ادبكتب

أول كتاب في التاريخ باللهجة العامية

كتاب `الفن لمعرفة اللغة العربية بسهولة` هو أول كتاب باللهجة العامية في التاريخ، وقد استخدم المؤلف بدرو القلعاوي اللهجة التي كان يستخدمها أهل غرناطة في الأندلس، حيث كانت الكلمات العامية تتداول دون الالتزام بالقواعد النحوية.

بدرو القلعاوي

Pedro de Alcala هو مستشرق إسباني ذكره الأديب المصري عبد الرحمن بديوي في موسوعة المستشرقين، وقام بوضع قاموس إسباني-عربي، وكان هذا هو أول قاموس من هذا النوع الذي تم إصداره في عام 1505 ميلاديا، ولكن لم يتم كتابة الكلمات العربية في القاموس بل تم كتابتها باللغة اللاتينية.

: خلال تأليف القاموس، كان القلعاوي يحاول تعويض الحروف التي توجد في اللغة العربية ولكن لا توجد في اللغة اللاتينية عن طريق وضع النقاط على بعض الحروف اللاتينية لتصبح مقروءة باللغة العربية، وكان يصنع الحروف العربية التي لا توجد في اللغة اللاتينية من الخشب.

في نفس العام، قام هذا المستشرق بكتابة كتابه “الفن لمعرفة اللغة العربية بسهولة”، والمثير للاهتمام أن المؤلف كان ملما بشكل كبير بعلم اللغة العربية والقواعد النحوية، ولكنه تأثر باللغة العامية التي كانت تستخدم في الأندلس. بعد إصدار الكتاب، أعاد صياغته وأصدره مرة أخرى في نفس العام.

القيمة الأدبية والتاريخية لأول كتاب باللغة العامية

على الرغم من أن الكتاب لم يتم كتابته باللغة العربية ولم يتبع قواعد النحو، إلا أنه لم يفقد قيمته الأدبية أو التاريخية، وذلك يعود إلى أن المؤلفة قد استعرضت جميع التغيرات التي طرأت على اللغة خلال تلك الفترة. إن هذا الكتاب استمر في الظهور بالعامية ولم يتم كتابة أي كتاب آخر بهذه اللغة إلا بعد مرور 500 عام على تأليف مؤلفة بدرو القلعاوي. وبالتالي، أصبح مرجعا أساسيا لجميع الباحثين والدارسين في تطور اللغة العربية من الفصحى إلى العامية

تاريخ اللغة العربية في أوروبا

على الرغم من القيمة الأدبية والثقافية التي تركها كتاب القلعاوي، إلا أنه لم يتم اعتباره كدليل لتعلم اللغة العربية وقواعدها النحوية. ولذلك، اتجه كبار المستشرقين إلى الكتب التي تحمل أصول اللغة العربية مثل التراجم والمعاجم والدواوين وغيرها من الكتب القيمة. وبعدها، تم طباعة حوالي 400 كتاب في الفترة ما بين القرن 16 والقرن 19 ميلاديا، ومن بين تلك الكتب الهامة كتاب `المكتبة العربية` الذي كتبه المستشرق كريستيان آشور. قام هذا المستشرق بجمع العديد من الكتب والمؤلفات المتعلقة باللغة العربية في هذا الكتاب، مما جعله أحد أهم كتب المستشرقين حتى الآن.

الفرق ما بين اللغة العامية واللغة العربية الفصحى

لم تختلف اللغة العامية عن اللغة العربية الفصحى كثيرا من حيث الجوهر، ولكن الاختلاف بينهم كان من حيث طريقة النطق واستخدام القواعد النحوية، فاللغة العربية الفصحى تعتمد كليًا على قواعد النحو، واللغة العامية على العكس تمامًا، وهناك كاتب لبناني يدعي باسم “شكيب أرسلان” ذكر أن اللغة العامية تعتمد على مصادر معينة خاصة بالنطق وتلك المصادر جميعها تعود إلى أصول عربية، لذلك اللغة العامية لم تقلل من قيمة اللغة العربية الفصحى، ولكن ما طرأ عليها هو مجرد تطور طبيعي للغة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى