من هو كازانوفا ؟.. ومعنى شخصية ” كازانوفا ” وصفاتها
من هو جاكومو كازانوفا
يعرف كازانوفا اليوم بأنه أحد أشهر العشاق في التاريخ، ولكنه كان أكثر من مجرد زير نساء، فقد كان فنانا محتالا وكيميائيا وجاسوسا ورجل دين في الكنيسة، وكتب هجاء وشارك في مبارزات وهرب من السجن أكثر من مرة.
في الواقع، لم يولد جاكومو كازانوفا في الطبقة الأرستقراطية العالية في البندقية، ولا حتى في فئة التجار المحترمين، بل ولد في أبريل 1725 لوالدين كانا يعملان كممثلين، هما غايتانو كازانوفا وزانيتا فاروسي.
بعد وفاة والده، اهتمت جدته بتربيته، لأن والدته كانت تسافركثيرًا في رحلاتها في أوروبا، وكان كازانوفا طفلًا مزعجًا.
عندما كان في التاسعة من عمره، تم إرسال الصبي كازانوفا مسافة 20 ميلاً داخل إيطاليا إلى بادوفا، للحصول على هواء أكثر جفافًا وتلقي التعليم.
وقد تعلم اللاهوت في بادوفا على يد كاهن المدرسة الدكتور أنطونيو ماريا جوزي، كما تعلم منه اللغات اللاتينية والموسيقى، كما أنه تعرف على أخت جوزي المراهقة الجميلة، والتي كانت ترعاه وتهتم بنظافته وبالرغم من أنه كان طفلًا إلا أنه كتب في مذكراته أنها أثارت في نفسه أعنف المشاعر.
انضم إلى جامعة بادوفا عامام 1737 عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وحصل على شهادة البكالوريوس في القانون عندما كان عمره 17 عامًا.
بفضل ذكائه وتعليمه السريع، تفاعل كازانوفا بسهولة مع المجتمع الفينيسي الأعلى، وعاش في قصر ماليبيرو في البندقية خلال سنوات المراهقة، وخلال ذلك الوقت، أقام علاقات عديدة مع الفتيات بدءا من الخدم ووصولا إلى الموسيقيين، ولقد دخل علاقة غرامية مع فتاة تبلغ من العمر 16 عاما، وكذلك أقام علاقة مع أختها البالغة من العمر 14 عاما في نفس الوقت .
في ذلك الوقت، عمل كازانوفا كرجل دين في الكنيسة، ولكنه لم يدم طويلاً بسبب ديون القمار التي أدت به إلى السجن. وبعد بضع توسلات إلى الكنيسة، خرج وتم إرساله ليصبح جندياً، ولكنه وجد العمل في العسكرية مملاً، وتراكمت عليه ديون جديدة بسبب القمار.
عندما بلغ كازانوفا 21 عاما، أصبح عازف كمان، وخلال عمله كعازف لفت انتباه أحد أعضاء مجلس الشيوخ، الذي دعاه إلى منزله وأصبح راعيا له.
ولكن واجه كازانوفا مشكلة مرة أخرى تطلب منه الهروب من البندقية إلى بارما، وهناك وقع في الحب وتحطم قلبه، ثم قام بجولة كبيرة وأغوى العديد من النساء وأصبح ماسونيا وكتب مسرحية، وفي النهاية عاد إلى البندقية في عام 1753.
رغم أن أخبار مغامرات كازانوفا كانت قد وصلت إلى البندقية قبل وصوله، إلا أنه تم اعتقاله ومحاكمته عندما بلغ الثلاثين من عمره بتهمة “الاعتداء على الدين المقدس علنًا”، وتم حكمه بالسجن لمدة خمس سنوات، حيث تم احتجازه في زنزانة شبه مظلمة بسقف منخفض لم يكن يستطيع الوقوف بشكل مستقيم في داخلها.
ومع ذلك في يوم ما، سمح حراس السجن له بالخروج في نزهة خارج الزنزانة، وعثر على قطعة من الرخام الأسود وعصا حديدية، فقام بصنع أزميل حاد من الرخام وبدأ يحفر الأرض تحت سريره، وكان يعلم أن زنزانته تقع مباشرة فوق حجرة المحقق، لكنه كان يفكر في طريقة للتعامل مع هذه المشكلة في ذلك الوقت.
ومع ذلك، تم نقله إلى زنزانة جديدة قبل تنفيذ خطته للهروب بحوالي ثلاثة أيام وفقًا لتوصية راعيه القديم، الذي نجح في إقناع الحراس بنقل كازانوفا إلى زنزانة أكبر وأكثر إضاءة، وكان قد قضى 13 شهرًا في السجن حينها.
كان هناك كاهن يعيش في الزنزانة التي تقع فوق زنزانة كازانوفا في السجن الجديد، وسمح الحراس لهما بتبادل الكتب، واستخدم كازانوفا عصير التوت للكتابة للكاهن، وبدأ الاثنان في تبادل الرسائل.
أخبر كازانوفا الرجل بأنه يخطط للهرب وأنه عليه أن يحفر في زنزانته ليصل إلى الحجرة التي بها كازانوفا، وأن الرجل سيتولى عملية الهرب، ووافق القس على ذلك، وبدأ القس بالفعل في الحفر، لكن ظهر مشكلة جديدة وهي أن شخصا جديدا احتجز في زنزانة كازانوفا.
لكن كازانوفا المخادع لعب على إيمان زميله الجديد في الزنزانة، وأخبره بأنه شاهد في حلمه ملاكا سيأتي لينقذه من السجن، وعندما سمع زميله صوت حفرة الكاهن في أرضية الزنزانة، أقنع كازانوفا زميله بأن هذا هو صوت الملاك.
تمكن كازانوفا وزميله من صعود إلى زنزانة الكاهن التي كانت في الطابق العلوي من السجن والتي كانت صُنعت من الرصاص، ونجحوا في حفرها وصنع حبل من الملاءات والهروب بنجاح، وكان كازانوفا فخورًا برحلة هروبهما.
هرب (2069) إلى باريس وادعى أنه كيميائي، ونجح في خداع الأرستقراطيين وأخبرهم أنه عمره 300 عام وقادر على صنع الألماس من الصفر. اندهش كونت فرنسي عندما رآه وأعجبه قدرته على الخداع والتحدث بصدق. فقد أرسله إلى أمستردام لبيع سندات الدولة، ونجح في تحقيق ثروة، لكنه أنفقها على عشيقاته.
عاد مفلسًا تمامًا، ما جعله أكثر وحشية فابتكر لنفسه شخصية جديدة، وبدأ يحتال مرة أخرى، وبعد 18 عامًا عاد إلى البندقية عام 1774م، وبعد تسع سنوات كتب هجاءً شديدًا لنبلاء البندقية فتم طرده مرة أخرى، وفي سنواته الأخيرة تباطأ كازانوفا قليلاً في احتياله.
تولَّى أمين مكتبة الكونت جوزيف كارل فون والدشتاين في بوهيميا، وهو المنصب الذي وجده كازانوفا وحيدًا ومملًا إلى حد الاعتبره انتحارًا، ولكنه تغلَّب على تلك المشاعر واستمر في العمل فقط من أجل تسجيل مذكراته. وتوفي كازانوفا عام 1798م عن عمر يناهز الـ 73 عامًا.
معنى شخصية كازانوفا
نتيجة لأفعال كازانوفا، تُستخدم هذه الكلمة لوصف الرجل المخادع الذي يهوى مطاردة النساء وخداعهن. وفي علم النفس، يُطلق على هذا السلوك اسم متلازمة كازانوفا.
سمات شخصية كازانوفا
تُعرف شخصية كازانوفا بأنها شخصية ساحرة تجيد الكلام بطلاقة وتستطيع العثور بسهولة على النساء الجميلات وجذبهن نحوه، وعندما يصل إلى هدفه يترك المرأة ويبحث عن أخرى.
اكتشاف شخصية كازانوفا ليس سهلاً، ولكن هناك بعض الإشارات التي قد تشير إلى أن الرجل يملك هذه الشخصية، فهو عادة مهذب وواثق من نفسه بشكل كبير، وجذاب وأنيق، وربما يكون ساحرًا بشكل لا يشوبه شائبة.
يحاول هذا الشخص بشتى الطرق جذب الانتباه إليه، لأنه يحب أن يكون محط الاهتمام في أي مكان أو مجتمع يتواجد فيه.
يتمثل الدافع الأساسي لشخصية كازانوفا في الحصول على المرأة ومطاردتها بشتى الطرق، وخاصةً إذا اعتبرها صعبة المنال، وقد يحاول استخدام كل الوسائل الممكنة لجذب حبها، لكن بمجرد الوصول إلى هذا الهدف، سوف ينتقل بسرعة إلى مطاردة امرأة أخرى بنفس الحماس والعزم.