معلومات عن بصمة الإصبع
بصمات الأصابع هي تشكيلة صغيرة من التعليمات المتنوعة التي تظهر بأشكال مختلفة على أطراف الأصابع، وتتكون هذه البصمات أثناء نمو الجنين في رحم أمه. ومن المدهش حقا أنه لم يتم العثور على شخصين يحملان نفس بصمات الأصابع، إذ يتمتع كل فرد ببصمة فريدة عن غيره. وفيما يتعلق بتشابه بصمات الأصابع، فإن هناك احتمالية لتشابه فرد واحد من بين كل 64 مليارا مع بصمات شخص آخر .
تتميز بصمات الأصابع بدقتها الكبيرة أكثر من تحليل الحمض النووي DNA، وهو المادة الوراثية الموجودة في كل خلية من خلايا الجسم، وعلى الرغم من أن التوائم المتطابقة يمكن أن تشترك في نفس الحمض النووي إلا أنه لا يمكن أن يكون لهم نفس بصمات الأصابع .
ما هي بصمات الأصابع
تُعَدُّ البصماتُ شكلاً من أشكالِ القياساتِ الحيويةِ، وتعتبرُ بمثابةِ عِلمٍ يستخدمُ الخصائصَ الفيزيائيةِ للناسِ للتعرفِ عليهم، وتعتبرُ بصماتُ الأصابِعِ مثاليةً لهذا الغرضِ لأنها غيرُ مكلفةٍ ولا تتغيرُ أبدًا حتى مع تقدمِ العمرِ، ولا تتشابهُ أبدًا مع غيرِها من البصماتِ .
على الرغم من أن اليدين والقدمين يحتويان على العديد من المناطق التي يمكن استخدامها لتحديد هوية الشخص، إلا أن بصمات الأصابع أصبحت شكلًا هامًا وشائعًا من أشكال القياسات الحيوية، لأنها سهلة التصنيف والفرز، ويمكن الوصول إليها بسهولة كذلك .
عند دراسة البصمات نجد أنها تتكون من نقوش على شكل التلال والتي تسمى تلال الاحتكاك ، ويحتوي كل سلسلة من هذه التلال على مجموعة من مسام المتصلة بغدد العَرق تحت الجلد وبالتالي تُترَك بصمات الأصابع على الكثير من الأشياء مثل النظارات والطاولات وغيرها من الأشياء التي يتم لمسها بسبب غدد العرق .
شكل بصمات الأصابع
عند دراسة أشكال بصمات الأصابع نجد أنها تشكل من مجموعة من التلال والتي تسمى أيضاً باسم الحلقات أو الجولات أو الأقواس ، وإذا نظرنا إلى هذه البصمات نجد أنه تبدأ بمجموعة من الحلقات على جانب واحد من الإصبع وتنحني حولها أو لأعلى وتخرج من الجانب الآخر ، وهناك نوعان من حلقات بصمات الأصابع هي الحلقات الشعاعية التي تنحدر نحو الإبهام ، بينما يوجد نوع أخر من الحلقات وهو الحلقات الزندية التي تتجه نحو الإصبع الصغير .
عند التعرف على بصمات شخص معين، ينظر العلماء إلى الترتيب والشكل والحجم وعدد الخطوط في أنماط بصمات الأصابع للتمييز بينها، كما يحللون خصائص صغيرة جدًا تسمى التفاصيل الدقيقة والتي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
تحليل بصمات الأصابع
في الماضي، كان عادة تحليل بصمات الأصابع يتم عن طريق بصمة الحبر التقليدية التي توضع على مطبوعات مسطحة، حيث يتم تنظيف إصبع الشخص بالكحول لإزالة أي عرق، وتجفيفه جيدا، ثم يضع الشخص أصابعه في الحبر لتغطية منطقة بصمة الإصبع بالكامل، ثم يضع كل إصبع لكل يد على بطاقة ورقية بزاوية 45 درجة للحصول على مجموعة من البصمات المسطحة العادية .
في الوقت الحالي، باستخدام التقنيات الحديثة، يتم التقاط صورة لبصمة الإصبع باستخدام الماسحات الرقمية، حيث يضع الشخص إصبعه على سطح جهاز القراءة البصري أو السيليكون ويتركه لبضع ثوان، ويقوم القارئ بتحويل المعلومات المسحاة إلى أنماط بيانات رقمية، ثم يقوم الكمبيوتر بتحديد نقاط على بصمة الأصابع واستخدامها للبحث عن أنماط مشابهة في قاعدة البيانات .
تتم تحليل بصمات الأصابع بواسطة خبراء البحث الجنائي أو وكلاء تطبيق القانون باستخدام طريقتين، الأولى تتضمن طباعة مجموعة من المطبوعات المرئية على سطح يحتوي على البصمات الأوساخ أو الطين، أما الطريقة الثانية فتشمل وضع مجموعة من المطبوعات الغير مرئية، وتظهر بنية الأصابع على الزجاج أو السلاح أو أي سطح آخر لمسه الجاني بفعل العرق والزيت ومواد أخرى. هذه المطبوعات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولكن يمكن جعلها مرئية باستخدام المسحوق الداكن أو الليزر أو مصادر أخرى من الضوء. يمكن لضباط الشرطة رفع هذه المطبوعات بشريط أو التقاط صور خاصة لها .
هل يمكن تغيير وتدمير بصمات الأصابع
تشير الأبحاث إلى أن بصمات الأصابع تظل ثابتة طوال الحياة دون تغيير، على سبيل المثال، إذا حدث جرح في إصبعك أثناء تقطيع البصل، ستعود بصمات الأصابع إلى حالتها الطبيعية عندما يتم شفاء الجرح، وستحتفظ بنفس الأنماط الدقيقة للبصمات قبل الإصابة. قد تؤثر بعض الحالات الطبية الجلدية مثل الصدفية على بشرة الأصابع، ولكن هذه الأضرار لا تؤثر أبدا على بصمات الأصابع .
تشير الدراسات أيضًا إلى أن نمط البصمات الخاص بالأصابع يظل خارج الجزء المتضرر عند تعرض الأصابع لإصابات خطيرة مثل تلك التي تترك آثارًا سيئة عليها، وبالتالي، لا يمكن إخفاء نمط بصمات الأصابع الذي يميز كل فرد عن غيره .
يوجد العديد من الحالات الوراثية التي يتم فيها ولادة الأشخاص بغياب كامل لبصمات الأصابع، والتي تسبب مشاكل جلدية كبيرة لهم. ويحدث ذلك بسبب طفرات جينية مرتبطة بالكيراتين، وهي الطبقة القاعدية للبشرة التي تحتوي على تشفير بصمات الأصابع، وبالتالي، فإن طبقة الكيراتين تتعرض للتدمير الذاتي لأن الكيراتين لا يؤدي وظيفته بشكل صحيح .
تقنيات البصمات الحديثة
في هذه الأيام، نجد أن استخدام تقنيات البصمات الحديثة أصبح سهلا جدا لمسؤولي القانون، حيث تتيح أنظمة البصمات الحديثة تصنيف وتحديد البصمات الفردية للأصابع، وعلى العكس من النظام البصمات القديم، الذي كان مرهقا للغاية، حيث كان يتطلب من المحققين مقارنة البصمات يدويا مع البصمات الموجودة في ملف مجرم محدد، وكانت هذه العملية تأخذ ساعات أو حتى أيام وليس دائما تكون متطابقة .
في السبعينيات، ومع استخدام أجهزة الكمبيوتر، أصبح من السهل على مكاتب التحقيقات الفدرالية القيام بعملية تصنيف والبحث والتطابق بين بصمات الأصابع. وفي الثمانينيات، تم إنشاء أول نظام إلكتروني لمطابقة بصمات الأصابع، الذي سمح للمسؤولين عن تطبيق القانون في جميع أنحاء العالم بالتحقق من بصمات الأصابع باستخدام ملايين السجلات الرقمية المتاحة على هذه الأنظمة الحديثة، حيث تقوم هذه الأنظمة بجمع بصمات الأصابع الرقمية باستخدام أجهزة الاستشعار، ثم يبحث برنامج الكمبيوتر عن الأنماط ونقاط التفاصيل الدقيقة لإيجاد أفضل تطابق في قاعدة البيانات.