علاج الايورفيدا لالتهاب المفاصل
الأيورفيدا هي شكل قديم من أشكال الطب، بدأت خصيصا في الهند، وتعتمد على استخدام العناصر الغذائية وممارسة الرياضة والتأمل معا للحفاظ على الصحة الجيدة والوقاية من الأمراض. قد يكون الجمع بين بعض العناصر الغذائية والمكملات الأخرى مع الطب الحديث مفيدا إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل وهشاشة العظام .
هذه العلاجات الطبيعية قد تساعد في تخفيف بعض أعراض التهاب المفاصل وتساعد أيضا على منع تقدم المرض. النظام الغذائي الأيورفيدا ونمط الحياة الطبيعية مثل تناول الأعشاب والمكملات الغذائية وممارسة اليوجا قد يكون مفيدا للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام. تشير الدراسات العلمية إلى أن اتباع ممارسات الأيورفيدا يمكن أن يساعد في تقليل التهاب المفاصل وتخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وتأخير تقدم المرض. ومع ذلك، قد تختلف النتائج بشكل كبير من شخص لآخر. لذا يجب التعاون مع الطبيب لتحديد ما إذا كانت الأيورفيدا آمنة لصحتك أم لا .
علاقة هشاشة العظام بالتهاب المفاصل
هشاشة العظام هي حالة مزمنة في المفاصل، حيث يفقد الغضروف الذي يخفف نهايات العظام مرونته ويتباعد تدريجيا، وعندما يحدث ذلك، تبدأ العظام في الاحتكاك ببعضها البعض، مما يسبب تصلبا والتهابا في المفاصل وفقدانا للحركة. تركز العلاجات الحالية لهشاشة العظام على تقليل الألم والتحكم في التهاب المفاصل، ومع ذلك، فإن هذه الطرق لا تؤثر على المسار الطبيعي للمرض .
تُعد الأدوية الأكثر شيوعًا الموصوفة لعلاج التهاب المفاصل العظمي فعالة بشكل معتدل، وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تكون الآثار الجانبية لهذه العلاجات كبيرة جدًا، وفي بعض الأحيان من الممكن أن تشكل خطرًا على الحياة. وفي كثير من الحالات، يتطلب علاج التهاب المفاصل العظمي استبدال المفصل كحل نهائي .
هشاشة العظام هي الشكل الأكثر شيوعا لالتهاب المفاصل في جميع أنحاء العالم، ويتراوح الأعراض بين عدم الراحة الطفيفة إلى الضعف، ويمكن أن يحدث هذا في أي مفصل في جسم الإنسان، ولكن اليدين والمفاصل الحاملة والركبتين والوركين والعمود الفقري هي المناطق الأكثر تأثرا، وعادة ما يحدث في الرقبة أو الظهر الأسفل. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام المتقدمة، فإن التأثيرات ليست فقط جسدية بل عاطفية أيضا، حيث يمكن أن يؤدي الألم وانخفاض الحركة إلى تقليل القدرة على العمل والمشاركة في الأنشطة اليومية مع الأصدقاء والعائلة والاستمتاع بالحياة الطبيعية .
أسباب هشاشة العظام
في حين أن العلم ليس لديه إجابات محددة حول أسباب هشاشة العظام والتهاب المفاصل ، فقد حدد الباحثون العديد من العوامل المشاركة في تطوير هشاشة العظام ومسارها ، وتشمل بعض هذه العوامل الالتهاب والاختلالات الميكانيكية الحيوية التي تضغط على المفاصل والاضطرابات الخلوية التي تؤدي إلى الانهيار غير الطبيعي للغضاريف .
تعامل الأيورفيدا مع التهاب المفاصل
نظرا لعدم فعالية العلاج التقليدي المحدودة والآثار الجانبية المحتملة، يسعى المرضى ومقدمو الرعاية الصحية إلى العلاجات البديلة، بما في ذلك تلك المقدمة من خلال نظام الشفاء القديم المعروف بالأيورفيدا. وبالتالي، من الضروري التعرف على الأساليب الثلاث الرئيسية التي تستخدمها الأيورفيدا في علاج هشاشة العظام والتهاب المفاصل وغيرها من الاضطرابات. تتضمن هذه الأساليب العلاج العشبي والتأمل واليوجا .
الأيورفيدا والعلاجات العشبية
تقدم الأيورفيدا العديد من العلاجات العشبية لعلاج التهاب المفاصل، حيث ثبتت فعالية هذه النباتات العشبية في مكافحة الالتهابات بدون آثار جانبية للأدوية الموصوفة بشكل شائع. على سبيل المثال، في اجتماع أخير للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، تم تقديم دراسة أظهرت أن العلاج بالأيورفيدا والأعشاب فعال في علاج التهاب المفاصل في الركبة بشكل مشابه للأدوية الموصوفة بشكل شائع ولكن بآثار جانبية أقل. تقدم الأيورفيدا بدائل آمنة وفعالة لعلاج التهاب المفاصل من خلال التدخل في إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم .
الأيورفيدا والتأمل
أحد المبادئ الهامة في الأيورفيدا هو الاعتراف بأهمية الجوانب العاطفية والروحية للصحة والشفاء حيث يتم الحفاظ على الصحة من خلال الموازنة ليس فقط الجسم ، ولكن العقل والروح كذلك ، وبالتالي فإن التأمل يوفر طريقة لتحقيق هذا التوازن حيث تخلق ممارسة التأمل أيضًا العديد من التغييرات الفسيولوجية ، بما في ذلك الحد من الالتهاب في الجسم ، حيث إن ممارسات العقل والجسم مثل التأمل لها قيمة كجزء من نظام علاج الألم المزمن الناجم عن مجموعة متنوعة من الحالات ، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات حتى الآن على وجه التحديد حول آثار التأمل على هشاشة العظام والتهاب المفاصل ، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن التأمل الذهني يمكن أن يكون مفيدًا في علاج متلازمات الألم .
أظهرت الدراسات تأثير التأمل المفيد في تخفيف الألم مع مجموعة من المرضى الذين يعانون من الألم المزمن، وبعد إكمال برنامج التأمل الذهني لمدة عشرة أسابيع، أظهر 65 بالمائة من المشاركين في هذه الدراسات انخفاضا كبيرا في مستويات الألم، ومنذ ذلك الحين، أكدت العديد من الدراسات الأخرى هذه النتائج .
الأيورفيدا واليوجا لالتهاب المفاصل
تعتبر اليوجا هي علم عريق للعيش المتوازن وتحقيق الذات وذلك من خلال دمج الجسد والعقل والروح مع ممارسة اليوجا ويعتبر ذلك في غاية الأهمية نظراً لما تقدمه من فوائد جسدية وعاطفية وروحية ، بالإضافة إلى ذلك من خلال لفت الانتباه فإننا نزيد من وعي الجسم ليس فقط أثناء ممارسة اليوجا ولكن أيضًا في حركاتنا اليومية .
استنادًا إلى العديد من الدراسات، تبين أن ممارسة اليوجا تزيد من القوة والمرونة والتوازن، وهي جميعها مهمة للصحة بشكل عام، وتعد حيوية بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام والتهاب المفاصل .
عند ممارسة اليوجا بانتظام لا تعمل حركات اليوجا اللطيفة على تقوية العضلات التي تدعم المفاصل فحسب ، بل تعمل أيضًا على تحسين مرونة العضلات وهو أمر هام وأكثر فعالية من مجرد تقوية العضلات فقط ، وأظهرت العديد من الدراسات فائدة التمدد وزيادة المرونة للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل وهشاشة العظام في الركبتين ، وفي حين أن بعض برامج التمارين تركز فقط على تقوية عضلة الفخذ الرباعي ، إلا أن تمارين اليوجا تضيف القوة إلى العضلات بالإضافة إلى زيادة المرونة ، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي ركزت حصريًا على تعزيز عضلات الفخذ الرباعي أن المرضى فقدوا المرونة بالفعل عندما ركزوا فقط على تدريب القوة .
يساعد التركيز على تمارين اليوجا على التوازن والمحاذاة على تحسين الاختلالات الميكانيكية الحيوية التي تخلق ضغطًا على المفاصل ، كما وجد الباحثون أنه غالبًا ما يحدث تلف الغضروف بسبب المواضع غير المتوازنة التي يتم وضعها في الجسم أثناء الجلوس والمشي والتحرك ، ويمكن أن تساهم الاختلالات غير الصحيحة للعظام وأنماط الحركة المختلة وغياب الوعي بالجسم وضعف الوضع في تآكل وتمزق الغضروف ، ولكن يمكن لليوجا إعادة تدريب الجسم على التحرك بطرق تقلل من الضغط على مفاصلنا .
فائدة أخرى لليوجا هي أنها تحافظ على حركة الناس وتقلل من الألم والتصلب المرتبط بهشاشة العظام ، وبمرور الوقت يؤدي نقص الحركة إلى تشنج العضلات وعدم وجود دوران في المفاصل نفسها حيث أن الحركة ضرورية للإنتاج السليم للسائل الزلالي داخل المفاصل ، وعن طريق تحريك المفاصل يمكن للسائل الزلالي تزييت المفاصل بشكل مستمر .