من هم الاسباط
يتساءل الكثير من الناس عن هوية الأسباط المذكورين في القرآن الكريم. ويفسر البعض كلمة “الأسباط” بأنها تشير إلى أبناء سيدنا يعقوب، في حين يرون البعض الآخر أنها تشير إلى أحفاده. وإليك بعض التفسيرات التي توضح المعنى الحقيقي لكلمة “الأسباط”، والآيات القرآنية التي ذكرت فيها. وتشتمل هذه التفسيرات على جميع المعاني والأحداث المتعلقة بالآيات القرآنية التي ذكرت فيها “الأسباط”، وتمت ذكرهم أربع مرات .
من هم الاسباط
تعني الأسباط كلمة سبط بمعنى فرع، وذكرت في القرآن الكريم 4 مرات، اثنتان منها في سورة البقرة، ومرة في سورة آل عمران، والرابعة في سورة النساء، وذكرت الكلمة كل مرة بعد ذكر اسم يعقوب، ولذلك فقد فسرت كونهم أبناء يعقوب عليه السلام .
قال تعالى في سورة البقرة : `قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون` .
وأيضًا قال تعالى في سورة البقرة : أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى؟ قل: أأنتم أعلم أم الله؟ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله؟ وما الله بغافل عما تعملون .
قال تعالى في سورة ال عمران : يتمثل الإيمان بالله وما أُنزل علينا، وما أُنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم، ونحن له مسلمون، ولا نفرق بين أحد منهم .
ويقول تعالى في سورة النساء : (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا) .
تزوج النبي يعقوب عليه السلام من أكثر من امرأة، ولد لديه 12 ابنًا وهم:
- يوسف .
- بنيامين .
- روبيل .
- يهوذا .
- لاوي .
- شمعون .
- ايساخر .
- زايلون .
- دان .
- نفتالي .
- جاد .
- عشير .
يشار إلى الأسباط على أنهم أبناء يعقوب الإثني عشر، ويعقوب عليه السلام هو إسرائيل، وأبناؤه هم بنو إسرائيل. عاش الأسباط تحت حكم الملوك مثل سليمان وداود وشاول، ولكن بعد وفاة سليمان تم تقسيمهم إلى جزئين؛ جزء تولى مملكة الشمال وعاصمتهم نابلس، والجزء الآخر تولى مملكة الجنوب وعاصمتهم القدس، وهم اليهود .
من هم الاسباط ابن تيمية
يوضح ابن تيمية في تفسيره للأسباط بجامع المسائل المجموعة الثالثة، أن إخوة يوسف لم يكونوا أنبياء، حيث لم يحتوي القرآن أو السنة على نصوص توضح ذلك، وأن الأسباط ليسوا أبناء سيدنا يعقوب ولكنهم أحفاده من نسله، فالكلمة “أسباط” هنا تعني القبائل .
وفي تفسير كلمة الأسباط أيضًا قال أبو سعيد الضرير أنها تعني الشجرة التي تحتوي على أغصان كثيرة وملتفة ، فتم تسمية الأسباط بذلك نظرًا لكثرتهم ، وأن الأسباط من شجرة واحدة يشيرون إلى ذرية يعقوب ، أي الشعوب الكثيرة التي خرجت من ذريته ، وليس أبناءه ، بل القبائل التي كونها أحفاد يعقوب .
يؤكد ابن تيمية أن السبط هو الحفيد، مثل الحسن والحسين الذين هما سبطا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن أسباط يعقوب هم أحفاده من أبنائه الـ 12، ويشير إلى قوله تعالى: ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما)، وتفسيره أن الأسباط هم الأمم التي جاءت من بني إسرائيل، أي الذرية التي جاءت من أبنائه .
يؤكد ابن تيمية أن القول بأن الأسباط هم أولاد يعقوب خاطئ، حيث لم يقصد به أبناء يعقوب من صلبه، بل يقصد بهم ذريته، مثلما يقال بنو آدم، وأن تفسير كلمة “بني” على أنها الولد من صلب أبيه خاطئ، حيث أنها لا تدل على هذا المعنى .
يؤكد أنه لم يكن هناك نبي قبل موسى إلا سيدنا يوسف، ويدل على ذلك ما ذكره الله عز وجل في الكتاب الكريم عن نسل سيدنا إبراهيم في قوله: (ومن نسله داود وسليمان)، لذلك كان أخوة سيدنا يوسف أنبياء يذكرهم الله معه .
ويدل أيضا على أن أخوة سيدنا يوسف لم يكونوا أنبياء مثلما ذكر في الحديث الشريف: (أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نبي من نبي من نبي). لو كان أخوة يوسف أنبياء، لكانوا ذكروا كأصحاب كرم، ولكن قصة سيدنا يوسف وما فعله إخوته لا تشتمل على دلائل أو صفات توحي بأنهم أنبياء، بل ذكر عنهم اعترافهم بالخطأ وطلبهم المغفرة والتوبة .
لا يوجد نص في القرآن يؤكد أن نبيًا آخر زار مصر قبل موسى بخلاف يوسف. ولو كان إخوة يوسف أيضًا أنبياءً، لكانت ظهرت أخبار نبوتهم. ويجدر بالذكر أن إخوة يوسف جميعهم توفوا في مصر، وكذلك يوسف نفسه، ولكن وصيته كانت بنقل جثمانه إلى الشام، وهذا ما قام به موسى .
إذا كان المقصود بكلمة الأسباط هي أبناء النبي يعقوب، فإن القول ينبغي أن يكون `ويعقوب وأبناؤه` لتوضيحه، ولكن استخدام كلمة `الأسباط` يشير إلى أن النبوة حدثت بعد انقسامهم وتشكيلهم أسباطًا من عهد موسى .
من هم الاسباط ابن عثيمين
يشرح ابن عثيمين في تفسيره للكلمة “الأسباط” أن هناك تفسيرين لها، الأول أنها جمع “سبط”، وأن “سبط” تعني الحفيد من الابن، أي أن “الأسباط” هم أولاد سيدنا يعقوب وعددهم 12 ولدا، وخرجت منهم قبائل إسرائيل وكانوا أنبياء، والتفسير الثاني يقول بأن “الأسباط” هم شعوب بني إسرائيل وقبائلهم التي نتجت من ذرية سيدنا يعقوب .
وفقا لتفسير ابن عثيمين ، القول الصحيح هنا هو أن الأسباط يشير إلى شعوب بني إسرائيل بدلا من أبناء سيدنا يعقوب. هذا هو الرأي الصحيح والأكثر احتمالا بشأن المعنى المقصود من الكلمة. لا يوجد اتفاق بشأن أن الأسباط هم أبناء يعقوب ، بل هم الشعوب التي نشأت من نسله وتكونت من قبائل متعددة ومنقسمة. إذا كان المقصود بهم أبناءه ، لكان ذلك مذكورا صراحة في القرآن .