منوعات

كيف ازيل الحقد والحسد من قلبي

الأمراض التي تصيب القلوب هي الأشد فتكا، فهي تقضي على نقائها وتبعدها عن الله، وكلما تعمقنا فيها حولت قلوبنا إلى السواد. لذا يجب أن نسعى لشفاء قلوبنا وتنقيتها من الأمراض قبل أن نسعى لشفاء أجسادنا. ومن بين أسوأ تلك الأمراض الحقد والحسد، اللذان ينغصان حياة أصحاب القلوب المريضة ويؤثران على من حولهم، لذا يجب أن ننقي قلوبنا من الحقد والحسد ونجعلها بيضاء خالية منهما.

جدول المحتويات

ما هو الحقد؟

الحقد هو الشعور الذي يحمله الإنسان في قلبه بالكراهية الشديدة تجاه شخص ما، سواء كان بسبب سبب محدد أو حتى بدون سبب، ويستمر هذا الشعور السيء بالسيطرة على صاحبه، حتى يصبح متحكما به وموجها ضد شخص المحقود عليه، ويتربص به ليصطاد أخطائه ويتمنى له الشر والضرر ويحاول إفساد سعادته. لذا، يعد الحقد من أسوأ الأمراض التي يمكن أن تصيب القلب وتؤثر عليه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم تماما عن الحقد، وذلك حين سئل عن أفضل الناس، فقال: “كل مخموم القلب، صدوق اللسان”، وسئل عن صدوق اللسان، فأجاب: “هو المؤمن النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد.

كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوقف عن الحقد، فقد أمرنا الله تعالى بالتوقف عن الحقد والابتعاد عن الحاقدين، حيث قال سبحانه وتعالى: “ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد” (البقرة/ 204-205)، وأوضح الله عقاب الحاقد وثواب من ينقي قلبه من هذه الآفة، حيث قال سبحانه وتعالى: “ونزعنا ما في صدورهم من غل، إخوانا على سرر متقابلين” (الحجر/ 47-48).

ما هو الحسد؟

الحسد يقد به أن يتمنى الحاسد أن تزول النعمة من المحسود وتأتي إليه، وهو أيضًا من أكثر الصفات أو الخصال السيئة التي أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بالبعد عنها فهي من أشد أمراض القلوب ومن أسوئها حيث تصل بك في النهاية غالبًا، وهو أيضًا من أكثر الصفات أو الخصال السيئة التي أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بالبعد عنها فهي من أشد أمراض القلوب ومن أسوئها حيث تصل بك في النهاية غالبًا لى الحقد فقال النبي صل الله عليه وسلم “الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”، كما قال صلوات الله وسلامه عليه “دَبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء  هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، وإنما تحلق الدِّين”.

النهي عن الحسد لم يأت فقط من توصية النبي صلى الله عليه وسلم، بل جاء من الله تعالى عندما قال: “قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد” (سورة الفلق).

اسباب الحقد

يمكن أن ينشأ الحقد أو الغل ضد شخص ما دون سبب واضح، ولكن يمكننا تحديد مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار هذه العداوة البغيضة في القلوب، مثل:

-المنافسة وكثرة الجدال.

يعد هذا السبب واحدًا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحقد، حيث يؤدي الجدال المستمر والمنافسات المتكررة إلى وصول الأفراد إلى طرق متباعدة بدءًا من الآراء وصولًا إلى الأجساد، وهذا ما أشار إليه الغزالي.

-المزاح المبالغ فيه.

تعد إحدى الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الآفة في القلوب هو المزاح الزائد عن الحد اللائق، الذي يؤدي إلى إغفاظ الصدور.

-الخصومة.

تُعَدُّ هذه الأسباب من الأسباب القوية التي تدفع إلى الحقد والغل، حيث تُجْعِلُ صاحبها في حالة من الغضب المستمر، مما يُؤدي إلى الحقد والكراهية.

تشير الكراهية الشديدة إلى حالة لا يوجد فيها سبب واضح أو معروف

اسباب الحسد

-الكره.

-التكبر و الغرور رغم دونية الشان.

-حب السلطه والجاه والظهور.

-عدم الرضا بقضاء الله.

-النفس السيئة.

كيف اتخلص من الحقد والحسد من قلبي

ربما تكون الآفتان مرتبطتين ببعضهما البعض بشكل كبير، لذا فإن علاجهما متقارب إلى أبعد الحدود، ولتحريرك من هاتين الآفتين، يجب اتباع مجموعة من النصائح، وإن شاء الله ستتخلص منهما، وتتمثل تلك النصائح في:

-راقب نفسك وحاسبها.

لا يعلم الإنسان كم هو قادر على اعتياد الخير كما اعتاد الشر، فكليهما نوع من العادة، ويؤكد ذلك قوله تعالى: `وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا` (سورة الشمس، الآيات 7-9).

الدعاء.

ويتضمن الدعاء نوعًا من المحاولة لطلب المساعدة من الله في التغلب على النفس وتقويتعلاقتنا به، ويساعد في إصلاح أحوالنا، ويشغل القلب بالله، مما يجعله لا ينشغل بالمعاصي.

-إلقاء السلام.

إن إفشاء السلام بين الناس يدعو إلى المحبة بينهم وهو ما قال به النبي صل الله عليه وسلم ” دبَّ إليكم داء الأُمم قبلكم، البغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم”.

-الهدية.

تعد هذه العوامل أيضا مساعدة في نشر المحبة بين الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تهادوا تحابوا، فإن الهدية تذهب ويبقى الود.

-المصافحة.

المصافحة تزيد من المودة والمحبة بين الأشخاص،وهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم: “تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء.

-ذكر الله.

ربما يكون أفضل علاج للقلوب لتطهيرها من الشوائب وتنقيتها هو ذكر الله والتفكير فيه. فقد قال أبو الدرداء: `لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب يكمن في ذكر الله`. وقد قال ابن القيم: `إن القلب يعاني من قسوة لا يمكن أن يتحطم إلا بذكر الله`.

يتمثل التفكير في عواقب الحقد والحسد وما يتعرض له صاحبهما من عقاب من الله في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى