كيف كان وطني قبل التوحيد
وطني قبل التوحيد كان عبارة عن
كانت حال الجزيرة العربية قبل توحيدها صعبة للغاية في كل جوانبها، بما في ذلك البادية والحضر والسلم والحرب، ولم يكن هناك في نجد بحر أو تهر أو أي مورد يساعد على المعيشة، ولذلك كان الفقر متفشيا بشكل كبير في نجد، وكانت نجد معزولة عن باقي الدول والمناطق .
كانت الصحراء مخيفة، وكانت تنتشر فيها الذئاب وصوت عواء الرياح، وكانت القرى فيها صغيرة ومحاطة بالخوف والمعاناة، وكان الفقر والجوع والخوف رمزا لها.
يُشار إلى أن الفقر ليس مقتصرًا على منطقة نجد فحسب، بليمتد إلى جميع أنحاء البلاد، وقد تسببت المجاعات في وفاة الكثير من الناس، وانتشر قطاع الطرق الذين يستغلون الفوضى الأمنية.
يعتبر أولئك الذين يؤذون تلك القرى الفقيرة كمن يشاركون الذئاب في إلحاق الأذى بالناس، فهم يهتمون فقط بالنهب والسرقة وقطع كل ما هو جيد للناس.
في بعض الحالات، يقومون بقتل الجمال وتركه ليُفترس من قِبَل الحيوانات البرية بعد سرقة كل ما يحملون، كما يقومون بقتل الرجال وتركهم للموت كما لو كانوا يوم ولادتهم.
الفقر هو مصير أهالي نجد، وانتشرت فيهم الجوع والفقر والجهل والمرض، ولم يشعر العالم من حولهم بمعاناتهم أو يساعدهم على التغلب على هذه الصعوبات، حتى في حالات المجاعات الشديدة والأوبئة الفتاكة، وينظر إليهم الآخرون بنظرة من الاحتقار والازدراء، بينما يتعرضون للمخاطر والصعوبات في كل جوانب حياتهم.
قد يفرح أهل نجد بصيد حيوانات مثل الضب وغيرها لإشباع جوعهم، ورغم وجود حيوانات لا تأكل مثل الفأرة والجربوع، فإن الوضع يبدو مخيفًا جداً بالنسبة لهم، ولا يرحم الجوع أحداً.
لا ينعمون بالمطر بل يضربهم الجفاف في جميع أنحاء أرضهم، ويعتبرون نزول المطر عليهم يوم عيد، ويساعدهم هطول الأمطار على الزراعة وتوفير الطعام لهم، ولكنهم لا يفرحون بمحصولهم لأن الشمس تحرقه، ولمن يزورهم ويقارنهم بالآخرين يدرك مدى معاناتهم من الفقر.
وطني قبل التوحيد حروب وخلافات
يمكن القول أن الحروب التي شهدتها الجزيرة العربية كانت مدهشة بسبب انتشار قطاع الطرق والجوع والفقر والجهل في جميع أرجاء البلاد، وتخلف اجتماعي واسع الانتشار. ويمكن القول إن هذه الأرض عادت إلى حالتها الأولى كما كانت في العصر الجاهلي.
عندما يتفاقم الفقر، قد يهاجم العم ابن عمه، بل يحدث قتال على أي شيء. وعادة ما يكون الغالب مغلوبا، وتفرقهم الغارات التي تحدث. والحالة التي وصلوا إليها تجعل القلب ينزف .
كان الأمن غير موجود وكان الفتن يضرب الأرض، وأصبحت الصحراء مليئة بالخوف، والغبار كان يحجب القلب والعقل، وذلك كله كان قبل توحيد تلك المملكة العظيمة.
إن الغارات التي تحدث تزيد من عمق الجروح وتعزز الرغبة في الانتقام، والنزيف الدموي لا يزال مستمرا وعويل النساء ودموعهن لا يتوقفان، ويحدث أن يقتل أقرب الناس، على الرغم من أنهم يجب أن يكونوا عزا لبعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض بالمحبة والقربى. وقد تحدث عن ذلك بعض الشعراء.
تقتل من وتر أعز نفوسها عليها بأيد ما تكاد تطيعها
إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
وقال أخر في أبياته.
إلى نبحتنا من قريب كلابه ودبت من البغضا علينا عقاربه
نحيناه بأكوار المطايا ويممت بنا صوب حزم صارخات ثعالبه
بيوم من الجواز يستاقد الحصا وتلوذ باعضاد المطايا جخادبه
موت الفتى في جوف دو سملق خلى من الأوناس قفر جوانبه
إن الرجل الذي يعيش في ديره ويشتكي من الظلم يجب أن يكون أكثر صبرا وتحملا
فمن قلط الهندي ومن وخر العصا جلا الهم واصبح نازح عن قرايبه
ومن وخر الهندي ومن قلط العصا أمسى بذل راكب فوق غاربه
وترى ما يعيب الدوح إلا من أصله ولا آفة الإنسان إلا قرايبه.
على الرغم من عدم صحة القول الذي يقول بأن البيت الأخير يرمز إلى العز والمعزة وصلة الرحم، إلا أن حياة نجد كانت مأساوية من كل جوانبها.
وطني بعد التوحيد دولة واحدة وقيادة عظيمة
بعد أن تم توحيد الوطن، أصبح اسمه المملكة العربية السعودية، وهي دولة إسلامية، واللغة العربية هي لغتها الرسمية، والقرآن الكريم هو دستورها، ويحتفل بها الوطني يوم 23 سبتمبر .
تواجه المملكة تحديات في تعزيز اقتصادها واستخراج المعادن واستغلال النفط، وتعزيز التجارة الداخلية والاستفادة من الخبرات العالمية.
تم تحقيق التوازن بين المعاصرة والأصالة، واعتماد رؤية واضحة للنمو والتطور، ونتج عن ذلك الحضارة المميزة التي تواكب العصر وتتنوع مظاهر التنمية.
ظهرت مزيج بين العناصر القديمة والحديثة في جميع أنحاء المملكة، وتم ضخ استثمارات جديدة فيها وتأسيس بنية تحتية، بالإضافة إلى حماية قرى ومدن المملكة من أي شكل من أشكال التصحر.
ظهرت المدن العالمية مع الحفاظ على التراث القديم، وأصبحت دولًا حديثة لها دورًا وتأثيرًا في العالم بأسره، وتسعى حاليًا لتحقيق رؤيتها 2030.
يذكر أن الملك عبد العزيز عبد الرحمن بن فيصل آل سعود لعب دورًا رئيسًا في تأسيس محاور الدولة الاقتصادية والسياسية والتنموية والإدارية للبلاد، حيث أسس المحاكم الشرعية ورئاسة القضاء وعددًا من الوزارات مثل الصحة والمواصلات والمالية، وغير ذلك الكثير .
تم تأسيس المملكة على يد الملك طيب الله ثراه في عام 1932 م، الموافق 1351 هجريا، بعد استسلام عدد من الزعامات التي كانت تعاني من عدم الاستقرار في العلاقة بينها.
في عام 1927 م ، كانت المملكة تُدعى مملكة الجحاز وتحتوي على عاصمتين وهما الرياض ومكة المكرمة، ويجدر بالذكر أن المملكة قد حملت العديد من الأسماء قبل التوحيد، بما في ذلك إمارة نجد والأحساءعام 1921 م وسلطنة نجد عام 1922 م، ثم أطلق عليها سلطنة نجد وملحقاتها في عام 1926 م.
ويعتبر هذا الحاكم رحمه الله من نقل المملكة النقلة النوعية الكبيرة، التي تم ذكرها في جميع كتب العرب والسعوديين والمستشرقين، حيث وصفوها بأنها دولة انتقلت إلى الأمام في فترة قصيرة جدا، حتى أصبحت مستقرة مثل البنية المرسومة بدلا من أن تكون مجرد قبائل متفرقة.