اسباب سقوط مملكة غرناطة
: “تربط بين الأندلس ودولة الإسلام روابط عديدة، وتعد الأحداث التي حدثت في تاريخ دولة الإسلام بالأندلس من الأطول والأخصب. وقد مرت دولة الأندلس بالعديد من المراحل، بدءا من القوة والضعف والوحدة والتفرق، ولكن سقوط الأندلس لم يكن حدثا عرضيا، بل تعرضت لحوادث أدت إلى تغيير حالها من وقت لآخر، وقد مرت على تلك الأحداث قرابة الثمانية قرون.
بداية تأسيس مملكة غرناطة
تعرضت الدولة الموحدة للخسائر بعد هزيمة العقاب، وغزت الجيوش النصرانية مدن الأندلس ودخلتها تباعا لتقسيم النفوذ بين قشتالة وأراغون. وبدأت مملكة أراغون بغزو جميع الدول في شرق الأندلس، بدءا من أهم المدن مثل بلنسية وشاطبة وجزر الباليار وغيرها، في حين تولى قشتالة العديد من المناصب في غرب الأندلس.
نتيجة للفوضى التي حدثت في غرناطة بسبب سقوط الموحدين، ظهرت شخصية قوية تدعى ابن هود في شرق الأندلس. قام هذا الشخص بجمع ممتلكات السلطة المتبقية والتي قد تشمل عدة مدن مهمة وتخضع لسيطرة قشتالة. زعم هذا الشخص أنه يرغب في إنهاء الوحدة ومواجهة المسيحيين. تشير القصص والروايات إلى طريقة اغتياله على يد أحد الأمراء الطامعين في دولة الأندلس.
بالرغم من تعرض غرناطة لظروف مأساوية عديدة، التي أدت إلى القضاء على الوجود الإسلامي في الأندلس، وظهور محمد بن نصر الذي يعرف بابن الأحمر، وهو من أبرز العائلات العربية، ونسبه يعود إلى سعد بن عبادة سيد الأنصار. كان يتميز بالقوة التي منحها الله له لحماية الأرض المتبقية في الأندلس. قام فرناندو الثالث، ملك قشتالة، بالتوصل إلى ضرورة التعامل معه من أجل تجميع الجيش والتقدم نحو المناطق المحيطة
أسباب قوة وتقدم مملكة غرناطة
كانت هناك عوامل عديدة متميزة ساهمت في صمود مملكة غرناطة لفترة طويلة، والتي أدت إلى نقل الحضارة إلى الوقت الحالي، وتتمثل هذه العوامل في:
يعزى تعزيز قوة المملكة وبقاؤها قوية حتى عام 763 هـ إلى القيادة القوية للمملكة على يد محمد بن يوسف النصري الذي كان على مستوى عالٍ من المسؤولية. ومع ذلك، تعرضت المملكة للعديد من المشاكل والاضطرابات بعد وفاته ولم تعد على نفس المستوى، وبدأت في الانحدار.
وجود عدد كبير من المسلمين في غرناطة أدى إلى زيادة قوة المملكة وخروج الصليبيين منها. ووجود الفلاحين والمزارعين والصناع وأرباب المهن كان سببا واضحا في تعزيز قوة غرناطة. كانت غرناطة قوية في ذلك الوقت بسبب عدم وجود أي منطقة لم يتم استغلالها بدقة وجودة عالية، بالإضافة إلى وصول عدد كبير جدا من المسلمين إلى غرناطة وصل إلى ستة ملايين مسلم، وهو عدد كبير جدا .
قبول غرناطة للعديد من المساعدات الداخلية والخارجية من ملوك دول المغرب العربي، حيث قدمت لهم العديد من المساعدات الحربية التي ساعدت في نصر الأندلس من الصليبيين.
أسباب سقوط مملكة غرناطة
1- الفشل المعنوي
يمكن أن يتعرض الناس في المملكة للفشل المعنوي الذي يسبب الخلافات والفرقة بين الناس، ويؤدي إلى الهزيمة المادية والمعنوية، وقد يضطر الملك لعرض مبدأ الاستسلام والهزيمة على الشعب.
2- الغفلة والبعد عن الله
السبب الأساسي والأخير لانحراف أهل غرناطة هو الابتعاد عن الله، إذ انشغلوا ببناء القصور والتزين بالنقوش والترف والتبذير وغيرها من الأساليب التي تبعد عن الله.
3- حب الرئاسة
إن حب الجاه هو أحد الأمور التي تسبب الفشل والضياع للأمم، وهذا ما أثبته التاريخ، فبالذهاب وراء الجاه والسلطة، قسم الشعب نفسه إلى العديد من الطوائف وألقوا الدين وراء ظهورهم، وتفرقوا مما سهل على العدو الفتك بهم.
4- ترك الجهاد
من بين الأسباب الرئيسية لهذا الانحراف هو الانشغال برفع راية الإسلام والدفاع عنه في ذلك الوقت، والانشغال بالأمور الدنيوية، مما جعل المسلمين غير متيقظين، في حين كان العدو متحفزًا بكل قوته، ونجح في النهاية.