ما هو منحنى كوزنتس
تنتشر العديد من المصطلحات الاقتصادية الهامة التي يتم الاعتماد عليها في تحديد اتجاه الاقتصاد في العديد من الدول ومنها بعض النظريات التي استخدمها الاقتصاديون لفترة زمنية طويلة مثل منحنى كوزنتس الاقتصادي الذي قد نال اهتمام عدد كبير للغاية من خبراء الاقتصاد على مستوى العالم .
تعريف منحنى كوزنتس
منحنى كوزنتس أو المعروف بالإنجليزية باسم Kuznets curve هو عبارة عن تمثيل بياني يعرض نظرية أحد خبراء الاقتصاد الذي يدعى سيمون كوزنتس، وقد تم وضع هذه النظرية منذ عام 1955م، وتنص هذه النظرية على وجود لامساواة اقتصادية في أي بلد تكون مرتفعة جدا في بداية النمو الاقتصادي، ثم تدخل في مرحلة انخفاض عندما يبلغ معدل الدخل القومي للدولة حاجزا حرجا .
وقد قام البعض بتعريف منحنى كوزنتس على أنه عبارة عن توضيح العلاقة بين ثروة الفرد وتوزيع الثروة داخل الدولة ؛ ومن خلال المنحنى فإننا نجد أن الإحداثي السيني (المحور الأفقي) يُمثل ثروة الفرد والإحداثي الصادي (المحور الرأسي) يُمثل توزيع الثروة للفرد ، ويأخذ شكل هذه العلاقة منحنى على هيئة شكل جرس أو حرف U مقلوب .
فكرة منحنى كوزنتس
يساعد منحنى كوزنتس في عرض التباينات الاقتصادية في أي دولة، وذلك من خلال إظهار التغيرات التي تحدث في الاقتصاد مع مرور الوقت، حيث يتضح أن النمو الاقتصادي يؤدي إلى بعض التغيرات
-في بدايات النمو الاقتصادي، تكون الاستثمارات أكثر تركيزا على تطوير البنية التحتية للدولة، وتكون الموارد الطبيعية في الدولة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي. وفي هذه المرحلة، يكون هناك تفاوت كبير، خاصة أن الدخل يكون أعلى لدى الأشخاص الذين يمتلكون نسبة أعلى من الادخار والاستثمار. وقد أطلق على هذه الظاهرة الاقتصادية اسم (لعنة كوزنتس) .
– في المراحل المتقدمة من النمو الاقتصادي، يكون لرأس المال داخل الدولة تأثير أكبر في تحفيز عملية النمو. ويقصد هنا رأس المال البشري بدلا من رأس المال الكلاسيكي. يحدث ذلك نتيجة تباطؤ التفاوت والنمو الاقتصادي في نفس الوقت، وبسبب توجه جزء من رأس المال نحو بعض الأشياء الأخرى مثل التعليم وغيره .
سلبيات منحنى كوزنتس
أشار بعض خبراء الاقتصاد في العصر الحالي إلى وجود بعض السلبيات والانتقادات لمنحنى كوزنتس، مثل:
انتقد بعض الناس استخدام كونزيتس للبيانات المستخرجة من مجموعة دول مختلفة في نفس الفترة الزمنية وعدم الاستناد إلى السجلات الزمنية لقياس تطور الفروق في الأداء الاقتصادي لكل دولة على حدة .
-كما أن كوزنتس قد قام بإجراء مقارنة بين مجموعة من الدولة النامية الفقيرة ومجموعة من الدول الغنية ، ومن ضمن الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل كانت دولة (أمريكا اللاتينية) وهذه الدولة معروفة بمدى التفاوت والتباين الكبير جدًا عبر تاريخها ، وعند استبعاد هذه الدولة من نموذج المنحنى ؛ فإن الشكل الجرسي لمنحنى كوزنتس يختفي .
قام أحد الخبراء الاقتصاديين، ويدعى توما بيكيتي، أيضا بتوضيح بعض البيانات الاقتصادية للولايات المتحدة وفرنسا في عام 2005، وأظهر أن التفاوتات الاقتصادية التي وضحها كوزنتس لم تكن مباشرة مرتبطة بناتج وثروة الفرد، بل كانت مرتبطة بأحداث أخرى متغيرة مثل الكوارث والحروب والضرائب، وخاصة ضريبة الدخل وغيرها. وأشار توما بيكيتي أيضا إلى أن كوزنتس بنى فرضيته على أساس تحسن وتطور المردود الاقتصادي بشكل كبير، وهذه المرحلة تعرف باسم “الثلاثين المجيدة.” ويتضح أن منحنى كوزنتس غير ملائم تماما للاعتماد عليه في تقدير الاقتصاديات الوطنية في الوقت الحالي .