبر سجادة إسلامية يدوية في العالم، التي تبلغ مساحتها 5700 متر مربع، وقد شارك في نسجها حوالي 1200 حرفي، وقد استغرقت عملية نسجها ما يقارب عامين.

يضم مسجد الشيخ زايد سبعة ثريات مصنوعة من الكريستال، وأكبر قطر فيها يصل إلى 10 أمتار، ويبلغ ارتفاعها 15 مترا ووزنها حوالي 12 طنا، كما يحتوي المسجد على أربع ثريات زرقاء تزين المدخل الرئيسي للمسجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى