اول من يحاسب يوم القيامة
يجب على الإنسان أن يعد نفسه ويعمل ليوم القيامة، لأن الموقف يكون مهيبا، وتدنو الشمس من الرؤوس، كما أخبرنا النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، ويتم استجواب الناس عن كل شيء يوم القيامة، ويتم السؤال عن كل ذنب وخطية، وعن كل عمل قام بهم في هذا اليوم. ولكل أمة من الأنبياء نبي يشفع لهم، ولكن كل نبي يهرب من أمته إلا نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي يشفع لأمته فيدخلون الجنة جميعا.
أول من يحاسب يوم القيامة وأول من تسعر بهم النار
- يوم القيامة يكون هو الفاصل والحساب، ولا ينفع أحد إلا بما قدمه من عمل وحسنات. فكل شخص في حالة ترقب وخوف وفزع، عدا الشهداء الذين يبقون آمنين في قبورهم بفضل الله، ولا يخشون شيئا. وتبقى هذه الطمأنينة في قلوبهم حتى يوم القيامة. حتى الأمهات لا تنفعهم صغارهم في هذا اليوم وكل واحد منهم يقول: “نفسي، نفس.
- في هذا السياق الذي يجعل الرؤوس تشيب ، يبدأ الله – عز وجل – الحساب ، ويبدأ حساب أمة من الأمم وهي أمة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وأول من يحاسب من أمة النبي – صلى الله عليه وسلم – كما ذكر في الحديث الشريف هو عالم ، وشهيد ، وصاحب مال ، فقد تم ذكر ذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “إن الله تعالى عندما ينزل في يوم القيامة ليقضي بين العباد ، وكل أمة ساجدة ، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل قاتل في سبيل الله ورجل غني ، فيقول الله تعالى للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول: بلى يا رب ، فيقول الله: فماذا عملت بما علمت؟ فيقول: كنت أقوم به طوال الليل والنهار ، فيقول الله تعالى له: كذبت ، وتقول الملائكة: كذبت ، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إنه قارئ ، فقد قيل ذلك ، ثم يأتي صاحب المال ويقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ فيقول: بلى يا رب ، فيقول الله: فماذا عملت بما أعطيتك ؟ فيقول: كنت أصل الرحم وأتصدق ، فيقول الله له: كذبت ، وتقول الملائكة: كذبت ، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إنه جواد ، فقد قيل ذلك ، ثم يأتي الشهيد في سبيل الله ويقال له: بما قتلت ؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت ، فيقول الله له: كذبت ، وتقول له الملائكة: كذبت ، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إنه جريء ، فقد قيل ذلك” ، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه وقال: “يا أبا هريرة ، هؤلاء الثلاثة هم أول خلق الله يسعرون في النار يوم القيامة.
- هم أول من يحاسب الله – عز وجل – عليهم، وهم أول من يدخلون النار من أمة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -. فتلتهب بهم النار، وكان كل شخص منهم يتظاهر بأنه يعمل بجد، وليس لسبب التقرب إلى الله – عز وجل -. فالعالم يفعل ذلك ليقول الناس أنه أفضل قارئ وعالم، والشهيد يفعل ذلك ليقول الناس أنهم لم يروا أشجع منه، وأنه قدم نفسه وروحه فداء للدين الإسلام. وقال العلماء إن الشهداء ينقسمون إلى أربعة أقسام، ومنهم رجل قاتل وقتل ليقال عنه شجاع، وهذا في النار. أما صاحب المال، فيعطي الناس حتى يقال عنه جوادا وكريما ومعطاء، ولكنه لا يأخذ أجر ما يتصدق به، بل يدخل النار مع العالم الأول والشهيد الذي قتل بدافع ريا .
أنواع الحساب يوم القيامة مع الدليل
الحساب يوم القيامة يكون على نوعين أو قسمين وهما :
حساب المؤمن
هو حساب المؤمن حيث أن الله – عز وجل – يعرض على المؤمن ما عمله من حسنات ، وسيئات ، وما قدمه وما أخره وكل صغيرة ، وكبيرة كان قد عملها في الدنيا ، فيقر المؤمن بما في كتابه من حسنات ، وسيئات ، فيتجاوز الله عن سيئاته ويسترها عليه ، ويدخل الجنة ، ولا يفضحه على رؤس الأشهاد ، ويأخذ كتابه باليمين ، ويدخل جنته وينعم فيها.
الدليل من السنة
- ورد في البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نوقش الحساب عذب). قالت: قلت: أليس يقول الله عز وجل: (فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا)؟ قال: (ذلك العرض) .
- قال الحافظ رحمه الله : قال القرطبي: المعنى الذي يعنيه `إنما ذلك العرض` هو أن الحساب المذكور في الآية هو فقط عرض أعمال المؤمن على الله ليعرفه من خلالها في سترها عليه في الدنيا وعفوه عنها في الآخرة .
حساب الكافرين
هو حساب الله – عز وجل – لغير الموحدين بالله – عز وجل – من جميع الأمم، وهو حسابٌ طويلٌ وصعبٌ وشاقٌ جدًا، وبعد ذلك يدخلون النار في جهنم ولا يستطيعون الخروج منها لأي سببٍ من الأسباب .
الدليل من السنة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تتساءلون عن رؤية الشمس في وقت الظهيرة، بدون وجود سحابة؟” قالوا: لا، قال: “فهل تتساءلون عن رؤية القمر في ليلة البدر، بدون وجود سحابة؟” قالوا: لا، قال: “وحلفت بنفسي بالله، لن تتساءلوا عن رؤية ربكم، إلا كما تتساءلون عن رؤية إحدى تلك الأشياء.” قال: يلقى العبد فيقول: “أيها السيد، ألم تكرمني وتظللني وتزوجني وتخصص لي الخيول والإبل وتجعلني رئيسا وتعظيما؟” فيقول: نعم، فيقول: “أفتظن أنك ستلتقي بي؟” فيقول: لا، فيقول: “فإني سأنساك كما نسيتني.” ثم يلقى الثاني فيقول: “أيها السيد، ألم تكرمني وتظللني وتزوجني وتخصص لي الخيول والإبل وتجعلني رئيسا وتعظيما؟” فيقول: نعم، فيقول: “أفتظن أنك ستلتقي بي؟” فيقول: لا، فيقول: “فإني سأنساك كما نسيتني.” ثم يلقى الثالث ويقال له مثل ذلك، فيقول: “يا رب، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت وأحسنت ما استطعت.” فيقول: “ها هنا، قال: ثم يقال له: الآن نبعث شاهدا عليك.” ويتساءل في نفسه: “من هو الشاهد؟” فيغشى عليه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: “تكلم.” فينطق فخذه ولحمه وعظامه بأعماله، وذلك ليكون له عذرا أمام نفسه، وذلك هو المنافق والشخص الذي يسخط الله عليه.
على ماذا يحاسب الإنسان يوم القيامة
توجد العديد من الأحاديث والآيات التي تتحدث عن الحساب يوم القيامة، ولكن من أهم هذه الأحاديث تلك التي تذكر الأشياء الرئيسية التي يُسأل الإنسان عنها
- عن أبي برزة الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يزول قدم عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره وكيف أنفقه، وعن جسده وكيف أهتم به، وعن علمه وكيفية تطبيقه، وعن ماله وكيفية اكتسابه وانفاقه.
- يجعل الله المظلوم يقتص من الظالم وفقًا لما روي في الحديث الشريف: `سيؤدى الحقوق إلى أصحابها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.