فوائد الكركم لصحة القلب

لم يعد من المعقول أن نلقي اللوم على الشيخوخة بالنسبة لانتشار أمراض القلب اليوم، والتي تساهم بشكل كبير في معدل الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث يعاني الكثير من الشباب في منتصف العمر من أمراض القلب بشكل أكثر من أي وقت مضى في التاريخ .

العلاقة بين الكركم وصحة القلب

قمت بالبحث عن أكثر من 200 دراسة بحثية حول فعالية الكركم والكركمين في علاج حالات قلبية مختلفة، وتبين أن الكركم لا يحمي القلب فحسب، بل يحارب أيضا العديد من الظروف الأيضية التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن أهم الفوائد

1- حماية القلب والأوعية الدموية

يقوم الكركم بحماية القلب والأوعية الدموية، وذلك بفضل تأثيره كمضاد للأمراض القلبية، وتتمثل فوائده الدوائية في الحماية الفعالة للقلب بفعل خصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، بالإضافة إلى نشاطه المضاد للصفائح الدموية. وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى إمكانية استخدام الكركم للحد من تضخم القلب من خلال التأثير على التعبيرات الجينية، وتشير دراسة نشرت في المجلة الدولية لأمراض القلب عام 2009 إلى أن الخصائص المضادة للالتهاب والقدرة على التأثير في توازن الكالسيوم للكركم يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في منع عدم انتظام ضربات القلب، ويعتبر التوازن الكالسيومي توازن مستويات الكالسيوم في الجسم، وأي اضطراب في هذا التوازن يمكن أن يؤثر على وظيفة القلب .

وتشير نتائج دراسة أخرى أن الكركمين يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب الخلقية، التي يسببها الكحول، وتشير الدراسات التجريبية إلى أن الإسكيمية ” نقص التروية ” هي حالة تتضرر فيها الأنسجة بسبب نقص إمدادات الدم، إلى أن الكركمين والكركم يحميان من مثل هذه الإصابات، وقد أثبتت دراسة حديثة نشرت في أمراض القلب في يونغ عام 2016، أن مكملات الكركمين في 45 ملغ / يوم لمدة 14 يوما، تقوم بالحد من إصابة نقص التروية والالتهاب في المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية في القلب، وبالنسبة لأدوية العلاج الكيميائى التي تسبب آثارًا ضارة، أحدها يتمثل في السمنة القلبية، والتي تضعف وظيفة القلب، تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات، إلى أن استخدام مضادات الأكسدة في الكركمين والإجراءات المضادة للقلب يمكن أن يحمي من سمية القلب .

2- الكركم له تأثير مضاد للالتهابات

يتمتع الكركم والكركمين بخاصية مضادة للالتهابات، وعندما يتعلق الأمر بالتهابات مثل التهاب المفاصل، تم اكتشاف فعالية الكركمين في مكافحة الالتهابات بشكل مماثل للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، حيث يعمل على تخفيض إنتاج السيتوكينات الالتهابية ومنع عملها ومنع هجرة الخلايا المناعية إلى موقع الالتهاب، ويمكن أن يكون هذا التأثير المضاد للالتهابات من الكركم والكركمين مفيدا في حالات مختلفة تتعلق بالقلب مثل التهاب عضلة القلب وتليف القلب وسمية القلب وغيرها .

3- الكركم مضاد للأكسدة

إحدى الأسباب الرئيسية التي تجعل مضادات الأكسدة مفيدة للصحة هي تقليل المخاطر القلبية والوعائية. وتعمل مضادات الأكسدة الغذائية على تحسين الدفاعات المناعية والحد من الالتهابات وخفض الكولسترول، مما يعزز صحة القلب ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وتحتوي الكركمين على مضادات أكسدة قوية، وتشير الأبحاث إلى أن عمل مضادات الأكسدة في الكركمين يمكن أن يحمي من السمنة الناجمة عن جراحة القلب والسمنة القلبية وتصلب الشرايين والحالات القلبية المرتبطة بالسكري ومختلف حالات القلب الأخرى .

3- الكركم يحمي من النوبات القلبية

الكركمين يتواجد بشكل طبيعي في القلب، وتم العثور على فوائد الكركمين في تنظيم وإصلاح الخلايا الموجودة في عضلات القلب بعد نوبة قلبية، كما يعمل الكركمين على جينات تؤثر على إصلاح وظيفة القلب بعد النوبة القلبية، ويتميز بخصائص مضادة للأكسدة وتقليل الالتهاب في الجسم .

5- التقليل من مخاطر تصلب الشرايين

تتميز تصلب الشرايين بتراكم اللويحات في الأوعية الدموية، وذلك بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون، وتضيق الأوعية الدموية نتيجة لذلك، مما يؤثر على تدفق الدم وضغط الدم. وأظهرت دراسة نشرت في عام 2014 بخصوص تصلب الشرايين أن الكركمين يمكن أن يقلل من التسبب في التصلب الغذائي للشرايين، ويقلل من تعبير الإنزيمات الالتهابية، ويمنع تكون البلاك في الأوعية الدموية، ويحمي وظائف الكبد. ومع ذلك، وجد أن هذه التأثيرات تعتمد على الجرعة، ويقترح الباحثون أن الجرعة المتوسطة من الكركمين في النظام الغذائي أكثر فعالية في حماية الشرايين من الجرعة العالية من الكركمين. وبالطبع، فإن الوقاية من تصلب الشرايين تؤثر بدورها في الوقاية من أمراض القلب .