العالم جورج ستال
يعرف جورج إرنست ستال بأنه واحد من أشهر العلماء الكيميائيين في العالم، وهو أيضا من أمهر الصيادلة والأطباء الألمان. قد قضى حياته في مجال تخصصه كأستاذ جامعي، وكان عضوا في الأكاديمية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، وقد كتب العديد من المؤلفات باللغة اللاتينية .
نشأة ستال وحياته العملية
ولد في 22 أكتوبر 1659 في أنسباخ بألمانيا. في نهاية عام 1670، انتقل ستال إلى Saxe-Jena لدراسة الطب في جامعة فيينا. حقق ستال نجاحا في فيينا ونال درجة الماجستير في عام 1683. ثم اكتنف نفسه بالعمل العلمي وأصبح محاضرا في الكيمياء بالجامعة، وحقق سمعة كبيرة. بعدها انضم للكلية الطبية في جامعة هاله الجديدة .
في عام 1687، تمت دعوة ستال ليصبح طبيب البلاط في فايمار، وبقي هناك لمدة سبع سنوات، ثم انتقل في عام 1693 للانضمام إلى صديقه القديم فريدريك هوفمان في جامعة هاله، حيث كان هوفمان العامل الرئيسي في تأمين تعيين ستال كأستاذ ثانٍ في الطب .
في عام 1694، تم تعيين ستال في هاله، حيث بقى هناك حتى عام 1715 كمحاضر بشكل خاص في الكيمياء النظرية والطب. على الرغم من اختلاف ستال وهوفمان في العديد من النواحي، إلا أنهما شكلا فريقا قويا جدا وجعلوا هاله تصبح مدرسة طبية رائدة. في عام 1715، وبناء على طلب فريدريك ويليام الأول من بروسيا، غادر ستال وذهب إلى برلين ليصبح طبيبا في البلاط، وبقى هناك حتى وفاته .
كان ستال مدرسا ذا تأثير كبير، وزاد عدد طلابه، وبقيت هالة دعم قوية لأفكاره الكيميائية والطبية خلال معظم القرن الثامن عشر، وانتشرت أفكار ستال في مجال الكيمياء تقريبا على نطاق عالمي في أنحاء أوروبا، حتى استبدلت بما يعرف بـ `الثورة الكيميائية` التي قادها الكيميائي الفرنسي أنطوان لوران لافوازييه في سبعينيات القرن التاسع عشر .
انجازات جورج ستال
نظرية فلوجيستون
حظي جورج ستال بشهرة كبيرة في المجال الكيميائي بعد أن قدم نظريته الشهيرة فلوجيستون، التي تفسر أن كل مادة لها روح أو قوة حيوية ذات نوع محدد. وقد استنتج ستال، بعد أن أحرق الخشب، أن كتلة الخشب تصبح أقل بالمقارنة مع كتلتها قبل الاحتراق. يعود السبب في ذلك إلى فقدان الخشب لقوته الحيوية، حيث تتلاشى تلك القوة أثناء عملية الاحتراق، أو ما يشار إليها بـ”عملية قتله .
تعرضت نظرية إماتة الخشب للكثير من الانتقادات ولا سيما من قبل الفيلسوف وعالم الطبيعة والرياضيات الألماني غوتفريد لايبنتز، وتم استبدالها بنظرية أنطوان لافوزييه التي دحضت نظرية الفلوجستون .
نظرية مصدر اللهب
صاغ العالم ستال نظرية مصدر اللهب في عام 1697م، وهي فكرة مرسومة من قبل الكيميائيين القدماء لتفسير عملية الاحتراق. وفسر جورج ستال هذه النظرية بأن أي مادة تحتوي على الكلس أو الرمال، أو تتم إضافة مادة أخرى قابلة للاشتعال، فإن تلك المادة تعتبر الفلوجيستون. وتم تسمية هذه المادة بمصطلح الفلوجيستون، وظهر هذا المصطلح في القرن السابع عشر مع ظهور تلك النظرية، وتعني هذه التسمية الشعلة أو الاحتراق باللغة الإغريقية .
تؤكد تلك النظرية أن معدل الاحتراق يختلف من مركب إلى آخر، فإذا كانت عملية الاشتعال سريعة، فسيكون محتوى الفلوجستون أعلى في التركيبة، أما نسبة الرماد التي تتركها عملية الاحتراق، فستكون أقل مقارنة بالمواد التي تحتوي على نسبة أقل من الفلوجيستون في تركيبتها، بالإضافة إلى ذلك، تشرح تلك النظرية السبب وراء تحول المعادن إلى أكاسيد عند تعرضها للحرارة في الهواء، حيث يتم فقدانها للفلوجيستون .
يجدر الإشارة إلى أن ستال كان يؤمن بأن السبب وراء الاحتراق يعود إلى خروج مادة الفلوجستون، وهذا يختلف عن آراء معظم الكيميائيين الذين يعتقدون أن الأكسجين هو المسؤول عن إتمام الاحتراق .