سيرة السير توماس مور
سير توماس مور كان مستشارا موثوقا للملك هنري الثامن في القرن السادس عشر، وكان صاحب إيمان كاثوليكي قوي ومدافعا حارا عن العقيدة. كتب العديد من المؤلفات التي ساهمت في أعمال الإصلاح البروتستانتي وأعمال مارتن لوثر قبل أن يتم قطع رأسه نتيجة لرفضه لطلاق الملكة وانفصال كنيسة إنجلترا عن روما
سيرة السير توماس مور
ولد توماس مور في شارع ميلك في لندن في الثاني من شهر فبراير عام 1478، وكان والده القاضي السير جون مور، وتوماس هو الابن الأكبر له، وتلقى توماس تعليمه الأولي في مدرسة القديس أنتوني، ثم التحق بجامعة أكسفورد حيث درس الكوميديا والأدب اليوناني واللاتيني تحت إشراف توماس لينكاري وويليام جروسين، وأول عمل أدبي قام به توماس هو ترجمة سيرة لاتينية للإنساني الإيطالي بيكو ديلا ميراندولا إلى اللغة الإنجليزية، وتم طباعتها في عام 1510
تخرج توماس في كلية القانون وعمل كمحامي عام 1501، ومع ذلك كان يميل نحو الحياة الرهبانية بينما كان يدرس القانون. أثناء إقامته في لينكولن، فكر في أن يصبح راهبا ويكرس حياته لتعليم الكارثوسيين. قرر أن يعيش في دير قريب ويكون راهبا، وعلى الرغم من أنه لم يصبح راهبا فعليا، إلا أنه ظل ملتزما بدينه العميق طوال حياته وكان يلتزم بالصلاة والصوم والتكفير. تواجه توماس مور اتجاهه الداخلي الآخر الذي يدفعه لخدمة بلاده في المجال السياسي، وقد دخل البرلمان في عام 1504
تزوج توماس لأول مرة في عام 1504 أو 1505 من جين كولت وأنجبا أربعة أطفال هم: مارجريت وإليزابيث وسيسيلي وجون
وفي أثناء زيارة دسيديليوس إيراسموس إلى إنجلترا عام 1499 أصبح صديقًا حميميًا مدى الحياة لتوماس مور ، وشارك الصديقين في ترجمة أعمال لاتينية للوسيان ، تم طباعتها في باريس عام 1506 ، وفي الزيارة الثالثة لإيراسموس عام 1509 قاموا بكتابة ” Encomium Moriae, or Praise of Folly ” .
في بداية حياة توماس مور السياسية، حيث كان عضوا في البرلمان، اقترح تخفيض الاعتماد المخصص للملك هنري السابع، مما أثار غضب الملك، وأدى إلى سجن والد مور، الذي تم إطلاق سراحه بعد دفع الغرامة، وعلى إثر ذلك انسحب مور من العمل السياسي
بعد وفاة الملك هنري السابع في عام 1509 ، عاد مور إلى الحياة السياسية مرة أخرى في عام 1510 وأصبح أكثر نشاطًا وتأثيرًا، وتم تعيينه عمدة لندن بجانب شخص آخر، وأصبح توماس معروفًا من خلال هذا المنصب كراعيًا للفقراء وكان نزيهًا .
توفيت زوجة مور الأولى جين كولت في عام 1511، وتزوج من أليس ميدلتون ولم ينجب منها أطفالا. وفي العام التالي، نجح توماس في لفت انتباه الملك هنري الثامن، وتم إرساله في وفد إلى فلاندرز عام 1515 لوقف نزاعات تجارة الصوف
لعب توماس دورا هاما في السيطرة على الانتفاضات في لندن ضد الأجانب في عام 1517، وتم تصويره في إحدى أعمال شكسبير “مسرحية السير توماس مور”، كما رافق الملك هنري في حقل من القماش الذهب
في عام 1518، تم اختيار توماس مور كعضو في مجلس الملكة الخاص، وفي عام 1521، تم تنصيبه فارسًا
شارك توماس مور في كتابة “الدفاع عن الأسرار السبعة” وتعرض للاضطهادمن قِبَل لوثر وذُكِر باسم مستعار .
تم انتخاب مور رئيسًا لمجلس العموم في عام 1523 بدعم من الملك هنري الثامن، ثم تولى منصب مستشارٍ لدوقية لانكستر في عام 1525، ودعم توماس مواد حرية التعبير في البرلمان بصفته رئيسًا .
في عام 1527، أعلنتوماس مور رفضه لخطة الملك هنري في طلاق كاثرين من أراغون، وبعد سقوط توماس ولسي، تم تعيين مور كلورد المستشار في عام 1529 .
نهاية الحياة السياسية للسير توماس مور
كانت لديه حياة مثالية في المحاكم، ولكنه سقط بسرعة أكبر مما كان متوقعًا، إذ قدم توماس مور استقالته من البرلمان عام 1532 بزعم المرض، لكن السبب الرئيسي كان موقفه الرافض لموقف الملك هنري تجاه الكنيسة .
كذلك بدأ توماس يخط سطور نهاية حياته السياسية عندما رفض حضور تتويج آن بولين عام 1534 فذلك الأمر لم يمرره هنري دون عقاب ، حيث وجد توماس نفسه متهمًا عام 1534 بالتواطؤ مع إليزابيث بارتون ، وهي راهبة رفضت انفصال هنري عن روما ، لكن أيضًا لم يتم استنكاره بسبب حماية اللوردات ، ولكن أصبح اسم توماس خارج قائمة ” نيمس 3 ” .
وختم توماس قائمة اعتراضاته التي تنبع من إيمانه الشديد، برفض اليمين الدستوري لقسم الخلافة وقسم التفوق في عام 1534 ورفضه أن يكون الملك هنري الثامن رئيسا للكنيسة الرومانية في إنجلترا، وبسبب هذا الاعتراض تم اتهامه بالخيانة العظمى وسجنه في برج لندن في 17 إبريل حتى صدر قرار بإعدامه عن طريق قطع رأسه في 6 يوليو عام 1535، وكان آخر ما قاله توماس وهو على منصة الإعدام `أنا خادم الملك الصالح، ولكن الله يأتي أولا`
تم تسجيل توماس مور كقديس للبابا بيوس الحادي عشر في عام 1935 .
مؤلفات السير توماس مور
في عام 1505، ألف توماس مور كتابا بعنوان “الإبجرامات أو المقطوعة اللاذعة”، و”تاريخ الملك ريتشارد” بين عامي 1513 و1518، و”يوتوبيا” في عام 1516، و”حوار متعلق بالبدع” في عام 1529