الفوبيا الاكثر انتشاراً في العالم
تنظر العالم إلى الفوبيا كنوع من أنواع الرهبة، ويمكن تعريف مصطلح الفوبيا على أنه خوف غير منطقي من شيء غير محتمل أن يسبب أي ضرر، حيث أن كلمة الفوبيا مشتقة من الكلمة اليونانية فوبوس، والتي تعني الخوف أو الرهبة من شيء ما. وعندما يعاني شخص ما من الفوبيا التي تتعدد أنواعها، فإنه يخاف من شيء محدد بطريقة شديدة غير معقولة. ولذلك، تختلف الفوبيا اختلافا تاما عن معظم المخاوف العادية، حيث تسبب مشاكلا نفسية كبيرة وربما تتعارض أيضا مع العديد من الأنشطة الحياتية اليومية.
الفوبيا نوع من أنواع القلق
تُعرف الفوبيا بأنواعها المختلفة على أنها نوع من اضطرابات القلق الشائعة جدًا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما يصل إلى 30 في المائة من البالغين في جميع أنحاء العالم يمكن أن يعانوا من أي نوع من أنواع الفوبيا .
فوبيا الخلاء أو الخوف من الأماكن يمكن اعتبارها من بين أنواع الفوبيا الأكثر شيوعا، بالإضافة إلى نوع آخر هو الخوف الاجتماعي والذي يشمل مخاوف متعددة تتعلق بالمواقف الاجتماعية ويعد من بين الأنواع الأكثر انتشارا .
وفقا لعدة أبحاث ودراسات علمية، يمكن تصنيف الفوبيا إلى خمس فئات عامة، وهي: المخاوف المتعلقة بالحيوانات مثل العناكب والكلاب والحشرات، المخاوف المتعلقة بالبيئة الطبيعية مثل الصعود إلى المرتفعات والرعد والظلام، المخاوف المتعلقة برؤية الدم أو الإصابة بالأمراض أو المشاكل الطبية مثل الحقن وكسر العظام، المخاوف المتعلقة بمواقف محددة مثل الطيران وركوب المصعد والقيادة، وأخيرا المخاوف المتنوعة التي تشمل مثل الخوف من الاختناق والضوضاء والغرق، وكل هذه الفئات الخمس تضم عددا لا يحصى من الأشياء والمواقف المحددة .
قد يعاني بعض الأشخاص المصابون باضطراب القلق في بعض الأحيان من نوبات الهلع عندما يتعرضون إلى بعض المواقف وتكون نوبات الهلع غير مريحة لدرجة أن الناس يفعلون كل ما في وسعهم لتجنبها في المستقبل ، على سبيل المثال عندما يوجد شخص يعاني من نوبات هلع أثناء الإبحار فقد يخاف من الإبحار في المستقبل ولكن قد يخشى أيضًا من نوبات الهلع أو يخشى من الإصابة بفوبيا الماء .
أهم أنواع الفوبيا المنتشرة حول العالم
هناك العديد من التفسيرات المختلفة حول سبب تطور مرض الرهاب أو الخوف من الأشياء أو الفوبيا، ولكن مهما كان السبب، فإن الفوبيا عبارة عن حالة يمكن علاجها أو الحد من حدوثها أو القضاء عليها باستخدام عدة تقنيات مثل العلاج المعرفي والسلوكي والأدوية .
بعد العديد من الأبحاث والدراسات، يمكن تحديد عشرة أنواع شائعة ومنتشرة من الفوبيا التي تسبب الخوف والأعراض اللافتة للنظر مثل الدوخة والغثيان وضيق التنفس، وفي بعض الحالات، يمكن أن تتصاعد هذه الأعراض إلى نوبات ذعر وهلع شديد .
فوبيا العناكب
تعد رهابة العناكب من أنواع الرهاب الأكثر انتشارا في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن أن يؤدي رؤية العناكب إلى حدوث نوبات من الخوف والقلق، ولكن السؤال المهم هنا هو لماذا يخاف الكثيرون من العناكب على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى وجود ما يقرب من 35,000 نوعا مختلفا من العناكب، ومن بينها فقط 12 نوعا يمكن أن يشكل تهديدا حقيقيا للبشر .
فوبيا الثعابين
تعد فوبيا الثعابين أيضا من بين أنواع الفوبيا الأكثر انتشارا في العالم. وتعد هذه الفوبيا شائعة جدا، ويعود سبب الإصابة بفوبيا الثعابين إلى أسباب شخصية أو تجارب شخصية أو تأثيرات ثقافية. يقترح أن سبب خوف الناس من الثعابين يعود إلى كون بعض الثعابين سامة أحيانا، حيث يحاول الكثيرون تجنب الثعابين للحفاظ على حياتهم .
فوبيا المرتفعات
تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 6٪ من الأشخاص يعانون من رهاب المرتفعات، وقد يؤدي هذا الخوف إلى نوبات قلق متكررة بالإضافة إلى تجنب الأماكن المرتفعة باستمرار. وبالتالي، يبذل الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب جهودا كبيرة لتجنب الأماكن المرتفعة مثل الجسور والأبراج أو المباني الشاهقة .
في حين أن هذا الخوف من المرتفعات قد يكون في بعض الحالات نتيجة لتجربة مؤلمة إلا أنه من الممكن اعتبار الخوف من المرتفعات تكيفًا مع بيئة يشكل فيها السقوط من المرتفعات خطرًا كبيرًا ، وفي حين أنه من الطبيعي أن يكون لدى الناس خوف من المرتفعات فإن هذا النوع من الفوبيا تنطوي على خوف شديد يمكن أن يؤدي إلى نوبات ذعر وهلع .
فوبيا الطيران
تعتبر فوبيا الطيران من أنواع الفوبيا الشائعة أيضا، حيث تؤثر على حوالي 10٪ من البالغين حول العالم، وتشمل الأعراض المرتبطة بفوبيا الطيران الارتعاش وزيادة معدل ضربات القلب والشعور بالارتباك، وقد يؤدي الخوف من الطيران إلى تجنب الأشخاص الطيران تماما في بعض الأحيان، ويتم علاج فوبيا الطيران غالبا باستخدام التعرض التدريجي للطيران .
فوبيا الكلاب
تُعد فوبيا الكلاب من الأنواع الأكثر انتشاراً حول العالم، وغالباً ما ترتبط بتجارب شخصية معيّنة مثل تعرض الشخص لعضة كلب في الطفولة، ويمكن أن تكون هذه الأحداث مؤلمة للغاية وتؤدي إلى استجابات خوف تستمر حتى مرحلةالبلوغ .
تُعَد فوبيا الكلاب خوفًا غير منطقي ومفرط، ويمكن أن يكون لها تأثير خطير على حياة الفرد، حيث يمكن أن يؤثر هذا الخوف على قدرته في الكثير من الأمور الحياتية اليومية، ويمكن أن تسبب صعوبة في الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو أي منطقة خارج المنزل .
فوبيا الرعد والبرق
يعاني الأفراد الذين يعانون من رهاب الرعد والبرق من بعض الأعراض، وخاصة عند مواجهة ظواهر الطقس المتعلقة بهذه الظواهر، وغالبا ما تتشابه أعراض رهاب الرعد والبرق مع أعراض أنواع أخرى من الرهاب، وتشمل هذه الأعراض الرعشة والزيادة في معدل ضربات القلب والتنفس، والاختباء تحت السرير أو تحت الأغطية، أو حتى التستر داخل الخزانة أو الحمام، وتشير الدراسات إلى أن الأفراد المصابين برهاب الرعد والبرق يمكن أن يقضوا الكثير من الوقت كل يوم في مراقبة الطقس المحلي لمعرفة متى سيحدث أي نوع من العواصف .
فوبيا الحقن
تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 20٪ من البالغين يعانون من هذا النوع من الفوبيا، وهو فوبيا الحقن. عندما يتعرض بعض الأشخاص لهذا الخوف، قد يعانون من رعب شديد وارتفاع معدل ضربات القلب، وقد يصل الأمر إلى حد الموت أثناء الحقن. ونظرا لأن هذه الأعراض مزعجة، غالبا ما يتجنب المصابون بفوبيا الحقن زيارة الأطباء .
الفوبيا الاجتماعية
تعتبر الفوبيا الاجتماعية ما هي إلا نتيجة من الخوف من مواقف اجتماعية أخرى ، وفي كثير من الحالات نجد أن المصابين بالفوبيا الاجتماعية يتجنبون الكثير من الأحداث والأماكن والأشخاص الذين من المحتمل أن يعانوا فيها من قلق حيث يخشى الأشخاص الذين يعانون من هذه الفوبيا من أن تتم مشاهدتهم أو إذلالهم أمام الآخرين ، نجد غالبًا أنه قد تتطور الفوبيا الاجتماعية أثناء البلوغ ويمكن أن تستمر طوال الحياة ما لم يتم علاجها .
فوبيا الوحدة أو الخلاء
فوبيا الوحدة هي الخوف الشديد لدى بعض الأشخاص من التعرض لمواقف أو أماكن محددة والبقاء بمفردهم فيها، حيث يكون من الصعب الخروج منها، ويمكن أن تتسبب هذه الحالة في نوبات هلع، وقد يفكر المصابون في عدم مغادرة منازلهم تمامًا .
الخوف المفرط من الجراثيم
يمكن أن يؤدي الخوف المفرط من الجراثيم والأوساخ إلى الإصابة بحالات تنظيف مفرطة، بما في ذلك غسل اليدين بشكل مفرط وتجنب الأشياء التي ينظر إليها على أنها قذرة، وقد يكون هذا الخوف مرتبطا في بعض الحالات بالوسواس القهري .
قد يؤدي هذا الخوف إلى زيادة استخدام المطهرات بشكل مفرط والتركيز المفرط على التقارير الإعلامية حول انتشار المرض، كما قد يتجنب الأفراد الذين يعانون من هذا النوع من الفوبيا المناطق التي يعتقدون أنها تحتوي على الجراثيم، مثل مكاتب الأطباء والطائرات والمدارس والصيدليات .