مراحل نزول القران الكريم
يعتبر القرآن الكريم كتاب الله عز وجل الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بهدف هداية قبيلة قريش وخاصة بعد أن وصلت كفرهم إلى أقصى حدودها وانحلت أخلاقهم وأصبحوا يشركون بالله عز وجل ويعبدون الأصنام. يأتي القرآن الكريم ليكون دليلا واضحا على وجود الله سبحانه وتعالى ولتأكيد عظمته الكبيرة. سنتعرف من خلال هذه المقالة على أهم مراحل نزول القرآن الكريم والفترة التي استغرقها نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
مراحل نزول القرأن الكريم
نزل القرآن الكريم على سيدنا في مراحل عديدة، ومن بين هذه المراحل:
1-المرحلة الأولى والتي صدر بها القرأن الكريم وانبثاقه من الذات الإلهية للوح المحفوظ، ومن الملاحظ أن نزول القرأن الكريم في هذه المرحلة كان جملة واحدة ولم ينزل بشكل مفرق ويتضح ذلك في قول الله عز وجل في كتابه العزيز “بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) [البروج:2-22] صدق الله العظيم، ولم يتضح في هذه المرحلة الطريقة التي نزل بها القرأن الكريم وكذلك الوقت الذي نزل به.
2- المرحلة الثانية وفي هذه المرحلة نزل القرآن الكريم مرة واحدة على بيت العزة في السماء الدنيا، ويتضح في العديد من آيات القرآن الكريم أن القرآن الكريم نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تدريجا ولم ينزل دفعة واحدة، في حين نلاحظ أن هناك بعض الآيات القرآنية الأخرى تؤكد أن القرآن الكريم نزل مرة واحدة وذلك في قول الله في كتابه العزيز “إنا أنزلناه في ليلة مباركة ۚ إنا كنا منذرين” [ سورة الدخان:3].
وبالمثل، في قوله تعالى في سورة البقرة “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن”، يتضح من هذه الآيات أن القرآن الكريم نزل مرة واحدة، وبالتالي يتضح من ذلك أن هذه المرحلة لم تكن المرحلة الأخيرة من نزول القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تدريجيا على مدى عدة سنوات.
المرحلة الثالثة هي المرحلة الأخيرة لنزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الوحي، حيث ينزل على قلب النبي، وقد تمكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من حفظ جميع آيات القرآن الكريم المختلفة التي يتلى عليه.
يتبين من ذلك أن نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد لم يكن في مناسبة واحدة، بل كان ينزل تدريجيا وعلى فترات، حيث كانت نزول كل سورة من سور القرآن متوافقة مع الأحداث الجارية التي كان يمر بها المسلمون في وقت نزولها، ومن هنا يتبين مدى اكتمال الحكمة الإلهية لله عز وجل، وساعد ذلك المسلمين على فهم جميع معاني ومفاهيم آيات القرآن الكريم بسهولة، وفي بعض الأحيان كان نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهدف توضيح بعض القضايا الحياتية للمسلمين.
مدة نزول القرأن الكريم
القرآن الكريم هو واحد من أعظم الكتب السماوية التي نزلت على خاتم الأنبياء، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. واستغرقت مدة نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد حوالي ثلاثة وعشرين عاما. هناك سور من القرآن الكريم نزلت في مكة المكرمة وتعرف بالسور المكية، وعددها 82 سورة، وهناك سور أخرى نزلت في المدينة المنورة وتعرف بالسور المدنية، وعددها 20 سورة.