على الرغم من التوصية بتجنب تناول الخبز الأبيض والاستعاضة عنه بالأنواع المصنوعة من الحبوب الكاملة، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن أفضل اختيار – خاصة في وجبة الإفطار – هو السوردو الأبيض، إذ قد يؤثر نوع التوست الذي نتناوله في الصباح على كيفية استجابة جسمنا للوجبات الأخرى، ويقترح البحث أن تناول خبز السوردو في الصباح يمكن أن يكون مفيدا لفقدان الوزن وإدارة مرض السكري. وسنتعرف فيما يلي على السبب الذي يجعل خبز السوردو هو الخيار الأفضل في وجبة الإفطار .
خبز السوردو
ليس كل نوع الخبز متساو، فإذا كان الشخص يتبع خيارات غذائية صحية، فقد يميل إلى شراء رغيف القمح الكامل عند شراء الخبز، ومع ذلك، يمكن لخبز السوردو الأبيض الذي يتم تجنبه عادة أن يكون الخيار الأفضل، إذ قام باحثو جامعة جويلف في أونتاريو بكندا باختبار تأثير عجينة خبز السوردو المخمر والخبز الأبيض العادي وخبز القمح الكامل وخبز القمح الكامل بالشعير على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة وتتراوح أعمارهم بين 50 و 60 عاما. ويقول تيري غراهام، الأستاذ في قسم الصحة والغذاء في جامعة جويلف: “عندما تناول أفراد العينة خبز السوردو المخمر، لاحظنا انخفاضا في نسبة السكر في الدم واستجابة جيدة للأنسولين في الدم، وهذا أمر جيد .
ويضيف غراهام : ” هناك أسطورة حضرية تقول أنه إذا أراد أحد أن يخفف وزنه، فلا يجب أن يأكل الخبز، لكن الحقيقة هي أن الخبز هو أحد أكبر مصادر الحبوب لدينا، ولديه عدد من الفوائد الصحية التي لا يمكن إغفالها، وقد قام جراهام وفريق من الباحثين بفحص كيفية استجابة المشاركين بعد ساعات فقط من تناول الخبز في الإفطار، ومرة أخرى بعد ساعات فقط من تناول وجبة غداء قياسية، ويقول غراهام، الذي نشر نتائج دراسته في المجلة البريطانية للتغذية : ” مع انخفاض الوزن، انخفضت مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مماثل في أنسولين الدم “، ويتابع قائلاً : ” ما كان أكثر إثارة للاهتمام هو أن هذا التأثير الإيجابي ظل خلال الوجبة الثانية، واستمر حتى بعد ساعات، وهذا يدل على أن ما تتناوله من طعام الإفطار يؤثر على كيفية استجابة الجسم للغداء ” .
أسباب التأثير الجيد لخبز السوردو
من المرجح أن تخمر خبز السوردو بهذه الطريقة وهو عجين، يغير من طبيعة النشويات في الخبز، ويخلق خبز أكثر فائدة، إذن لماذا سجل القمح الكامل ضعيفًا ؟ يشرح الباحثون أن استجابات الدم الأقل إيجابية التي أثارها القمح الكامل، ترجع إلى حقيقة أن عملية الطحن المستخدمة في صنع خبز القمح الكامل ( الذي استخدم في الدراسة )، مشابهة لتلك المستخدمة في الخبز الأبيض العادي، ويشرح الباحثون : ” إن أجزاء الحبوب مثل جرثومة القمح والنخالة التي لها فوائد صحية، تخرج لإنتاج طحين أبيض ثم تضاف جزئياً مرة أخرى لجعل القمح كامل “، ومع ذلك، قبل أن نترك رغيف القمح الكامل المفضل لدينا، يجب أن نعلم أنه ليس كل أنواع القمح الكامل أو خبز الحبوب الكاملة يتم تصنيعها بهذه الطريقة .
كيفية العثور على أفضل نوع خبز
أدت نتائج هذه الدراسة المخملية إلى إلحاق جراهام وفريق من الباحثين بمواصلة دراسة فوائد العجين المخمر والخبز من الحبوب الكاملة، في سعيهم لاكتشاف المكونات المثلى التي تجعل الخبز مفيدا للصحة، وبالتعاون مع مخبز سكاربورو Stonemill Bakehouse، قاموا بتطوير خبز سوردو من الحبوب الكاملة، ويقومون حاليا باختبار فوائده الصحية لفترة طويلة، بالمقارنة مع الخبز الأبيض العادي، وخلال هذه الفترة، يمكن تناول خبز السوردو الأبيض في الصباح، مع الاستمتاع بنكهته المميزة وفوائده الصحية في نفس الوقت .