ادب

قصة حذاء أبو القاسم الطنبوري

حذاء أبو القاسم الطنبوري هو واحد من النوادر الطريفة التي ذكرت في العديد من الأعمال الدرامية، ويقال إن أبو القاسم الطنبوري كان يرقع الحذاء كلما انكسر جزء منه، وكان يستخدم قطعة جلد ويخيطها في الحذاء، وفي يوم من الأيام أصبح الحذاء ثقيلا جدا، فقرر أبو القاسم التخلص منه ورميه في القمامة، لكنه لم يستطع فعل ذلك.

جدول المحتويات

زجاجة العطر

كان الطانبوري رجلا بخيلا جدا، على الرغم من ثرائه وعدم فقره، إلا أنه لم يكن يرغب أبدا في إنفاق المال. حتى حذاؤه كان قديما جدا، ولكنه لم يتخلص منه أبدا. كلما تهدل أو انقطع، كان الطانبوري يقوم بإصلاحه وترقيعه. وظل هكذا حتى أصبح الحذاء ثقيلا جدا. قرر الطانبوري التخلص من الحذاء ورميه أمام المنزل. وعندما عاد أبو قاسم، اعتقد أحد المارة أن الحذاء سقط بالخطأ، فقام برميه داخل المنزل مرة أخرى، فاصطدم بزجاجة العطر وسقطت على الأرض وانكسرت. شعر الطانبوري بحزن على زجاجة العطر، ثم قام برمي الحذاء في الخارج هذه المرة في النهر.

غرامة أمام القاضي

ألقى أبو القاسم حذاءه في النهر، وعندما رآه أحد الصيادين، ظن أن الحذاء قد ألقي بالخطأ في النهر، فأخذه ووضعه على سطح منزل أبو القاسم حتى يجف. ثم جاءت قطة وحملت الحذاء ظنا منها أنه طعام، رآه أبو القاسم وظن أنها قطعة من اللحم، فرمى الحذاء نحو القطة وطاردها حتى وصلت القطة إلى سطح المنزل وأسقطت الحذاء على رأس امرأة حامل، مما أدى إلى إجهاضها، فأصدر قاضي المدينة حكما بدفع أبو القاسم دية للجنين وعاقبه وأعاد إليه الحذاء مرة أخرى.

لعنة الحذاء تطارد الطانبوري

في تلك المرة أيقن الطانبوري أن هذا الحذاء ما هو إلا لعنة وأصابته ويجب التخلص منها للأبد وبالفعل قام الطانبوري برمي الحذاء في المصرف الخاص بالقرية، مما أدى إلى انسداد المصرف بعد يومين، وعندما وجدوا الحذاء في المصرف أبلغوا الشرطة التي سلمته للقاضي فحاكمه وسجنه لمدة أسبوع ثم أعطاه حذائه، جلس أبو القاسم يفكر كيف يتخلص من هذا الحذاء حتى خطرت على باله فكرة أن يذهب إلى الحمام ويترك الحذاء هناك، وبالفعل قام بذلك، ولكن من سوء حظه أن أحد الأثرياء كان بالحمام  في هذا اليوم وتم سرقة حذائه، وحتى يعلموا من سرقه قاموا بتتبع كل من أخذوا أحذيتهم والأحذية المتبقية، فوجدوا حذاء الطنبوري فظنوا أنه السارق فقاموا بمعاقبته وحبسه وأعطوه حذائه مرة أخرى.

صك التنازل

أخيرا، قرر أبو قاسم الطنبوري التخلص من ذلك الحذاء ودفنه بعيدا، وذهب إلى الصحراء خارج بغداد وحفر حفرة ليدفنه فيها، ولكن الحراس رأوه وظنوا أنه قاتل، ولسوء الحظ وجدوا جثة قتيل في نفس المنطقة، فاعتقلوه وحبسوه لفترة طويلة. ولكنه استطاع إثبات براءته في النهاية، وفي هذه المرة قرر أن يتخلص نهائيا من الحذاء، فذهب إلى المحكمة وكتب وثيقة تنازل عنه. وأصبحت قصته مع الحذاء مضربة للأمثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى