علم النفسعلم وعلماء

ماهي الاختبارات الاسقاطية

تعتمد الاختبارات النفسية المتعددة بشكل كبير لاكتشاف جوانب شخصية الإنسان بدقة والكشف عن الأمراض النفسية وتشخيصها، وتطبيق خطط علاجية ونفسية ملائمة لتحسين الحالة النفسية للفرد، وتشمل الاختبارات النفسية الإسقاطية كأحد أهم أنواع الاختبارات النفسية

تعريف الاختبارات الاسقاطية

يعرف الاختبار الإسقاطي باسم Projective test كاختبار نفسي يتم من خلاله الكشف عن الجوانب الغامضة في شخصية الإنسان من خلال تقييم ردود أفعاله وآرائه حول أي كلمات أو مشاهد أو صور غامضة. يهدف الاختبار الإسقاطي الأساسي إلى الكشف عن أي صراع أو انفعال خفي في نفسية الفرد، من أجل بدء تقييمه وعلاجه بشكل فعال ومفيد .

أنواع الاختبارات الاسقاطية

يقسم بعض علماء النفس الاختبارات الإسقاطية وطرق تنفيذها إلى عدة أنواع، وذلك استنادًا إلى النمط المطلوب ملاحظته عند استجابة ورد فعل الشخص المختبر، والتي تشمل ما يلي:

اختبار التداعي 

هذا اختبار يستخدم لمراقبة رد فعل المريض واستجابته تجاه الكلمات أو العبارات أو الصور وغيرها، ويتضمن اختبار تداعي الكلمات الذي يتم من خلال توجيه بعض الكلمات الغامضة إلى المريض وملاحظة ردود فعله الانفعالية تجاهها، وكذلك اختبار رورشاخ .

اختبار التكوين

هو اختبار يتم خلاله التعرف على قدرة المريض على بناء واستنتاج الأحداث، وذلك من خلال إعطائه نشاط بنائي بسيط، مثل بناء قصة منطقية أو غير منطقية، استنادًا إلى مشاهدة صورة واحدة أو أكثر .

اختبار التكملة

في هذه العملية، يتم عرض نموذج منقوص على المريض، سواء كانت جملة غير مكتملة أو صورة غير مكتملة أو غير ذلك، ويُطلب منه تكملة هذا النموذج بناءً على رؤيته وفهمه الخاص له، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو اختبار ساكس .

اختبار الترتيب

في اختبار الترتيب، يتم تقديم مجموعة من الصور أو العبارات أو غيرها بشكل عشوائي للمريض ويُطلب منه ترتيب تلك النماذج وتحديد تفضيلاته وأولوياته الشخصية لها، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو اختبار (سوندي) .

اختبار التعبير

يعد اختبار التعبير الإسقاطي هو النوع الأخير من الاختبارات الإسقاطية، ويتم من خلاله رسم الشخص المختبر بإستخدام الألوان والخطوط وبعض الأساليب المختلفة، ويمكن الاعتماد على هذا النوع من الاختبارات في التشخيص والعلاج .

أمثلة عن الاختبارات الاسقاطية 

ومن أبرز وأشهر الأمثلة على الاختبارات الإسقاطية ، ما يلي :

اختبار رورشاخ بقعة الحبر

يعتبر اختبار رورشاخ Rorschach Inkblot من أوائل الاختبارات الإسقاطية التي تم تطويرها بواسطة هيرمان رورشاخ في عام 1921، وهو طبيب نفسي سويسري الجنسية. يتألف هذا الاختبار من 10 بطاقات مختلفة، وعلى كل بطاقة توجد بقعة حبر غامضة. يتم عرض البطاقات بتسلسل على المفحوص ويطلب منه وصف الصورة في كل مرة، وتسجل جميع الردود التي يقدمها دون تغيير

اختبار إدراك الموضوع

اختبار إدراك الموضوع TAT هو اختبار إسقاطي يتم من خلال عرض بعض المشاهد الغامضة على المفحوص، ثم يطلب منه تصوير قصة من خياله حول تلك المشاهد، وتقيم النتيجة بشكل أكبر بناء على نهاية القصة التي يقدمها المريض

اختبار رسم شخص

اختبار رسم الشخص المعروف باسم Draw-A-Person والمختصر بـ DPT هو اختبار إسقاطي يستخدم بشكل أكبر مع الأطفال والمراهقين، ويقيم شخصية المفحوص من خلال وضوح الأجزاء والتفاصيل في الرسم والألوان المستخدمة وغيرها .

اختبار رسم متعدد

هناك اختبار آخر يُعرف باسم HTPT أو اختبار رسم البيت والشجرة والشخص، حيث يُطلب من الطفل رسم شخص وبيت وشجرة، ثم يتم توجيه 60 سؤالًا له يتمكن من خلالها الطبيب من اكتشاف جوانب شخصيته بدقة .

الفرق بين الاختبارات الاسقاطية والموضوعية 

تختلف الاختبارات الإسقاطية عن الاختبارات الموضوعية على النحو التالي :

لا يطلب الاختبار الإسقاطي من المفحوص ذكر إجابة محددة، ولا يوجد نموذج إجابة محدد لهذا النوع من الاختبارات، بل يتم تقييم الشخص من خلال مجموعة واسعة من التخيلات والإجابات .

تشير الاختبارات الموضوعية إلى توجيه مجموعة من الأسئلة مع وجود إجابات محددة مسبقًا ولا يوجد سوى إجابة واحدة صحيحة لكل سؤال .

وعلى سبيل المثال ، فإنه لا يوجد وصف مُحدد لبقع الحبر التي يتم عرضها على المفحوص ليقوم بوصفها وفقًا لما يرى في اختبار رورشاخ ، في حين أن السؤال الموضوع مثل ما هو تاريخ اليوم ، وما هو اسم اليوم ، ما هو اسم والدتك وغيرهم من الإجابات معلومة الإجابة ولا يوجد لها احتمالات أخرى ، وهكذا .

كتب عن الاختبارات الاسقاطية

يعد كتاب الاختبارات الإسقاطية للدكتور فيصل عباس واحدا من أشهر وأهم الكتب التي تناولت بدقة كل ما يتعلق بهذا النوع من الاختبارات النفسية. يستعرض الكتاب أنواع الاختبارات الإسقاطية الرئيسية ويشرح جميع الأمثلة الموجودة حتى الآن عليها، بالإضافة إلى تقييماتها وطرق قياسها ونظرياتها وغيرها من المعلومات ذات الصلة بهذه الاختبارات. يعد هذا الكتاب جزءا من سلسلة الدراسات المهمة في مجال علم النفس وبناء الشخصية .

أكثر من استخدم الاختبارات الإسقاطية

تم استخدام الاختبارات الإسقاطية منذ فترة بعيدة، وتحديدًا في بداية العقد الثالث من القرن الماضي عندما قدم العالم السويدي رورشاخ نموذج اختبار بقعة الحبر، وتم تطوير أساليب تحليل وتقييم خاصة بناءً على الإجابات التي يقدمها المفحوصين بشأن كل بطاقة تعرض عليهم .

وبعد ذلك، قامت مجموعة أخرى من الأطباء وعلماء النفس بتطوير نماذج حديثة من الاختبارات للوصول بدقة إلى الأحاسيس الكامنة في العقل الباطن ومحاولة اكتشاف شخصية الإنسان بشكل أعمق من خلال التعمق في نفسيته .

لا تزال هذه الاختبارات تستخدم بشكل واسع من قبل الأطباء النفسيين والعلاجيين النفسيين، خاصة مع المراهقين والأطفال الذين يظهرون سلوكًا غير طبيعيًا، كما يتم استخدامها لفهم أعماق شخصيات الكبار المصابين بأمرض نفسي نتيجة أسباب غير معروفة .

سلبيات الاختبارات الإسقاطية

من ناحية أخرى، يثير هذا النوع من الاختبارات درجة كبيرة من الجدل لعدة أسباب، بما في ذلك:

  • البيئة المحيطة بالشخص أثناء إجراء الاختبار قد تؤثر مباشرة على إجاباته وتفاعلاته المتعلقة بالأسئلة أو الصور المقدمة له
  • قد تختلف التقييمات وفقًا لنظرة الفاحص نظرًا لعدم وجود مراجع تقييمية للاختبار. وبالتالي، قد لا تكون نتيجة التقييم صحيحة .
  • لا يوجد دليل على أن هذا الاختبار يقيس بدقة الصفة أو السمة المراد قياسها، وليس هناك صلاحية محددة للاختبار لتقييم أي شذوذ أو أخطاء في الإجراء، وبالتالي فإنه لا يعتبر اختبارًا دقيقًا .

يعتمد بعض الأطباء والمعالجين النفسيين على استخدام الاختبارات الإسقاطية بالإضافة إلى بعض الاختبارات النفسية والشخصية الأخرى لتقييم حالة المرضى بدقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى