من الذي بنى قلعة بني حماد
تعتبر قلعة بني حماد واحدة من أهم الشواهد الأثرية التاريخية في بلاد المغرب العربي، حيث تأسست في الجزائر قبل أكثر من ألف عام لتحكي قصصا خالدة من التراث الإسلامي المجيد. وتم تصنيفها في عام 1980م ضمن نفائس التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، ورغم أن هذه القلعة أصبحت مثل الأطلال بفعل العوامل الزمنية والبشرية، فإن تاريخها لا يزال صامدا رغم ما تعرضت له من مخاطر عبر الأزمان المختلفة.
تاريخ قلعة بني حماد
بدأ تأسيس قلعة بني حماد في الجزائر في عام 1007م، واكتمل بناؤها في العام التالي. تعتبر القلعة عاصمة لثاني دولة تقع في بلاد المغرب الأوسط، بعد تلك الدولة الرسمية التي حكمت الجزائر بين عامي 776م و 909م. تقع القلعة شمال مدينة المسيلة على بعد حوالي 20 كيلومترا، وتم بناؤها على سفح جبل المعاضيد لتكون حصينة وصعبة الوصول نظرا للمسالك الوعرة وموقعها في الحدود الشمالية لسهول الحضن.
عُرفت القلعة بأنها مركز إشعاع كبير بمختلف المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية ، وقد شهدت الهندسة المعمارية بها على اختلاف التأثيرات التي مرت بها القلعة ، والمخطط العام لهذه المدينة القلعة يشتمل على أربعة أحياء بالجانب السفلي منها ؛ حيث يشمل كل منها قصر وهم قصر البحر وقصر المنار وقصر السلام وقصر النجمة ، ويمتد في الجانب العلوي قلب المدينة ؛ حيث تشمل الجامع الكبير والحمامات ، وقد تم تخصيص الجزء الجنوبي للتلة ليكون خاص بالأسواق ؛ حيث أنه الجزء الأكثر انبساطًا واتساعًا.
مازالت أطلال القلعة تشهد التطور العمراني والحضارة العظيمة لدولة بني حماد ؛ حيث تبدو فخامة هذه القلعة الأثرية من خلال ما تبقى من الممتلكات الأثرية عظيمة البناء والجدران المحصنة المحيطة بها ، والقصور والمساجد والمئذنة التي يبلغ طولها 25 متر ومازالت تقاوم العوامل الزمنية ، لتحفر قلعة بني حماد اسمها عبر التاريخ بحروف من ذهب ؛ حيث أصبحت مقصدًا سياحيًا شهيرًا في الجزائر.
مؤسس قلعة بني حماد
لقد تم تأسيس قلعة بني حماد بأمر من حماد بن بلكين ؛ وذلك بموجب اتفاقية أبرمها مع باديس بن المنصور بن بلكين بن مناد الصنهاجي خلال عام 1004م ، وكان ذلك في إطار التطورات السياسية والإقتصادية لدولة الحماديين ، وقد أصبح حماد بن بلكين هو المؤسس للدولة الحمادية في قلعة بني حماد ، وقد بدأ حياته السياسية خلال عام 997م حينما منحه باديس بن المنصور أعمال الجزائر الشرقية ، وقد أظهر شجاعة عظيمة في العمل السياسي والبطولات الحربية.
كان حماد بن بلكين طموحًا يتطلع إلى المزيد ؛ حيث طمحت نفسه لتأسيس دولة مستقلة ، وهو ما جعله يسعى لبناء قلعة بني حماد عام 1007م ، والتي أصبحت فيما بعد منازعًا لباديس بن المنصور في حكم الجزائر ؛ حتى نجح حماد بن بلكين في الانفصال عن الدولة ، وبدأ حكم الحماديين من خلال القلعة ؛ حيث أنه أصبح ملك الحماديين في القلعة ، ثم أعلن ولاءه إلى الدولة العباسية خلال عام 1015م واستقل بالحكم ، ولكن لم يتم الإعتراف بدولته.
قام حماد بن بلكين بعقد صلح عام 1016م مع المعز بن باديس حاكم تونس ، ليصبح بعد هذا الصلح الرجل الأول في الجزائربعد فترة صراعات استمرت ما بين عامي 1004م وحتى 1016م من أجل قيام الدولة الحمادية الجديدة ، والتي اعتمدت بصورة كبيرة على قلعة بني حماد التاريخية ، والتي مرت بالكثير من العواصف عبر تاريخها.