سلوك الطيور في الهجرة
تتحرك سنويا أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة، حيث تقطع آلاف الأميال في مسار واحد، وفي بعض الأحيان تتعرض لبعض التبعيات على طول طريقها. تنتقل الطيور التي تجرب الهجرة لأول مرة بمفردها ولا تفضل الانضمام إلى مجموعة أخرى من الطيور
تهاجر الحيوانات، وتحديدا الطيور، إلى أماكن بعيدة خلال فصل الشتاء بحثا عن مكان محمي يمكنها البقاء فيه
ثم يتم العودة إلى المكان السابق في فصل الربيع، وتسمى هذه الحالة هجرة الطيور الموسمية، ومن الجدير بالذكر أن الطيور عندما تهاجر تستخدم أكثر من حاسة
تستخدم الطيور الشمس والنجوم كبوصلة أو خارطة، ويتم ذلك عن طريق استشعار المجال المغناطيسي لكوكب الأرض
بالإضافة إلى ملاحظة وقت الغروب والشروق، يحصل الطيور على المعالم التي زاروها وتستخدم بعض الطيور حاسة الشم لتحديد مساراتها خلال الهجرة السنوية
يتضمن الحمام الزاجل ضمن الطيور التي تهاجر في بعض الأحيان للحصول على الطعام، ويعتمدون عدة طرق، مثل انتقال الطيور الصغيرة عبر المناظر الطبيعية
يكثر الطعام هناك، ويعتبر ما تفعله الطيور عندما تهاجر من مثالا مهما على التكيف مع مختلف ظروف الحياة والعيش، ويمكن استخدام هذا المثال كإجابة على السؤال حول ما الذي نستطيع تعلمه من الطيور.
كيف تستطيع الطيور النجاة من برد الشتاء
تعتبر عدم قدرة الطيور على تحمل البرد الشديد والطقس الممطر والعواصف الثلجية ودرجات الحرارة المنخفضة التي تكون دون الصفر من أهم الأسباب التي تدفعهم إلى الهجرة من منطقة إلى أخرى بعيدة
على سبيل المثال، تنتقل بعض الطيور المقيمة في المناطق الشمالية في فصل الشتاء إلى المناطق الاستوائية، وبعض الأنواع من الطيور قد تضطر إلى الهجرة مرتين في السنة بدلاً من مرة واحدة بسبب التقلبات المفاجئة في الطقس. ومع ذلك، تختار بعض الأنواع البقاء في مكانها في فصل الشتاء
ومع ذلك، فإنها لا تنجح في ذلك وتموت، حيث يجب على الطيور الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم التي تعادل مئة وخمسة درجات فهرنهايت، تمامًا كما يجب على الإنسان الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم التي تبلغ ثمانية وتسعين درجة فهرنهايت
بعد معاناة الطيور من برد شديد في الشتاء، يواجهون مشكلة أخرى في هذا الموسم وهي عدم القدرة على الحصول على الطعام اللازم للبقاء على قيد الحياة، ويموت معظم أنواع الطيور غير المهاجرة جوعًا وبردًا شديدًا
يبتكر القسم الآخر من الطيور طرقًا للحفاظ على طاقتهم، ومن أبرز هذه الطرق هي القيام بالأنشطة اليومية بشكل جماعي، حتى لا تنخفض مستويات الطاقة لديهم
يتبعون نظام تعظيم السعرات الحرارية، وهو النظام الذي يهدف إلى زيادة عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها، وتخفيف عدد السعرات الحرارية التي يتم خسارتها، وذلك بالإضافة إلى النظام الغذائي الذي يتم اتباعه.
أسباب هجرة الطيور
يشهد عالم الطيور عدة آليات خلال سلوك الهجرة، وغالبًا ما لا تكون هذه الآليات هي نفسها في جميع الحالات، ولكن الأسباب الرئيسية لهجرة الطيور من منطقة إلى أخرى هي البحث عن مكان دافئ بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء
تحدث التغيرات في أوقات الشروق والغروب نتيجة الانتقال من فصل إلى آخر، كما أن التغير في كمية المواد الغذائية يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا في هجرة الطيور من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى أن العوامل الوراثية يمكن أن تلعب دورًا في ذلك
تعاني بعض أنواع الطيور من حالة تسمى بالاضطراب الهجري، والتي تنتقل من جيل إلى آخر، ويلاحظ مالكو الطيور حتى الطيور الموجودة في الأقفاص تغيرًا واضحًا في مزاجها خلال فصلي الربيع والخريف
يمكن للاضطراب النفسي المسمى اضطراب الرحلة أن يصيب البشر، خاصة الأشخاص الذين يسافرون بشكل سنوي، ويمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في فترات من القلق النفسي وأحيانًا الاكتئاب.
أنواع الطيور المهاجرة
توجد عدة أنواع من سلوكيات الهجرة لدى الطيور، وتم تقسيم الطيور المهاجرة إلى عدة أنواع من خلالها، وتم شرحها في النقاط التالية:
الطيور المهاجرة لمسافة قصيرة
تهاجر هذه الطيور المهاجرة لمسافات قصيرة جدًا، ولا تتجاوز بضعة أميال، كما يمكنها التحرك من قمة الجبل إلى منخفضه أو العكس.
الطيور المهاجرة لمسافة طويلة
يتميز هذا النوع من الطيور بأنه يفضل الهجرة لأبعد مكان ممكن بحثًا عن الطقس المناسب وتأمين المواد الغذائية، ويقوم هذا النوع من الطيور بالقيام برحلات طيران شاقة وطويلة
تتجاوز بعض الأحيان مسافات كبيرة جدًا، على سبيل المثال، تتحرك الطيور التي تعيش في كندا إلى بعض المناطق الوسطى والجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تصل المسافة إلى آلاف الأميال.
الطيور المهاجرة لمسافة متوسطة
تعتبر هذه الطيور المهاجرة الأكثر شيوعًا بالمقارنة مع أنواع الطيور المهاجرة الأخرى، حيث تسافر هذه الطيور مسافات متوسطة تصل إلى مئات الأميال تقريبًا.
الطيور المقيمة بشكل دائم
يفضل هذا النوع من الطيور البقاء في نفس المكان وعدم تركه حتى في ظل الظروف الخارجية القاسية مثل انخفاض درجات الحرارة أو قلة المواد الغذائية المتاحة، ويتبع هذا النوع من الطيور آليات مختلفة لتأمين الطعام والمكان الآمن للعيش حتى في فصل الشتاء.
خطر الهجرة على الطيور
على الرغم من أن الهجرة تكون من أجل النجاة من الموت بسبب انخفاض درجات الحرارة وانخفاض معدل التغذية، إلا أن قسمًا كبيرًا من الطيور المهاجرة يتعرض لعدة حوادث تؤدي إلى وفاتهم
بشكل عام، الهجرة على مسافات عدة آلاف من الأميال أمر شاق للغاية على عقل وجسد الطيور وأي كائن حي آخر، ومن بين هذه الحوادث الأكثر بروزاً هي التصادم بمبنى ضخم أو سقوطها منه، أو شيء ضخم آخر مثل برج الاتصالات
يتجه معظم أنواع الطيور إلى الأماكن المرتفعة، ويؤثر الفرق في درجات الحرارة على هذا الأمر أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك، تفقد الطيور الكثير من طاقتها خلال الهجرة، وتواجه صعوبة في العثور على الطعام، وقد تتعرض الطيور المهاجرة لهجمات من الحيوانات المفترسة التي يمكن أن تفتك بها.