ما الفرق بين الودق والمطر
ما هو الودق
الوَدْق هو حادثة بيئية خطيرة يمكن أن تتسبب في أضرار جسيمة، وعلى الرغم من بعض التشابهات بين الوَدْق والإعصار، إلا أن الاثنين يختلفان في بعض الصفات.
الودق يتشكل في العواصف الرعدية عندما يتداخل الهواء الجاف مع هطول الأمطار داخل سحابة عاصفة، ويتسبب الهواء الجاف في تبخر قطرات الماء، مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة بسرعة، ونتيجة لذلك، يشكل الهواء الذي تم تبريده عمودا سريعا يندفع في جميع الاتجاهات.
الودق يؤدي إلى تشكيل رياح عاتية السرعة وأضرار جسيمة، وعند تقدير حجم الضرر الناجم عن العاصفة، يجب علينا دراسة اتجاهها.
يمكن أن يتسبب الوديق والرياح القوية التي تجتاح المنطقة في الإضرار بالمناطق المحيطة بها بشكل دائري أو مستقيم، ومن المعروف أن الإعصار يتسم بنمط دائري، وعادة ما يستمر الوديق لبضع دقائق في المنطقة ويمكن أن ينتشر لمسافة تصل إلى 2 ميل، وتتميز الأضرار التي تحدث على مساحة أكبر بصفات مماثلة وبوجود رياح أقوى.
ما الذي يسبب الودق
تتطور العواصف الرعدية عندما يرتفع الهواء في تيار صاعد، حيث يتم سحب المزيد من الهواء ليحل محل الهواء الصاعد، وغالبا ما يكون الهواء رطبا، مما يجعل التيار الصاعد أقوى. عادة، يكون الهواء المسحوب جافا، مما يتسبب في تبخر بعض قطرات الهواء الصاعدة وتبريد الهواء، مما يضعف أو يتوقف التيار الهوائي. ولكن في بعض الأحيان، يكون سرعة الرياح شديدة للغاية، مما يؤدي إلى تشكل تيار قوي يسمى الودق.
في الوضع الطبيعي، يكون توزيع الشحنات الكهربائية داخل السحب منفرد وغير متكاثف، لكن بسبب بعض قوى التجاذب، تؤدي هذه القوى إلى تراكم السحب المختلفة مما يسبب تنافر الشحنات الكهربائية الموجودة في السحب، واستمرار تكاثف الشحنات يؤدي بدوره إلى انفصال الشحنات إلى إيجابية وسالبة حتى يزداد فرط الجهد بين طرفي السحابة الموجبة والسالبة وحدوث عملية التفريغ الكهربائية، وهي عملية الرعد وظهور البرق وسماع اصوات الصواعق
لا يمكن اعتبار الودق هو الماء فقط، لأن الله ذكر الماء في القرآن باسم المطر عند الإضرار والضرر، والغيث عند النفع، ووصف الله عز وجل الودق بأنه يخرج من السحب المتراكمة، وليس ينزل، وظاهرة الودق في التفسيرات العلمية الحديثة هي الشحنة الكهربائية التي تتراكم وتحدث تفريغا وتنتج البرق والصواعق، ولكن لا يمكن الجزم بهذا التفسير إلا بعد إجراء دراسات أكثر حول هذا الموضوع.
ما هو المطر
المطر هو الماء الذي ينزل من السماء لصالح الإنسان والحيوان والنبات. وربط الله عز وجل لفظ المطر في القرآن الكريم بالعذاب، حيث قال: “وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين” (سورة الشعراء، الآية 173)، وقال أيضا: “فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم” (سورة الأحقاف، الآية 24). فربط الله بين لفظ المطر في القرآن والمعاني التي تدل على ما يؤذي الإنسان ويؤثر سلبا عليه، ويؤدي إلى العذاب أو الألم أو ما شابه ذلك. وكان المطر الذي أنزله الله على المشركين ماء مهلكا وليس ماء ينفع الإنسان ويرويه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يدعي ويقول: اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
اللفظ المستخدم في القرآن هو `مطر` ولم يأت بصيغة الجمع أبدا، والجمع هو `أمطار`. أما الغيث في القرآن الكريم، فيفهم بمعنى الرحمة والنماء، وقد قال تعالى: `وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته` (سورة الشورى: 28). والغيث أو المطر يكون كما لو أنه إنقاذ للخلائق من القحط والجفاف وموت الزرع، ويتبع ذلك العديد من الأضرار الجسيمة على صحة الإنسان وحياته. قال تعالى: `وهو الذي أنزل من السماء ماء` (الأنعام: 99)،
في سورة النبأ ذكر الله أنه أنزل ماءً ثجّاجاً من المعصرات لنخرج به حباً ونباتاً وجناتٍ ألفافاً، فالماء يساعد الناس على تحسين حياتهم وإنقاذ محاصيلهم وزرعاتهم
الفرق بين المطر وبين الودق
الودق،بفتح الواو وسكون الدال، هو المطر عامةً، سواء كان شديدًا ام غزيرًا لان كل ما ينزل من السماء يسمى الودق، والفرق بين الودق وبين المطر هو كما فسرها الخليل (الودق المطر كله، شديده، وهينه) وفسر البعض الآخر الفرق مثل ابو زيد الانصاري على ان الودق هو السح اي انه المطر الشديد الذي يسح او المطر الشديد.
التعريف الصحيح للودق هو المطر الشديد دون المطر الخفيف، وهذا ما اتفق عليه معظم العلماء، وقد فسر العرب منذ القدم معنى الودق بأنه شديد الهطول ومن غيمة تحمل مطرين شديدين
لفظ الودق ذكر في القرآن الكريم مرتين، قال تعالى: {ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله} سورة النور، و{تعالى الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله} سورة الروم
في المرة الأولى، ارتبط بلفظ الركام الذي يدل على الشدة والقوة، حيث يشير الركام إلى الرمل والجيش. أما في المرة الثانية، فقد ارتبط بلفظ الكسفة الذي يدل على الرقة واللين، حيث الكسفة هي قطعة سحاب وقطن تخرج منها المطر أيضا. قد ذهب بعض المفسرين إلى أن الودق هو المطر الشديد والهادئ، ولكن بعضهم الآخر وجد أن الودق هو البرق أيضا. ومع ذلك، يعتقد معظم المفسرين أن الودق هو الغيث والمطر
الودق في اللغة العربية والقرآن الكريم
تم ذكر لفظ الودق في قول عامر بن جوين الطائي: لا مُزْنَةٌ تدق ودقها، ولا أرضٌ تبقى أبقلَ إبقالها
وقال زيد الخيل: ضربن بغمرة فخرجن منها … خروج الودق من خلال السحاب
وقال لبيد: قد رُزِقَتْ بمرابيع النجوم وصابها، ودق الرواعد جودها فرهامها
ذكر الودق في القرآن الكريم بقول الله تعالى: {ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} [النور 43-44]
يقوم الله تعالى بدفع السحاب بحركة هادئة ويسيره بقدرته عندما ينشأ، ثم يقوم بتقريب أجزاء السحاب إلى بعضها البعض وضغطها ودمجها مع بعضها الآخر بعد التفرق، وجعلها متراكمة، بحيث يظهر المطر أو الندى يتساقط من داخل السحاب.
قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) والكسف هي القطع المتراكمة من السحاب، يخرج منها فرج سوداء داكنة حالة للمطر.