قصة اختراع الهاتف
ساهم اختراع الهاتف في تحسين حياة البشر وتطور العالم الحديث، فأصبح الهاتف مرتبطا بكل جوانب الحياة بدءا من اقتصاد الدول إلى حروبها. غير هذا الاختراع العبقري مسار البشرية ودفعها إلى التقدم بشكل غير مسبوق. ولفترة طويلة، كان الكثير يعتقد أن المخترع الحقيقي للهاتف هو ألكسندر بيل، إلا أن الكونغرس الأمريكي، في عام 2002، أعلن أن المهندس الإيطالي أنطونيو ميوتشي هو من اخترع الهاتف، وأن ألكسندر بيل كان من نفذ الفكرة.
أنطونيو ميوتشي صاحب فكرة الهاتف
جوزيبي ميوتشي هو مخترع ومهندس إيطالي، ولد في مدينة فلورنسا الإيطالية في 13 أبريل 1808 ميلاديا، عمل كمصمم ديكور في مسارح فلورنسا، تزوج إيستر ميوتشي وانتقلا هو وزوجته إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1856 اخترع ميوتشي جهازا ينقل الصوت عن طريق الذبذبات الصوتية.
وكان هدفه هو التواصل مع زوجته المريضة والتي يصعب عليها الانتقال من حجرة نومها، كما كان يصعب علي ميوتشي الانتقال من مختبرة لأكثر من مرة للاطمئنان عليها، نجحت تجربة اختراع ميوتشي، لكنه لم يستطع تسجيل براءة اختراعه نظرا لظروفه المادية الصعبة التي كان يمر بها، بعدها توفيت زوجته ولحق بها ميوتشي بعد سبعة شهور فقط.
قصة اختراع الهاتف
على الرغم من إعلان الكونجرس بأن أنطونيو ميوتشي هو من ابتكر فكرة الهاتف، إلا أن العمل الجبار الذي قام به ألكسندر بيل لم يقلل من إنجازه، فقد نجح في تحويل فكرة أنطونيو إلى حقيقة مادية ملموسة.
نجح بيل في اختراع العديد من الأجهزة، وحول الأفكار التي كانت تدور في رأسه إلى واقع مادي ملموس، وبحلول عام 1874م دخل اختراع التلغراف الموسيقي الذي اخترعه ألكسندر بيل في العمل من خلال الشركات الكبرى، وهو ما أدّى إلى تحقيق تطور كبير في بيئة العمل الداخلية والخارجية حيث العلاقة مع العملاء.
اخترع بيل اختراعًا آخر أطلق عليه اسم الفوتوغراف، وكانت وظيفة هذا الجهاز رسم الموجات الصوتية وأشكالها عن طريق الاهتزازات. والأمر الهام الذي اشتغل بيل وملك تفكيره واستفاد منه بالطبع هو أن الفوتوغراف كان البداية الحقيقية التي أدت إلى اختراع الهاتف.
لقد خطرت فكرة توليد التيارات الموجية الكهربائية التي تتوافق مع آلية عمل الموجات الصوتية للبشر في ذهن ألكسندر بيل.
قام بيل بالتواصل مع شخصين ثريين لتمويل مشروعه أو بالأحرى اختراعه، والذي يعتمد على فكرة نقل الأصوات البشرية عبر سلك التلغراف، وذلك من خلال قصبة تستخدم لتحويل التيارات الناتجة عن الأصوات من المرسل إلى المستقبل.
لم ينجح بيل في إقناع الأثرياء بتمويل اختراعه الذي لم ينجح عند تجربته، وفشل في العديد من المحاولات لتجربة عمل اختراعه .
التقى بيل بشخص يعمل في مجال الكهرباء والميكانيكا، وهو توماس واتسون الذي يمتلك إحدى المتاجر الكبيرة المتخصصة في الأجهزة الكهربائية المتعددة، وعين بيل واتسون مساعدًا له، وعملا معًا على إجراء التجارب حول انتقال الصوت.
استطاع بيل التقاط كلام واتسون من خلال القصبة التي التقطها، وكان ذلك في 2 يونيو 1875، لكن الصوت لم يكن واضحاً، وقد بدا وكأنه تمتمات غير مفهومة.
بعد العديد من التجارب والتعلم من أسباب الخطأ، تمكن بيل وواتسون من اختراع الهاتف، وضع بيل الجهاز المرسل في الطابق الأول من بيته، ووضع الجهاز المُستقبِل في الدور الأرضي، وكان طرفي هذه المعادلة هو بيل وواتسون، وكانت أول جملة تم التكلم بها على الهاتف من قِبل بيل وكانت “مرحبا، هل تستطيع سماع ما أقول؟”.