ظواهر غريبة في الجسم البشري لم يستطع العلم تفسيرها
هناك الكثير من الأشياء التي ما زلنا لا نعرفها عن أنفسنا، وهناك العديد من الألغاز التي لا يستطيع العلماء شرحها، فلا يزال العلماء غير متأكدين من سبب تثاؤب الناس على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن العلماء قد يكون لديهم نظريات حول هذه الظواهر الغريبة، لكن لا يمكن لأحد أن يقول بشكل مؤكد سبب حدوثها لذا تظل لغزا غامضا إلى حد ما حتى الآن .
ظواهر غريبة لم يتم تفسيرها في الجسم
لماذا يتثاءب الناس
يعتقد بعض العلماء أن التثاؤب هو عرض من أعراض التعاطف، وهو شيء متكرر يمكن أن يحدث كل يوم، ومع ذلك لا يزال العلماء غير متأكدين من السبب وراء ذلك. في الآونة الأخيرة، اتجه المجتمع العلمي نحو فكرة أن التثاؤب يعد سلوكا منظما حراريا يساعد في تبريد الدماغ، ولكن الوظيفة البيولوجية الحقيقية للتثاؤب لا تزال غير واضحة. والأكثر من ذلك، فإن العلماء ليسوا متأكدين تماما من سبب انتقال التثاؤب بين البشر والحيوانات الاجتماعية. وقد كشفت دراسة أجريت في عام 2005 في مجلة Cognitive Brain Research أن الشبكات المسؤولة في الدماغ عن التعاطف والمهارات الاجتماعية تتحفز عند رؤية شخص يتثاءب، ولقد لاحظ الباحثون أيضا أن الشمبانزي يمكنه التقاط التثاؤب عند البشر بالعدوى .
لماذا نحتاج إلى النوم
قد يبدو هذا سؤالا بسيطا، لكن الإجابة أكثر تعقيدا مما تعتقد، كانت هناك محاولات لا حصر لها لإيجاد سبب قاطع لسبب حاجة البشر إلى النوم كل ليلة، لكن العلماء ما زالوا غير قادرين على تقديم إجابة واحدة محددة، وقد ألقت النتائج في علوم النوم بعض الضوء على تعقيدات مراحل النوم ونشاط الدماغ، لكنها في النهاية قدمت إجابة غير كاملة، ويقوم جيري سيجل أستاذ الطب النفسي بمعهد سيميل للعلوم العصبية والسلوكية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بدراسة عادات النوم لدى الحيوانات لفهم سبب حاجة البشر إلى الدخول في حالة شبيهة بالسبات كل ليلة .
يقول إن فهمنا وتوجهنا للنوم يختلفان عن أي حيوان آخر، لأن معظمنا يرغب في البقاء مستيقظا طوال اليوم البالغ 24 ساعة، ولكن في العالم الطبيعي، لا تنجو الحيوانات التي تستهلك الكثير من الطاقة. يسمح السبات الشتوي، على سبيل المثال، لبعض الحيوانات باستعادة وتخزين الطاقة عندما لا تحتاج إليها، ويعتبر توفير الطاقة الدافع التطوري الرئيسي للنوم عندها. في البرية، تنام الفيلة الإفريقية لمدة ساعتين فقط في اليوم، وذلك على الأرجح لأنها تحتاج إلى الوقت الباقي للتغذية وإعطاء أجسامها الكبيرة طاقة كافية .
ونظرية توفير الطاقة هي واحدة من عدة نظرية يستخدمها العلماء لشرح سبب نومنا، نظرا لأن العلماء ابتكروا أدوات يمكنها تتبع نشاط الدماغ أثناء حركة النوم، فقد اقتربوا من الانتهاء من اللغز وكشفوا جميع أسرار النوم، على سبيل المثال، لدى الدماغ آليات مطبقة تساعده في تطهير نفسه من المعلومات غير الضرورية أثناء النوم، ويقول جوليو تونوني أستاذ الطب النفسي بجامعة ويسكونسن ماديسون : ” النوم هو الثمن الذي ندفعه مقابل التعلم ” وقد أجرى تونوني وفريقه تجارب على النوم عند الفئران ووجدوا أن المشابك العصبية تكون أصغر بعد النوم منها قبل النوم .
وخلص فريق تونوني إلى أن الدماغ بحاجة للسماح بالنوم لتصفية المعلومات التي تم جمعها أثناء الاستيقاظ. يسمح النوم للدماغ بمعالجة المعلومات الجديدة بسهولة تتوافق مع المعلومات السابقة. على الرغم من أن هذه النظرية تصف بشكل رائع عملية الدماغ في إنتاج معلومات جديدة أثناء النوم، إلا أن العلماء، بما في ذلك تونوني وغيرهم من علماء الأعصاب، لم يثبتوا بعد أهمية النوم في حدوث ذلك .
أهمية الزائدة الدودية
لا نعرف بالضبط سبب وجود الزائدة الدودية، فوجودها لا يشكل فائدة، وإزالتها لا تشكل ضررا، لذلك لا يعرف العلماء سببا فعليا لأهميتها، ولكن اقترحت الأبحاث الحديثة بعض النظريات حول علاقة الزائدة الدودية بالجهاز الهضمي. في دراسة أجريت عام 2015 في Nature Immunology، اكتشف باحثون أستراليون أن هناك نوعا من الخلايا المناعية تسمى الخلايا اللمفاوية الفطرية تتكاثر في الزائدة الدودية، ويبدو أنها تشجع على إعادة تكاثر البكتيريا التكافلية في الأمعاء، وقد يساعد هذا الإجراء القناة الهضمية على الشفاء من الالتهابات التي تؤدي إلى القضاء على السوائل والمواد الغذائية والبكتيريا الجيدة .
في دراسة أجريت عام 2013 لاستكشاف التطور المنطقي للزائدة الدودية في أنواع الثدييات، وصل الباحثون في جامعة ميدويسترن ومركز ديوك الطبي بجامعة ديوك إلى استنتاج أن هذا العضو تطور بنسبة 32 مرة على الأقل بين سلالات مختلفة، ولكن هذا التطور لم يكن بسبب عوامل غذائية أو بيئية. وفي دراسة أجريت عام 2017، قام الباحثون بتحليل 533 نوعا من الثدييات، واكتشفوا أن المصابين بالزائدة الدودية يمتلكون أنسجة لمفاوية أكثر في الأعور. وأشار الباحثون في بيانهم إلى أن ذلك يشير إلى أن الزائدة الدودية يمكن أن تكون جهازا مناعيا ثانويا، وأنها يمكن أن تكون موطنا آمنا للبكتيريا النافعة في الأمعاء، وقد تساعد هذه البكتيريا الجيدة في تجديد صحة الأمعاء بعد الإصابة أو المرض .
لغز وجود الميكروبات في الجسم
كل خلية في جسم الإنسان تحتوي على 10 ميكروبات تقريبا، مثل البكتيريا العصوية، المطثية وغيرهم، وهذه البكتيريا تساعد في عمليات الأيض التي تحدث في الجسم، وهي تحمي الجسم من الجراثيم التي تسبب المرض، وتزيد من إنتاج الفيتامينات وبالتالي تساعد في تعزيز الصحة، وبالتالي نحن نعلم سبب وجود الميكروبات في الجسم وما هو الدور الذي خلقت لأجله، لكن السؤال الأهم هو : لماذا توجد هذه الميكروبات بهذه الأعداد الضخمة وما الدور الذي تلعبه بالتفصيل على وجه الدقة ما زال العلم غير قادر على معرفة هذا .
لغز الذاكرة
أين يتم تخزين الذكريات، وكيف تحتفظ بقدرتك على تذكر مذاق فطيرة جدتك، وكعك والدتك، وكيف تتشكل هذه الذكريات، وكيف يسحبها عقلك عند حاجتك لها وأين يتم تخزينها في الدماغ كلها إجابات لا يستطيع العلم إجابتها حاليا، من هنا تصبح القصة أكثر تعقيدا، يقول العلماء أن الحصين “قرن آمون” هو منطقة من الدماغ متخصصة في تسجيل الذكريات وتنظيمها، خاصة ذكرياتك الشخصية عن الأشخاص والأماكن والأحداث، ومع ذلك يعتقد بعض العلماء أن الذكريات تخزن مؤقتا في الحصين “قرن آمون” فقط، ويتم إعادة ترميزها لاحقا وتشتتها في جميع أنحاء الدماغ باستخدام عملية تسمى “دمج الذاكرة”، والتي قد تحدث أثناء النوم، فإن الطريقة الدقيقة التي يتم بها تنظيم الذكريات طويلة الأجل وتمثيلها عبر مليارات من نقاط التشابك العصبية هي موضوع بحث مستمر ومكثف في علم الأعصاب ولا يزال أحد ألغازه الكبيرة .
لغز احمرار الوجه خجلا
قد تشعر بالخجل في بعض الأحيان عندما تشعر بالحرج أو الإهانة أو الإحباط. وعلى الرغم من أن الخجل هو استجابة عاطفية، إلا أنه يمكن اعتباره ببساطة رد فعل على زيادة الوعي الذاتي. ويحدث الاحمرار في المواقف التي تراها تنطوي على خرق اجتماعي. ومع ذلك، يمكن أن يحدث الاحمرار أيضا في مواقف مثيرة، مثل الجذب الجسدي لشخص آخر. وتؤدي هذه التجارب المعرضة إلى شعور الخجل لأنها تنشط مشاعر الخزي. وقد تشعر وكأنك غير لائق أو ناقص أو ضعيف، مما يؤدي إلى الاحمرار. ويكون هذا الرد فعل تلقائيا ولا يمكن السيطرة عليه، ولم يجد العلماء تفسيرا له حتى الآن .