تعريف الفيمينولوجيا ” علم الظواهر “
يعرف مصطلح الفيمينولوجيا لغويا على أنه دراسة الظواهر الطبيعية التي تتكرر بشكل دوري، مثل الهجرة أو ازدهارها، وعلاقتها بالمناخ والتغيرات في المواسم المختلفة، أو الدراسة العلمية للظواهر البيولوجية الدورية، مثل الإزهار والتربية والهجرة، فيما يتعلق بالظروف المناخية، أي توقيت ظاهرة بيولوجية دورية فيما يتعلق بالظروف المناخية، ولكن ما هو التعريف العلمي للفيمونولوجيا أو `علم الظواهر`.
ما هو تعريف الفيمينولوجيا
علم الظواهر هو دراسة الهياكل المختلفة للوعي التي تم اختبارها من وجهة نظر شخص معين، وتتمحور بنيتها المركزية حول نيتها الخاصة، حيث يتم توجيه تجربة معينة نحو شيء معين، ويتم استخدام تجربة ما لتحقيق هدف محدد من خلال الظروف الملائمة التي تمكِّن من ذلك.
يختلف علم الظواهر كتخصص عن فروع الفلسفة الأخرى، مثل الأنطولوجيا ونظرية المعرفة والمنطق والأخلاقيات، ولكن في الوقت نفسه، ترتبط بها الأسئلة الظاهرة المتمثلة في القصد والوعي والنوعية والمنظور لدى الشخص الأول بشكل وثيق، وهي بارزة في فلسفة العقل الحديث.
علم الظواهر هو فرع من فروع الفلسفة الذي يدرس كل ما يتعلق بالأحداث المحيطة بجسم معين وعلاقتها بالبيئة وطريقة حدوثها، وكيف يؤثر هذا الكائن على تلك الظواهر. يهتم هذا العلم بدراسة سلوك الحقائق أو المنتجات أو الخدمات.
يمكن استخدام علم الظواهر كأسلوب للدراسة، ويمكن أن تستنتج دراسات الظواهر العلاقة بين العناصر والبيئة والصالح والسيئ والصواب والخطأ، حتى العناصر التي لا ترتبط بالحقيقة أو لا تؤخذ في الاعتبار من البداية لأنها خاطئة.
يهدف هذا العلم إلى الحصول على أكبر قدر من المعرفة حول جميع الجوانب الأساسية وكذلك تلك التي ليست ضرورية للعملية التي تعاني من ظاهرة معينة.
خصائص علم الظواهر
يصف معاني التجارب التي عاشها شخصٌ أو عدة أشخاصٍ فيما يتعلق بمفهومٍ معينٍ.
لا يهتم بالتفسير، بل يهتم بالجوانب الأساسية لتجربته الحية.
– إنه الدراسة المنهجية للذاتية.
يهدف إلى وصف ما يكمن وراء طريقة تصف الأشخاص بها تجاربهم عادةً.
يتم دراسة التعايش بين الأفراد داخل المجموعة.
يهدف إلى استكشاف وتحليل الأشياء في العالم بشكل منهجي.
هدفه هو فهم كيف يبني الناس معاني الأشياء.
تبحث في التجارب التي يمر بها الأشخاص الذين يعيشونها والمعاني التي يعطونها.
تعتمد الحقائق الهامة عن الواقع على تجارب الناس .
يتألف بشكل أساسي من المحادثات العميقة.
يعتبر الباحث والمخبرون غالبًا مشاركين ثانويين.
الهدف من علم الظواهر
يهدف علم الظواهر إلى ملاحظة الظواهر مباشرة ووصفها كتجارب تتم بوعي، من دون وجود نظريات تفسيرية أو واقع موضوعي، وبمعنى آخر، يحاول فهم كيفية تكوين الناس لمعانٍ للأشياء التي تحدث لهم.
أنواع الظواهر التي يدرسها علم ” الفيمينولوجيا”
الظواهر الواقعية
صياغة هوسيرل المبكرة، التي استندت إلى الطبعة الأولى من بحثه في المنطق، كان هدفها تحليل الهياكل المتعمدة للأفعال العقلية. تتجه هذه الصياغة نحو الأشياء الحقيقية والمثالية. كانت هذه النسخة المفضلة لجامعة ميونيخ في بداية القرن العشرين، وقام يوهانس دوبرت وأدولف راينش وألكسندر بفاندر وماكس شيلر ورومان إنغارد بتحريرها.
الظواهر التجاوزية أو التأسيسية
هذه هي الصياغة اللاحقة لفيلسوف العلم النفس هوسرل، والتي قام بتصميمها استنادًا إلى أفكاره في عام 1913. وقد استخدم فيها تجربة بديهية للظواهر كنقطة انطلاق، حيث حاول استخلاص الخصائص العامة المعممة للتجارب وجوهر ما اختبره، دون الاهتمام بأي علاقة بالعالم الطبيعي الذي يحيط بنا.
الظواهر الوجودية
يعد هذا النموذج هو النموذج الموسع لفلسفة هيدجر، حيث يشير كتابه “الوجود والزمن” الذي نشر في عام 1927 إلى أن المراقب لا يمكن أن ينفصل عن العالم، وبالتالي فهو مزيج من الطريقة الظاهرة والأهمية لفهم الإنسان في عالمه الوجودي.
مؤسسي علم الظواهر ” الفيمينولوجيا”
- إدموند هوسرل” هو الفيلسوف الألماني الذي أسس مدرسة الظواهر .
- يعتبر “مارتن هايدغر” الفيلسوف الألماني الذي قال إن الظواهر يجب أن تظهر ما كان مخفيًا في التجارب.
- الفيلسوف التشيكي “جان باتوكا” أثر بشكل كبير على الظواهر، وكان من أتباع هوسرل ومدافع هيدجر.
أهمية علم الظواهر ” الفيمينولوجيا”
يحمل علم الظواهر أهمية كبيرة لأنه يدرس الحقائق التي لا يمكن الحصول عليها من الطبيعة والبنية إلا من الجزء الداخلي للفرد الذي يختبرها، وينتهي بهذه الحقائق الصارمة والنهائية، ويفتح المجال أمام الاحتمالات والتكهنات والتحقيق والشك والنهج وإعادة النظر في ظاهرة معينة.
العلم هو الطريقة لجعل المنهج العلمي ممكنًا في جميع فروع المعرفة والحقيقة.
أمثلة :
بدلاً من إجراء دراسات حول البرامج المستخدمة لدمج مجموعات الأقليات، يقوم علم الظواهر بدراسة نوع الخبرة التي يتمتع بها الشخص داخل المجتمع.
في مجال علم النفس، لا يتم دراسة أسباب الظواهر أو المرض، بل يتم البحث عن طرق للمساعدة في التغلب على معاناة الأشخاص من خلال استكشاف الخلفية الشخصية للموقف.
من هو الأب الروحي لعلم الظواهر ” الفيمينولوجيا”
إدموند هوسرل (1859-1938)
على الرغم من أنه ليس المبتكر في صياغته، إلا أنه ليس محل جدل أن الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل هو “أب” حركة الفلسفة المعروفة باسم علم الظواهر، ويمكن تقريبا وصف هذا العلم بأنه محاولة مستمرة لوصف الخبرات و “الأشياء” بدون تكهنات ميتافيزيقية ونظرية.
اقترح هوسرل أن الفلسفة هي علمها المميز والصارم فقط، وذلك من خلال استخدام علامة القوسين في تعليق `الموقف الطبيعي`، وأصر على أن الظواهر هي علم الوعي بدلاً من الأشياء التجريبية.
في الواقع، بدأ هوسرل الظواهر كنقد لعلم النفس والطبيعة، وأشار المذهب الطبيعي إلى أن كل شيء ينتمي إلى عالم الطبيعة ويمكن دراسته بطرق مناسبة، أي أساليب العلوم الصعبة. ومع ذلك، جادل هوسرل بأن دراسة الوعي تختلف تماما عن دراسة الطبيعة، حيث لا ينطلق علم الظواهر من جمع كميات كبيرة من البيانات ونظرية عامة تتجاوز البيانات نفسها، كما هو الحال في الطريقة العلمية للتحري.
بدلاً من ذلك ، يهدف علم الظواهر إلى النظر في أمثلة معينة دون افتراضات نظرية (مثل ظواهر القصد ، الحب ، يدان تلامسان بعضهما البعض ، وما إلى ذلك) ، قبل تمييز ما هو ضروري وضروري لهذه التجارب ، على الرغم من أن جميع الظواهر الأساسية ، اللاحقة (هيدجر ، سارتر ، ميرلو بونتي ، غادير ، ليفيناس ، دريدا) قد عارضوا جوانب توصيف هوسرل للظواهر ، إلا أنهم مدينون له بشدة ، على هذا النحو ، يمكن القول إن هوسرل أحد أهم فلاسفة الفلاسفة في القرن العشرين .
العلاج النفسي و الظواهر العاطفية
تعتمد النظرية الشخصية لكارل روجرز للعلاج النفسي بشكل مباشر على نظرية `المجال الهائل` لكومز وسنيج، وهذه النظرية ترتكز بدورها على التفكير الظاهري.
يحاول روجرز إنشاء اتصال قوي مع شخص ما من خلال الاستماع إلى تقرير الشخص عن تجاربه الشخصية الأخيرة، وخاصة العواطف التي لا يدركها الشخص بشكل كامل، وذلك في العلاقات، حيث غالبا ما لا تكمن المشكلة الرئيسية في ما حدث بالفعل، بل تتعلق بتصورات ومشاعر كل فرد في العلاقة، ويركز الحقل الهائل على “كيف يشعر المرء الآن.