لماذا سميت غزوة الابواء بهذا الاسم
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأبواء بغية الفتح الإسلامي مع حوالي سبعين مقاتلا من المهاجرين، وكان الهدف من الغزوة عقد هدنة واتفاق وصلح مع قبيلة ضمرة التي كان من المتوقع أن يمر بها الرسول والقوات الإسلامية خلال ذلك الوقت
حمزة بن عبد المطلب” كان عم الرسول وكان يسانده في حملاته العسكرية. كان يدعم رسالته وكان من المؤمنين بالله ورسوله منذ بداية الدعوة. وقد رفع راية الجيش الأبيض خلال بدء غزوته، وتم إنهاء الحرب بسلام دون قتال، وحقق الرسول ما يريده في تلك الحملة.
لماذا سميت غزوة الابواء بهذا الاسم
سميت غزوة الأبواء بهذا الاسم بسبب قربها من منطقة تسمى `الأبواء`، وكانت غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم تسمى باسم المنطقة التي حدثت فيها أو باسم السبب الذي دعا إلى حدوثها، مثل غزوة بدر، وغزوة ودان، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، وغزوة الأحزاب، وغزوة العشيرة، وغزوة بواط، ومن خلال تلك الأسماء يمكننا أن نلاحظ أن أسماء الغزوات كانت مرتبطة بأماكن حدوثها.
تاريخ ومكان حدوث غزوة الابواء
– “خاض الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة الأبواء في شهر صفر من العام الثاني للهجرة، أي بعد مضي عامين على هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، واستغرقت تلك الغزوة حوالي 15 يوما، وكان الهدف منها تحقيق الصلح وليس الحرب، وعلى الرغم من ذلك، كان المهاجرون مع الرسول صلى الله عليه وسلم جاهزين تماما للمعركة والاستشهاد من أجل الدعوة الإسلامية.
تبعد المنطقة التي تم فيها عمل صلح الغزوة بحوالي 250 كيلو متر عن المدينة المنورة، وما يميز أحداث تلك الغزوة أن كل من قام وجاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحرك من المدينة المنورة كان قد ترك أهله وماله وتجارته وعمله من أجل الدفاع عن الإسلام ورفع رايته، مما يدل على عزة الإسلام والمسلمين بتلك الفترة والحقبة الزمنية التي عاش فيها رسولنا الكريم.
أهداف غزوة الابواء
كان هناك العديد من الأهداف والأغراض الجغرافية والحربية والدينية لتلك الغزوة، ولذلك كان يتصف رسولنا الكريم بعبقرية التجهيز والتخطيط بجانب صفاته الحميدة التي لا حصر لها ولا شك أن ذلك كان بهداية من الله (عز وجل)، يمكننا أن نوضح بشكل تفصيلي أهداف غزوة الابواء من خلال تلك النقاط :
كان الهدف من غزوة الخندق الذي نفذه الرسول صلى الله عليه وسلم هو التعرف على جميع المناطق والطرق والقبائل الموجودة حول المدينة المنورة وبالقرب منها، حتى يتمكن من التخطيط بدقة للتوسع والفتح الإسلامي.
كان هدفه أيضًا إبرام عهود ومعاهدات بين القبائل الموجودة على الطريق الذي يؤدي إلى المنطقة التي وقعت فيها غزوة الأبواء.
– لم يكن الهدف فقط تحقيق الفتوحات، بل في إخبار كل القبائل بقوة الإسلام والمسلمين، وذلك لحمايتهم من أي قبيلة تحاول غزو المدينة التي يقيم فيها الرسول. وبذلك يكون قد نجح في ردعهم عن إيذاء المسلمين، وبالتالي سيتجنب الرسول صلى الله عليه وسلم أي أذى يمكن أن يتعرض له هو وأهل المدينة ومن يتبعهم من أهل قريش. حيث اعتمد الكفار من قريش على القلة العددية للرسول وأتباعه، لذلك يحاول الرسول تفادي أي شيء يضعفه، وهذا الأمر ساعده على تحقيق الفتوحات الإسلامية، وأتاح له عقد العديد من الاتفاقيات.
في تلك الغزوة، تمكن الرسول من تحرير المؤمنين من أهل قريش وحمايتهم من أشكال التعذيب والترهيب والاستعباد التي تعرضوا لها.
اتفاقية الرسول مع بني ضمرة
تمكن الرسول صلى الله عليه وسلم بنجاح من إبرام هدنة ومعاهدة مع بني ضميرة دون قتل أي جندي من جيشه ودون أي مواجهة عسكرية، وتمت المعاهدة بين “عمارة بن مخشي الضمري الكناني”، وهو سيد قبيلة ضميرة، والرسول صلى الله عليه وسلم.
من خلال تلك المعاهدة استطاعت أن تحصل قبيلة بني ضميرة على عهد السلام والعيش بدون قتال أو حرب مع المسلمين بدون حرب، ولا شك أن لتلك الغزوة انطباع على كل القبائل التي تتواجد حول المدينة، حيث بدء الجميع في استخدام السلام والمسالمة والتنازل عن فكرة الحرب والعدوان مع المسلمين.