اسلاميات

ما السبب في ظهور المنافقين بالمدينة

ما هو سبب ظهور المنافقين بالمدينة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم نذيرا وبشيرا للعالم أجمع، ولم يكن نذيرا لأهل مكة وقريش وحدهم بل للجميع، وعاش النبي والمسلمون في مكة دون أي نفاق من من حولهم لأنهم كانوا فقراء مستضعفين، والنفاق يستهدف دائما أولئك الذين يمتلكون المال أو القوة أو السلطة

لم يظهر النفاق في مكة لأنه لم يكن هناك حاجة لذلك، وحتى بعد أن هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة لم يظهر المنافقون، فقد كانوا مهاجرين، والغريب على الأغلب يتسم بالضعف، لذا لا يوجد خطر منه ولا حاجة لنفاقه

لكن بعدما أظهر المسلمون قوتهم، أولا بالزيادة العددية للمسلمين، وثانيا بالقوة الواضحة في الحروب التي أظهرت شوكتهم، وأخيرا بظهور مغانم الحروب التي زادت من قوتهم، بدأ النفاق يظهر. ومن بين العوامل والأسباب التي أدت إلى ظهور النفاق ما يلي

  • بداية ظهور قوة المسلمين.
  • وجود أفراد من الأوس والخزرج يرغبون في العز والسلطة التي يمنحهم الإسلام.
  • ويوجد أيضًا أتباع ديانات سماوية أخرى، مثل اليهود، والذين يشتهرون بمكرهم وخبثهم.
  • تسبب انتشار الإسلام في ترك الكثير من الناس لزعمائهم وكبارهم وتوجههم لاتباع النبي، وأراد هؤلاء إعادة إلقاء الضوء عليهم.
  • يتمثل البحث عن الغنائم والعزة التي يظهرها المسلمون فيها.

تنوعت الآيات القرآنية التي تحدثت عن المنافقين في القرآن الكريم، وأفعالهم، ومنها: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون} [الحشر: 18]

تتحدث الآيات عن المنافقين وأعمالهم ضد المؤمنين، حيث يخبرون أهل الكتاب أنهم معهم إذا حاربوا أو قاتلوا وقتلوا، ومع ذلك فهم كاذبون حتى في معاملتهم مع أنصارهم الكفار الذين وعدوهم بالنصر.

كما يوضح الآيات التالية بعض من أقوال المنافقين، ومنها على سبيل المثال قول الله سبحانه وتعالى “إنهم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض، ولكن المنافقين لا يفقهون” [سورة المنافقون: 7]، وهذا يشير بوضوح إلى أنهم غير مؤمنين ولا يتبعون الإسلام. فهم ليسوا فقط ينصرون الكفار والمشركين وأعداء الإسلام، بل أيضا يدعون للتخلي عن المسلمين ومنع الصدقة والإنفاق وغيرها من أشكال الرزق.

وقد وردت أفعالهم واضحة في الحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أربعة من كان فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذبا، وإذا عاهد غدرا، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجرا`

كانوا يخبرون المسلمين ورسول الله بأنهم معهم، ولكن في الخفاء يتآمرون مع المشركين والكفار، وحاولوا في الغزوات الغدر بالمسلمين بالتعاون مع المشركين وغير ذلك من الأفعال التي أثبتت أنهم من المنافقين وأعداء للإسلام.

صفات المنافقين في القرآن الكريم

يتضح للناس صفات المنافقين وكيفية التمييز بينهم، وذلك لأنهم لا يختلفون في الشكل أو المظهر عن غيرهم من البشر، ولكن يتميزون بصفاتهم التي ذكرها القرآن الكريم وأفعالهم، وهذه هي صفات المنافقين:

_ إظهار الخير والباطن شر، وهذا بحسب ما ورد في الآية، [ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَیۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةࣰ نُّعَاسࣰا یَغۡشَىٰ طَاۤىِٕفَةࣰ مِّنكُمۡۖ وَطَاۤىِٕفَةࣱ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ یَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَیۡءࣲۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ یُخۡفُونَ فِیۤ أَنفُسِهِم مَّا لَا یُبۡدُونَ لَكَۖ یَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءࣱ مَّا قُتِلۡنَا هَـٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِی بُیُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِینَ كُتِبَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِیَبۡتَلِیَ ٱللَّهُ مَا فِی صُدُورِكُمۡ وَلِیُمَحِّصَ مَا فِی قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ] سورة آل عمران 154.

_ يحزن على كل خير يصيب أهل الإيمان، والعكس يحزن الغم بما يأتي المؤمنين من خير، وإظهار الإيمان وإخفاء الكفر وهو أكثر أنواع النفاق خبث، ومن ذلك الآيات، التي جاءت في سورة باسم المنافقون، وهي :{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك رسول الله والله يعلم إنك رسوله والله يشهد إن المنافقين كاذبون }. المنافقون (1)

_ كما أنهم أيضاً يتصفون بالخداع والمكر، فيحلفون بالكذب، ويظهرون عكس ما في قلوبهم، يوالون الكفار والمشركين واليهود، خفاء، وعلانية، ويخبرون أهل الإيمان أنهم منهم، وليسوا منهم، ومن ذلك ما جاء في الآيات، {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} (9) سورة البقرة.

أنواع النفاق

تحدث علماء الدين عن أنواع النفاق وقسموها، ومنها النفاق الذي يعرف به المنافقون والذي يتصف بصفة معينة وسلوك معين، ويعد تقسيم النفاق إلى أنواعٍ مختلفة وسلوكياتها، وسيلةً لفهم درجات النفاق.

ويتعلق هذا بعمق تأثيره داخل النفوس واستمراره، ويمكن تصنيف النفاق إلى نفاق في الاعتقاد ونفاق في العمل، ويوضح اسم كل نوع ماهيته ومن يطبق عليه، وسيتم تفصيل الأنواع هنا

بالنسبة للنفاق في الاعتقاد، فإن هذا النوع من النفاق يُسمى بالنفاق الأكبر، حيث يظهر صاحبه للناس كمسلم، لكن يخفي في باطنه الكفر، وقد بيّن العلماء أن هذا النوع يؤدي إلى خروج الإنسان من الدين بشكل كلي.

يشمل ذلك الكفر وعدم الإيمان، والاستهزاء بالدين، والاستهزاء بأهل الدين، مثل السخرية من الشيوخ أو من أصحاب السمت الديني، أو التملق لأعداء الدين ومحبتهم.

ويمكن أن يشمل هذا النوع من الإساءة إلى النبي، الكفر بالله بطريقة صريحة، أو إهانة النبي صلى الله عليه وسلم، أو بغضه أو بغض ما جاء به، والفرح بإيذاء النبي وعدم الانتصار له، بل ومؤازرة الذي يسبه أو يسخر منه.

النفاق في العمل يشير إلى فعل شيء من أعمال المنافقين في العمل، ولكن يبقى الإيمان بالقلب، وهو منه موالاة الكفار، وخيانة الأمانة والفجر في الخصومة

دل على شدة خوف المنافقين وجبنهم قول الله تعالى

هناك العديد من الآيات في القرآن الكريم تشير إلى شدة خوف المنافقين وجبنهم، ويتم ذكر ذلك في أقوال الله تعالى عنهم في عدة مواضع، سواء كانوا يقسمون بالكذب أو يهربون من الجهاد، أو في آيات أخرى تتضح بعضها فيما يلي:

  • يخفون في أنفسهم ما لا يظهرون لك، يقولون: لو كان لنا سلطة في الأمر، ما قتلنا هؤلاء هنا. قل: لو كنتم في بيوتكم، لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم. والله عليم بأسرار الصدور.” [آل عمران: 154].
  • ﴿ إذا وجدوا مأوىًا أو كهفًا أو مدخلًا، لجأوا إليه وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴾ [التوبة: 57].
  • وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ * رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 85- 86].
  • ﴿ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴾ [التوبة: 56].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى