بماذا تميزت السيدة عائشة رضي الله عنها عن زوجات رسول الله
السيدة عائشة رضي الله عنها
عائشة رضي الله عنها هي ابنة أم رومان بنت عويمر الكنانية، وهي الصديقة بين أبي بكر الصديق وعبد الله بن عثمان. ولدت بعد بعثة النبي بأربع أو خمس سنوات، وتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت ست سنوات، ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، في السنة الثانية للهجرة.
صفات السيدة عائشة رضي الله عنها
الكرم والزهد: عن عروة قال (رأيتها تتصدق بسيعن ألفا وإنها لترقع جانب درعها)، ومن المعروف عنها أنها قالت: قال لي رسول الله: (يا عائشة، إن أردت اللحاق بي، فعليك بزيادة الطاقة، وتجنب مجالسة الأغنياء، ولا تشتري ثوبا حتى تقومي بترقيعه)
كان الصحابة يستخدمون عائشة رضي الله عنها في تفسير الأحكام والفرائض واستقاء الحديث، وكانوا يستشيرونها في الأمور التي يشكلون فيها عن السنة النبوية الشريفة، حيث كانت تتمتع بالعلم الوفير.
التواضع: كانت السيدة عائشة متواضعة جدا، وكلما سئلت عن حالها وكيف أصبحت، كان ردها “صالحة والحمد لله”، وكانت درجة تواضعها عالية جدا إلى حد أنها لم ترد أن ينزل الله تبرئتها في وحي يتلى، بل كانت تكفيها تبرئة النبي صلى الله عليه وسلم لها في رؤيا يراها.
الشجاعة: أظهرت السيدة عائشة شجاعة عالية، وكانت تشجع النساء على الجهاد في سبيل الله تعالى.
ما الذي يميز السيدة عائشة عن زوجات النبي
أحب زوجات النبي عليه الصلاة والسلام إليه: كانت عائشة رضي الله عنها من زوجات النبي المفضلات، وعندما سئل عن الأشخاص الذين يحبهم أكثر قال: عائشة، وعندما سئل عن الرجال الذين يحبهم أكثر قال: أبوها.
القدرات الذهنية الواسعة: كانت السيدة عائشة، رضي الله عنها، ذات قدرة عظيمة في الحفظ والتذكر، حيث روت ما يصل إلى 2210 حديثا من الأحاديث النبوية الشريفة. كما كانت تتميز بالدقة المتناهية في استنباط الأحكام الشرعية وكانت قادرة على توضيح أسباب نزول الأحكام ومبرراتها بناء على روايتها لأحاديث النبي.
البكر الوحيدة التي تزوجها النبي: ذكر أبو عمر بن عبر البر أنه قال: `لم ينكح بكر غيرها`.
زوجة النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة: ففي مستدرك الحاكم وصححه – ووافقه الذهبي والألباني وشعيب الأرناؤوط – يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة – رضي الله عنها -: `ألست تريدين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟` قلت: نعم والله. قال: فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة
ورد في مصنف ابن شيبة والطبقات الكبرى لابن سعد، وصححه الألباني، عن مسلم البطين قوله: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «عائشة زوجي في الجنة» .
وفقا لابن حب، ومستدرك الحاكم، والذهبي، والألباني، صحيح أن عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أزواجه في الجنة، وأجابها بأنها ستكون منهن .
شبيهة الأنبياء: برأ الله عز وجل المرأة من حادثة الإفك التي حاولت تشويه شرفها وعفتها لأكثر من سبع سنوات، كما برأ موسى في القرآن الكريم من الاتهامات التي وجهت إليه من قبل بني إسرائيل، وشهد عليها بالمغفرة والتقدير ورفع شأنها.
قبض النبي صلى الله عليه وسلم في دارها: من الأمور المميزة لعائشة عن زوجات النبي الآخريات، أنها كانت تسعد بالبقاء مع النبي عليه الصلاة والسلام في لحظاته الأخيرة، ودفنه في بيتها.
حب النبي عليه الصلاة والسلام لها ومكانتها العالية في الجنة: وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تشير إلى حب النبي صلى الله عليه وسلم لها، فكيف يمكن للمؤمن أن يكرهها، وعائشة -رضي الله عنها- هي التي نقلت حديثا يقول: `سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخديجة بنت خويلد، وآسية.` رواه الحاكم، هذا الحديث لا ينفي أنها من أهل الجنة، لأن الأحاديث الأخرى ذكرت أنها زوجة النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة، وهذا يكفي كدليل على مكانتها الرفيعة.
براءة السيدة عائشة من فوق سبع سماوات
لا يمكن أن نتحدث عن فضل السيدة عائشة رضي الله عنها دون ذكر حادثة الإفك. في تلك الحادثة، افترى عدو الله عبد الله بن أبي بن سلول على زوجة خير خلق الله، النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك بهدف الانتقام من الرسول وإهانة الدين. حاول أن يفسد سمعة المدينة بالحقد والمؤامرات، وقد نسبت له تلك الافتراءات الكاذبة حول عفة وشرف السيدة عائشة. ولكن الله عز وجل برأها وأثبت براءتها في سبع سماوات، وأنزل ثماني عشرة آية من القرآن تبرئة لأم المؤمنين وتنبيه للمفترين الذين افتروا على رسول الله عليه الصلاة والسلام وزوجته.
كانت هذه الحادثة نعمة للسيدة عائشة رضي الله عنها، لأن الله منحها مكانة لم يمنحها أي امرأة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، اكتسبت الأجر العظيم بسبب صبرها على الظلم الذي تعرضت له. كانت هذه التجربة امتحانا لها لتعظيم المؤمنين وتحذيرهم من التشهير بالناس، وكانت توبيخا لأهل الإيمان الذين أخفقوا في حق عائشة رضي الله عنها ولم ينكروا حادثة الافتراء. هذه الآية تحظر التشهير بأعراض المؤمنات، فكيف بالتشهير بأعراض أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.
قال تعالى: إن الذين يتهمون المحصنات المؤمنات الغافلات يلعنون في الدنيا والآخرة [النور: 23]، وبهذا يكون فضل السيدة عائشة الذي تميزت به عن نساء النبي الآخريات ونساء العالمين هو أنها محصنة وذلك بنص من الالقرآن الكريم..
فضل عائشة رضي الله عنها
- ومن بين فضائل عائشة رضي الله عنها أنها أشارت إلى وعدها بالجنة في قوله تعالى: (أولئك مبرؤون مما يقولون لهم، مغفرة ورزق كريم) في سورة النور، وقد فسر كثيرون منهم الرزق الكريم في هذه الآية بأنه الجنة.
- من بين فضائلها أنها كانت من الأشخاص الذين أحبهم الرسول عليه الصلاة والسلام بشدة، حيث صرحت أم سلمة رضي الله عنها قائلة: (والله، لم يكن على الأرض نسمة أحب إلى رسول الله منك (أي عائشة))، ثم تراجعت قائلة: (أستغفر الله بعد أبيها)
- واحدة من أبرز فضائلها هي نزول الوحي من الله عز وجل لتبريرها من حادثة الإفك، وسلام جبريل عليه السلام لعائشة. وقد روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم يوما: يا عائشة، هذا جبريل يقرئك السلام فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم))
- عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها خيارا بين الحياة الدنيا والآخرة، اختارت السيدة عائشة رضي الله عنها الله ورسوله والدار الآخرة. وقد روى الشيخان بإسنادهما عن عائشة رضي الله عنها قولها: `عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه، بدأ بي وقال: إن لي أمرا أود أن تشاوري والديك فيه،` وعلم أن والدي لم يأمروني بالابتعاد عنه. ثم قال: `إن الله يقول: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها… أجرا عظيما.` فقلت: `في أي شيء أستشير والدي؟ فأنا أريد الله ورسوله والدار الآخرة.` واتبعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلت