طرق التخلص من النفايات الإلكترونية
النفايات الإلكترونية وأنواعها
يتضح من الاسم ما هي النفايات الإلكترونية، وتتضمن جميع الإلكترونيات التي لم يعد لدينا حاجة لاستخدامها في يومنا الحالي، إما بسبب قدمها وعدم ملائمتها لمتطلباتنا، لذلك فإن النفايات الإلكترونية تشمل جميع المعدات الإلكترونية، سواء كانت قديمة أو تالفة أو بها عطل، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام، ولذلك فإن هناك حاجة للتخلص منها بشكل صحيح من أجل الحفاظ على البيئة، حيث تحتوي على مكونات سامة مثل الباريوم والرصاص والزئبق والكادميوم، وتشمل النفايات الإلكترونية العديد من الأغراض مثل معدات الصوت والفيديو وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون وجميع معدات الحاسوب من كاميرات وميكروفونات وآلات طباعة ولوحات مفاتيح وفئران الحاسوب ومشغلات الأقراص المدمجة، بالإضافة إلى أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية والفاكس وآلات النسخ وألعاب الفيديو والأقراص المدمجة والبطاريات والمحولات الكهربائية والثلاجات والمكاوي والمشاعل والغسالات ومكيفات الهواء والمراوح ومعدات الإنارة والمعدات الطبية
تعتبر الهواتف من الأشياء التي تتواجد في النفايات الإلكترونية، فعدد الهواتف على الأرض يتعدى عدد سكانها بأضعاف، فمثلًا قامت شركة آبل بإنتاج أكثر من سبع مليار آيفون منذ طرحه في السوق من عشر سنوات، أي ما يعادل عدد سكان الكوكب، وبالتالي فإن هذا الأمر له تأثير كبير على الكوكب، أما في عام 2017 فلقد تم بيع أكثر من مليار ونصف هاتف ذكي، مما يعني أنه علينا التخلص منهم مجددًا، وأن المخلفات الإلكترونية هي حلقة مفرغة لا تنتهي، وذلك لأن هناك العديد من الهواتف الذكية التي لا يتم تدويرها.
حتى الآن، لا يتم التخلص من النفايات الإلكترونية بالشكل الملائم مقارنة بمعدل إنتاجها، حيث لا يتجاوز معدل التخلص منها 15% فقط. وذلك لأن العالم ينتج سنويا أكثر من 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية، وهو ما يعادل وزن جميع الطائرات التجارية التي تم إنتاجها حتى الآن، وهذه المعلومة مستمدة من الأمم المتحدة التي تتوقع زيادة هذا المعدل إلى 120 مليون طن خلال الثلاثين عاما القادمة
طرق التخلص الصحيحة من النفايات الإلكترونية
إعادة التدوير هي وسيلة صحيحة للتخلص من النفايات الإلكترونية، حيث يتم معالجة الأجهزة الإلكترونية القديمة لإنتاج منتجات جديدة. إعادة التدوير هي الطريقة الصحيحة لتقليل كمية النفايات ومنع إنتاج انبعاثات سامة نتيجة دفنها في الأرض
يتم إعادة تدوير النفايات الإلكترونية عن طريق الخضوع لعدة مراحل مثلما يلي:
- القيام باستخراج المواد السامة من الأجهزة:
يجب إجراء هذه العملية في ظروف معينة لتجنب التلوث أثناء استخراج السموم من النفايات. تحتوي أنابيب الشاشات على مادة الكاثود التي تحتوي على الرصاص والباريوم وهي مواد سامة، كما يحتوي الزجاج المستخرج من الشاشات على مواد سامة. وتحتوي غازات المنبعثة من الثلاجات والبطاريات على غازات الكلوروفلوروكربون، وتحتوي أضواء الأنبوب في المصابيح الكهربائية على الزئبق وهو مادة سامة أيضا. ويعد المعالج بمضادات اللهب من أخطر المواد التي يتم التعامل معها أثناء استخراج السموم. لذلك، يجب إجراء عملية إزالة السموم في ظروف خاصة حتى لا تؤدي إلى حدوث مشاكل خطيرة
- مرحلة التفكيك:
تعتبر مرحلة التفكيك من المراحل الأساسية في عملية إعادة التدوير، حيث يتم تفكيك الأجزاء المختلفة للجهاز إلى أجزاء منفصلة مثل الإطارات المعدنية والبلاستيك ومصادر الطاقة وغيرها، ويتم الاحتفاظ ببعض الأجزاء التي يمكن إصلاحها خلال هذه المرحلة.
- مرحلة التقطيع:
تتم هذه المرحلة بوساطة آليات ميكانيكية للحصول على مواد يمكن إعادة تدويرها وفصل المواد الخطرة والتخلص منها بطرق صحيحة. يتم تنفيذ هذه المرحلة باستخدام بعض الأجهزة مثل الطواحين والفواصل والتيارات الدوامية والمغناطيسية. تتم مرحلة التقطيع على عدة مراحل أخرى، حيث يتم تصفية الغازات أولا ومعالجة السوائل، ومن ثم فصل المواد المختلطة وتنقيتها من المواد الخطيرة، وبعد ذلك يتم فرم الأجزاء المتبقية ومعالجة المواد المتولدة من عملية الفرم باستخدام طرق مخصصة.
- مرحلة التكرير:
مرحلة إعادة التكرير هي المرحلة الأخيرة في تدوير النفايات الإلكترونية، وفي هذه المرحلة يتم استخراج المواد الخام القابلة لإعادة الاستخدام كمواد خام ثانوية، ولكنها تتطلب الكثير من الجهد الشاق. يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه في هذه المرحلة هناك بعض المواد السامة مثل المعادن والبلاستيك والزجاج. لذلك، يتم وضع هذه المواد في مصفاة كبيرة تحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تستخرج المعادن منها. أما البلاستيكات فهي ملوثة بمواد سامة ولا يتم إعادة استخدامها، ويتم التخلص منها بطرق مناسبة لا تسبب أي ضرر للبيئة. أما الزجاج فمن السهل إعادة تدويره واستخدامه مرة أخرى
تم رصد استخراج ما يقرب من ثمانية كيلو جرام من الفضة من طن النفايات الإلكترونية، كما تم استخراج 900 جرام من الذهب من طن بوردات الهواتف الذكية.
أسعار المخلفات الإلكترونية
وفقًا لتقرير بعض الخبراء في التخلص من النفايات الإلكترونية، فإن الطن الواحد من المخلفات الإلكترونية يحتوي على أكثر من طن من الذهب الخام، كما أن سعر المخلفات الإلكترونية في الأمم المتحدة وبعض بلاد أوروبا قد بلغ 62.5 مليار دولار سنويًا، أي أنه ما يعادل أكثر من الناتج المحلي لبعض البلدان حول العالم.
في مصر، يتم بيع النفايات الإلكترونية ببعض الجنيهات إلى بائع الروبابيكيا الذي يقوم ببيع هذه المخلفات إلى تاجر الخردة، الذي يمتلك مخزنا يستوعب هذه المخلفات بكميات كبيرة. يتراوح سعر المخلفات التي تحصل عليها المصانع التي تقوم بإعادة التدوير بعد الفرز بين ثلاثة آلاف جنيه و12 ألف جنيه للطن الواحد، حسب نوع المخلفات ونوعية المعادن التي يمكن استخراجها منها.
الاستفادة من المخلفات الإلكترونية
زاد معدل وجود المخلفات الإلكترونية مؤخرًا حول العالم، وذلك بسبب ظهور الحاجة إلى وجود العديد من الأجهزة في حياتنا اليومية، ومع زيادتها أصبح التخلص منها صعبًا ومكلفًا أيضًا، لكن على الرغم من ذلك فإنه يمكن الاستفادة من هذه المخلفات الإلكترونية إذا ما تم التخلص منها بشكلٍ صحيح، وغير ضارة على البيئة، إذًا كيف نستفيد من النفايات الإلكترونية ونستثمرها؟ يتم ذلك من خلال الطرق الآتية:
- يتم إعادة التدوير لاستخلاص المعادن الموجودة في النفايات والتي يمكن استخدامها كمواد خام ثانوية في بعض الصناعات.
- يجب السيطرة على المخاطر الصحية الناتجة عن دفن المخلفات الإلكترونية التي تنبعث منها السموم.
- تتمثل أهمية التخلص من العديد من مواقع تخزين النفايات في جميع أنحاء العالم في تأثيرها على الماء والهواء المحيط بنا في بيئتنا
- الحفاظ على الموارد الهامة من خلال إعادة تدوير النفايات مثل المعادن، مثل الحديد الذي يمكن توفير مئات الساعات من البحث إذا تم إعادة تدويره
- يتم التخلص من المواد السامة مثل الزئبق والكادميوم والباريوم في البيئة بطرق صحيحة للتخلص منها.
- يمكن إعادة استخدام الزجاج المستخرج من النفايات الإلكترونية.
- يتم التخلص من البلاستيك الضار الذي يتم استخدامه مع مضادات الحريق بطرق صحية وآمنة على البيئة، ولا يسبب الأضرار لها.