قصص مبكية عن عقوق الوالدين

يعد عقوق الوالدين من أسوأ الأفعال التي يمكن للإنسان ارتكابها ضدهم، فعلى الرغم من أن الله عز وجل أمرنا ببر الوالدين وطاعتهما في كل شيء، إلا أن هذا لا يشمل ما يغضب الله عز وجل فقط. يمكن أن يكون عقوق الوالدين بهيئات مختلفة، ومن بينها الكلمات الجارحة التي تخرج من الأبناء وتحسب من عقوقهم، لذلك يجب على الإنسان أن يكون بارا بوالديه في الحياة وبعد مماتهما من خلال الدعاء لهما.

كيف يكون عقوق الوالدين

تشمل مظاهر العقوق للوالدينالعديد من الأمور، من بينها:.

1- أن يقدم الإنسان على إبكاء والديه بإدخال الحزن إلى قلوبهم أو أن تكون السبب في الشعور ب الحزن.
يعتبر رفع الصوت أو الكلام بصوت عالٍ من بين مظاهر العقوق للوالدين ويعتبر نهيًا صريحًا في الإسلام، حيث يغضب الوالدين كثيرًا.
يعتبر الشعور بالضجر من كثرة الحديث مع الآخرين أو إصدار كلمات غير لائقة من الأشياء التي تغضب الله عز وجل.
يجب على الشخص الحديث مع والديه بلطف وحسن معاملة، وتجنب العبوس في وجوههم، وينبغي أن ينتقي الحديث المناسب عند الحديث مع والديه.
5- أن يستهين بهم أو ينظر إليهم بحقد.

قصة مبكية عن عقوق الوالدين

وجدت العديد من القصص والحكايات الحقيقية عن حقوق الوالدين، ومنها قصة أم بلال، حيث كانت هذه الأم زوجة تعيش حياة هادئة مع زوجها وابنها الوحيد بلال، ولكن في يوم من الأيام فقدت زوجها وأمان المنزل، فكرست حياتها الباقية لرعاية ابنها بلال فقط، ورفضت كل من تقدم إليها بالزواج.

مرت الأيام وأم بلال على موقفها من الحياة تسهر من أجل راحة بلال وتريد أن يصل إلى أعلى المناصب حتى جاء موعد تخرجه من الجامعة ليدخل عليها فرحا ويخبرها أنه حصل على تقدير امتياز وأنه سيعين في الكلية، فرحت الأمر كثيرا وخرت ساجدة لله عز وجل على المجهود الكبير الذي قامت به ولن يضيعه الله.

بعد أن تم تعيين بلال في الجامعة، أراد الزواج وأخبر والدته بذلك، ففرحت كثيرا واختارت له عروسا جميلة وذات أصل ومتدينة، ولكنه رفض تلك العروس، وأخبرها أن هناك فتاة في الجامعة متحضرة وعلى اطلاع بأحدث صيحات الموضة وتجيد التحدث في جميع المواضيع وتعرف بكل ما هو جديد، وأن العروس التي اختارتها والدته ليست كما يرغب.

وافقت الأم على الزوجة الجديدة ولكنها غير راضية عن لبسها وتفكيرها ووافقت على العيش معها في نفس المنزل لعدم قدرة بلال على شراء منزل جديد، وتمر الأيام وتتعجب الأم من حال زوجة الابن من كثرة الخروج والسهر خارج المنزل والأبن موافق على تلك التصرفات ويبرر لوالدته أن تلك هي حياتها.

تحدث صدام بين الأم والزوجة بعد عدة أيام، حيث أكدت الأم رغبتها في الاستمرار بحياتها كما هي، وتفاجأت برفض ابنها لتصرفاتها، وتزداد الأمور سوءًا عندما ينجب الزوج ولي العهد.

هنا وقفت الزوجة أمام بلال ورددت عليه إما والدتك أو أنا وأبنك، فوافق بلال على الفور على إخراج والدته من المنزل وأخبرها أنه يريد أن تخرج معهم في نزهة على غير العادة، وأخذها على الشاطئ وجلست الأم معها الولد وزوجته ونجله واستأذن والدته أن يذهب ليزور أحد أصدقاءه قريب من الشاطئ وأن تظل هي كما هي حتى يعود.

وترك معها رقم الهاتف في ورقة ومرت الساعات والأم تنتظر عودة الإبن ولكن دون جدوى أخذت تبكي حتى رأها أحدهم يجلس على الشاطئ والوقت أصبح متأخرا، اقترب منها وسألها ما بك أخبرته بما حدث وأنها لا تمتلك هاتف لتحدث نجلها حتى يعود ويأخذها، وقرأ الرجل الورقة حتى تفاجئ من ما كتب بها.

فقد كتب بلال من يرى تلك السيدة عليه أن يذهب بها إلى أقرب دار للعجائز، فبكى الرجل وبكت أم بلال وطلب منه أن يصلها إلى هناك، أحبتها مشرفة الدار وتحدثت معها وقد علم أبنها أنها توجد هنا فترك رقمه حتى يقوم بدفع المصاريف بدون رؤية أمه، طلبت أم بلال من المشرفة عدم الحديث معه إلا عندما تموت.

تفاقم شدة التعب على الأم حتى دخلت في حالات من الغيبوبة وهي تنادي على زوجها وابنها، وفي النهاية توفيت الأم وذهبت الممرضة لتحدث ابنها كما طلبت منها، لكنها فوجئت بأن بلال وزوجته وابنهما توفوا خلال رحلة النزهة التي كانوا يقومون بها.