تشرح نظرية بياجيه (1936) للنمو المعرفي كيف يستطيع الطفل بناء نموذج عقلي للعالم، حيث لم يوافق بياجيه على فكرة أن الذكاء هو سمة ثابتة، بل اعتبر التطور المعرفي عملية تحدث بسبب النضج البيولوجي والتفاعل مع البيئة .
نظرية بياجيه للتنمية المعرفية
في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين ، عندما تم استبدال علم النفس الفرويدي واليوناني سريعا بأساليب أكثر تجريبية في دراسة سلوك الإنسان ، ظهر الفيلسوف وعالم النفس جان بياجيه (1896-1980) ليقدم نظرية جديدة لنمو الإدراك بعد التحقق منها تجريبيا .
اقترح بياجيه أن التطور المعرفي للأطفال يتبع ترتيبًا محددًا مسبقًا من المراحل، بغض النظر عن الثقافة، وفقًا لنظرية بياجيه للتنمية المعرفية، وأن الأطفال لا يستطيعون أداء مهام معينة أو فهم مفاهيم معينة حتى يصلوا إلى مرحلة بياجيه معينة .
بالإضافة إلى ذلك ، يعتقد بياجيه أن الأطفال ينتقلون من مرحلة بياجيه إلى مرحلة أخرى بعد التعرض المكثف للمحفزات والخبرات ذات الصلة ، وبفضل هذه التجارب الجسدية والمعرفية على حد سواء، يكون الأطفال جاهزين لاكتساب مهارات جديدة، وهذا يعد أساسيًا للأطفال للتقدم عبر مراحل التنمية العقلية البياجية .
توفر نظرية جان بياجيه إطارا لفهم كيفية تطور الإدراك أو التفكير، لذلك يتيح إتاحة الفرص الكافية للأطفال التفاعل مع البيئة من خلال حواسهم لهم فهما أفضل للعالم من حولهم .
كتب تتناول نظرية بياجيه
اللغة والفكر والطفل
هذا الكتاب يعد أولا وأهم كتاب يؤلفه جان بياجيه. قد قدم فيه نتائج جديدة تم طرحها لأول مرة، ووضع منهجا يساعد على الوصول إلى تلك النتائج. شرح فيه كيفية تفكير الطفل ونمط حديثه، وأوضح الخصائص التي تميز أحكامه وتفكيره. منذ نصف قرن، حاول العلماء الوصول إلى إجابات لهذه الأسئلة، حيث تناول النفسية تلك المسائل في البداية .
وقد كان الفلاسفة وعلماء الأحياء قد وجهةا اهتمامهم لدراسة نفس الطفل، ولكنهم كانوا مندهشين في البداية من منطقه ولغته، ولكن جميع تلك الجهود لم تمكن عالم النفس من الوصول إلى ما كان يرنو إليه، وهو لم يفكر الطفل؟ ولماذا يعبر عن نفسه بطريقة محددة دون غيرها ولم يقتنع بسهولة بأي إجابة يتم تقديمها له ردًا على أسئلته أو بأية إجابة يقدمها لنفسه؟ كذلك لماذا يعتقد الطفل في بعض الأشياء المخالفة للواقع؟
يسلط الكتاب الضوء على كل الأسئلة المتعلقة بمنطق الطفل ويبين الحلول للمسائل التي حيرت العلماء، ويعتمد الكتاب على المنهج الكلينيكي الذي يعتمد على ملاحظة أسلوب الطفل بعد إجباره على التحدث .
التطور المعرفي عند جان بياجيه
هو كتاب للمؤلف موريس شربل يتعرض للألغاز الصعبة التي يواجهها الدماغ البشري، ويشرح كيفية تكوين المعرفة داخل خلايا الدماغ وتركيباتها، وكيفية بناء المفاهيم والادراكات. كما يتحدث الكتاب عن تكوين الذكاء لدى الأطفال وكيفية إدراكهم وتفكيرهم وتذكرهم وتقديرهم وتصرفهم وتخزين المعلومات التي يتعلمونها خلال الأيام .
تناول جان بياجيه جميع هذه المسائل وقدم إجابات عليها، ولكن هل كان موقفه في ذلك صحيحا أم أنه ضاع في أسرار عقل الإنسان؟ فعلى الرغم من تمكنه من فهم العديد من المفاهيم واتباع أسلوب علمي تجريبي ووضع أسس للتوازن النفسي والتكيف، فإن العلماء يعتقدون أنه كلما تعمقوا في استكشاف أسرار عقل الإنسان، زادت حيرتهم وتعقيداتهم .
الابستمولوجيا التكوينية
هذا الكتاب هو تلخيص مركزي لكتب بياجيه الأساسية حول الإبستمولوجيا التكوينية والمنطق والمعرفة العلمية بشكل عام. وتعتبر الإبستمولوجيا التكوينية عند بياجيه تقدما خاصا وتطويرا للإبستمولوجيا العلمية الموجودة منذ القرن التاسع عشر، التي كان جاستون باشلار واحدا من أبرز وجوهها. ويعتبر مفهوم البنية عند بياجيه أكثر اكتمالا مما هو عند جاستون باشلار، ويستند على ثلاثة أسس: فلسفية ونفسية واجتماعية .
التوجهات الجديدة للتربية
يتألف هذا الكتاب من القضايا والأسئلة التي تنشأ في مجال التعليم ، ومن بين تلك الأسئلة: ما هي الأسس التي يجب أن يقوم عليها التشكيل والتوجيه السليم للمتعلمين؟ وما هي الأسس العلمية التي يجب أن يستند إليها تدريس العلوم لتحقيق النتائج المرجوة سواء للفرد أو المجتمع؟ يتعامل بياجيه مع هذه القضايا استنادا إلى الأبحاث والدراسات العلمية التي تم إجراؤها حول مراحل نمو العقل للأطفال وآليات اكتساب المعرفة وتأثير المفاهيم والممارسات السائدة في مجال التعليم على أداء التعليم، ودور المناهج التربوية المعتمدة وما تؤدي إليه الأوضاع التعليمية .