جوهر الصقلي اشهر قائد في تاريخ الدولة الفاطمية
يُعتبر القائد أبو جوهر الصقلي الأكثر شهرةً في تاريخ الإسلام، حيثُ هو مؤسس مدينة القاهرة والجامع الأزهر، وقام بفتح العديد من البلدان، بما في ذلك مصر والمغرب وفلسطين والشام والحجاز وغيرها، وسوف نستعرض تفاصيل أكثر عن حياته.
نبذة عن حياة جوهر الصقلي
– اسمه الكامل هو أبو الحسين جوهر بن عبد الله، المعروف أيضا باسم جوهر الرومي، وهو واحد من أشهر القادة في التاريخ. ولد في عام 911م في مدينة صقلية الموجودة في البحر المتوسط والتي يرتبط بها نسبيا. في ذلك الوقت، كانت جزيرة صقلية تحت حكم الفاطميين. تربى جوهر الصقلي بتربية عسكرية وتقدم في الرتب حتى أصبح قائدا للقوات الفاطمية خلال حكم المعز لدين الله.
– أرسله المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر ليفتتحها، فاستولى عليها من العباسيين ودخلها وأسس مدينة القاهرة، كما هو مذكور في بناء الجامع الأزهر وقصر المعز لدين الله الفاطمي، حيث جعل القاهرة عاصمة للدولة الفاطمية، وأمر ببناء الجامع الأزهر فيها كمركز علمي وديني، وبعد ذلك أرسل قواته إلى دمشق وغزاها، وتولى جوهر الصقلي حكم مصر لمدة حوالي أربع سنوات بدلا من الخليفة الفاطمي
توحيد بلاد المغرب
في العام 348، قاد جوهر الصقلي جيشًا بأمر من المعز في محاولة للسيطرة على المغرب بعد أن نقضوا البيعة، وأظهروا ولائهم لأمير الأندلس الأموي، واحتلوا المدن المغربية، وتقدموا في البلاد حتى وصلوا إلى المحيط الأطلسي.
أمر جوهر الصقلي بصيد الأسماك، وأرسل المعز لدين الله إشارة إليه بأنه قام بأداء المهمة بشكل كامل، وعاد جوهر الصقلي بنجاح ومعه أسرى (سجلماسة وفاس) محتجزون داخل أقفاص، ودخل بهما إلى مدينة القيروان في يوم مشهود.
فتح جوهر الصقلي مصر وبناء القاهرة
بعدما تولى المعز لدين الله الفاطمي الخلافة في بلاد المغرب، قرر فتح مصر وجهز جيشاً كبيراً بعدده يصل إلى 100 ألف جندي. واختار جوهر الصقلي لقيادة هذا الجيش، وخرج المعز بنفسه لتوديع جوهر الصقلي.
جلس جوهر الصقلي في معسكره لعدة أيام وكان يجتمع مع جيشه يوميًا، وخاطب الدعاة الذين كانوا يرافقونه قائلًا إنه لو خرج وحده، فسيكون قادرًا على فتح مصر ودخولها بسهولة دون حرب، وسينزل في خرابات ابن طولون ويبني مدينة تسمى القاهرة، وذلك لتحفيزهم وتشجيعهم.
زاد المعز لدين الله جوهر قوته بالجيش والأموال الوفيرة، وما يحتاجه للسفر ودعم الجيش، كما أرسل عددا من السفن إلى ميناء إسكندرية حتى يتم تسليمها، ودخل الإسكندرية واستولى عليها بدون قتال، وعرف الفسطاط أنهم غير قادرين على صد جيوش الفاطميين، لذلك أرسل الوزير بن جعفر بن الفرات رسولا إلى العلويين يطلب من جوهر الصقلي أن يعطيه الأمان، فوافق جوهر على إعطائه الأمان وكتب له يعاهده بنشر العدل والطمأنينة وترك الحرية في ممارسة الشعائر الدينية.
بعد ذلك، دخل جوهر الصقلي إلى مدينة الفسطاط، عاصمة مصر، وخرج الوزير والعلماء والشعب لاستقباله والترحيب به، وقام جوهر الصقلي ببناء مدينة القاهرة هناك، وتمت إزالة الخلافة العباسية من مصر دون قتال أو استخدام السيوف، وأصبحت مصر جزءا من الدولة الفاطمية التي امتدت من المحيط الأطلسي في الغرب إلى البحر الأحمر في الشرق.
– قام جوهر الصقلي ببناء قصر كبير للمعز على مساحة تبلغ حوالي 70 فدانًا فوق أرض تبلغ مساحتها 340 فدانًا، وجعله مقراً له. وكانت الدولة الفاطمية في ذلك الوقت إحدى أكبر الدول الإسلامية على الرغم من أنها كانت دولة شيعية، وانتشرت فيها جميع أنواع العلوم.
وفاة جوهر الصقلي
توفي القائد جوهر الصقلي في العام 381 هـ، وأرسل العزيز الكفن الذي تكفين بهالقائد في سبعين ثوباً مرصعة بالذهب، وصلى عليه العزيز، ودفن في القرافة الكبرى، وأعطي رتبة أبيه.