هل يجوز تجسيد الصحابة
تجسيد الصحابة هو إظهار صورة الصحابة رضوان الله عليهم في مكان ما، ولديهم مكانة عالية عند أهل السنة. وسنناقش في هذه الأسطر حكم تجسيد الصحابة، إذ قام بعض الممثلين بتجسيد أدوار الصحابة في المسلسلات والمسرحيات لنشر رسالة الدين الإسلامي السمحة لمن لا يعرفه، وكما قال الرسول الكريم “خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” و”من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ما معنى كلمة صحابي
هؤلاء هم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من البداية وآمنوا بدعوته، وماتوا وهم على الإيمان بها، ويعني كلمة الصحابة المعاشرة والمرافقة والملازمة، وهذا ما فعلوه في حياتهم، حيث دافعوا عنه وساعدوه لنشر الرسالة، ومنهم من تولى الخلافة الإسلامية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ومنهم من سافر إلى الأمصار والبلدان البعيدة لنشر الدين وتعاليمه السمحة وقادوا العديد من المعارك في سبيل الرسالة مضحين بأنفسهم من أجل الدين الحنيف ومن أجل حبهم للرسول الكريم.
خصوصية أصحاب رسول الله
لكل نبي أنصار يقفون بجانبه ويناصرونه في نشر رسائل المولى عز وجل، ولكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا كثرا، وأصبحت مكانتهم خاصة عند الله سبحانه وتعالى بسبب كثرة المواقف والبطولات التي قاموا بها للدفاع عن الدين الإسلامي ونبي الله. ويتجلى التميز الخاص للصحابة من خلال المزيد من الأمور التي منحهم إياها المولى عز وجل بعيدا عن باقي الأمة، وسيحفظ لهم الفضل من قبل المولى إلى يوم القيامة.
يعتبر إهانة الصحابة إهانة للدين والرسول، ولكن يجب أن يستمد كل مسلم العبرة منهم ويتبع هديهم. ولهذا السبب ، ابتكرت فكرة التجسيد حتى يتعلم المسلمون منهم ويتبعوا أفعالهم، وهذا الأمر صعبومثير للجدل، حيث يوجد بعض الأشخاص الذين يرون أن التجسيد يقلل من قدر الصحابة.
تحريم الأزهر الشريف لتجسيد الصحابة
يدين الأزهر الشريف تمثيل الأنبياء والصحابة في الأفلام والمسلسلات، ويرون أنه يجب مقاضاة الممثل وفريق العمل إذا تم عرضهم على الناس. يعتقدون أنه يمكن لأي شخص يمثل الدور أن يمثل دورا آخر كقاتل أو حرامي أو رئيس عصابة، ولذلك يرون أن تمثيل الأنبياء والصحابة يتعارض مع القيم الدينية.
يحرم الأزهر التمثيل، ويعتقد أن الخطيئة ستقع على من يشاهد العمل ويروج له، تماما كما يحدث مع الفريق المنتج والممثل. ولا يوجد مبرر لمن يقول إنها أعمال تعليمية تعلم الناس تعاليم الدين وتجعلهم يتبعون سنة الصحابة، لأن هناك في السيرة النبوية ما يكفي لتعريف المسلمين بمن هم الصحابة.
لا يتطابق العمل الفني للصحابة مع حياتهم الفعلية، وفي بعض الأحيان يتحدث الممثل نيابة عن الصحابة بطريقة لا ينطقون بها في الواقع، وذلك لأغراض الحبكة الدرامية، وحتى مع وجود فوائد من التجسيد، فإن القاعدة الشرعية تقول إنه يجبتفادي المفاسد قبل جلب المنافع.
التجسيد بين التحريم والجواز
يعتبر بعض الأشخاص أن استخدام طرق العرض المختلفة لتجسيد حياة الصحابة يجوز، ولا يفرقون بين تجسيد الخلفاء الراشدين وبين سائر الصحابة. يرى هؤلاء أن الغرض من ذلك هو عرض الآداب والأخلاق والسيرة الحسنة ودعوة الناس للسير على خطى الصحابة لأنهم الأقرب في الأخلاق إلى النبي الكريم.
هناك رأي يسمح بتجسيد بعض الأشخاص، وهو رأي بعض علماء الأزهر الشريف، ولكنه يستثني الكبار مثل الخلفاء الراشدين وأحفاد رسول الله الحسن والحسين وأبنائهم ومعاوية، أما بقية الأشخاص فيمكن تجسيدهم دون وجود مانع شرعي.
أما الرأي الثالث، فيحظر تماما التجسيد ويقولون إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: `محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا ساجدين يطلبون فضلا من الله ورضوانا. سمتهم في وجوههم من آثار السجود`، وهذا يشير إلى إشادة الله تعالى وتفضيله لجماعة الصحابة وأن التجسيد ينفي هذا المعنى.