مبادئ التفكير المنطقي لنجاح المنظمات
يرتبط نجاح المنظمات والمؤسسات بمجموعة من العوامل، وتعتبر مبادئ التفكير المنطقي لنجاح المنظمات أحد المبادئ المُتبعة من قبل منظمات عِدة على مستوى العالم، إذ تحرص كل مؤسسة على اتباع أنماط وأساليب متعددة من التفكير؛ منها الأنماط المجردة والأنماط المعقدة والأنماط البسيطة، بشكل عام تتحد جميع تلك الأنماط لأهداف واحدة، تنصب في مصلحة المؤسسة، وتدعم صعودها وتطورها بشكل أكبر، فمبادئ التفكير المنطقي متعددة وكذلك أنواعه، نظرًا لكونه يجمع بين التفكير الذهني المعتاد لكل إنسان، والمنطق الذي يرتقي بالتفكير ليعطي نتائج نهائية مثمرة.
ما هو التفكير المنطقي
التفكير المنطقي يشير إلى الاستخدام المستمر للمنطق من قبل الإنسان للوصول إلى استنتاجات. تعرف قدرة الفرد على التفكير بطريقة منضبطة وبناء الأفكار على الحقائق والأدلة بأنها مهارة في التفكير المنطقي. ببساطة، فإن مهارات التفكير المنطقي تعني دمج المنطق مع التفكير العادي في تحليل المشكلات وإدارة الأعمال والمنظمات الضخمة.
التفكير المنطقي يتطلب إجراء تحليل تدريجي، من خلال موازنة جميع الخيارات المطروحة واستخدام الحقائق والأرقام، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات الهامة استنادا إلى الإيجابيات والسلبيات المستحصلة من التحليل المنطقي. ببساطة، التفكير المنطقي لا يعتمد على المشاعر والعواطف، بل يعتمد فقط على العقل والمنطق بغض النظر عن أي عوامل أخرى.
أنواع التفكير المنطقي
ينقسم التفكير المنطقي إلى 3 أنواع رئيسية تتمثل فيما يلي:
- الاستدلال الاستنباطي (بالإنجليزية: الاستدلال الاستنباطي يعتمد على استخدام الحقائق والبيانات المتاحة في قضية معينة للاستنتاج؛ أي أنه يعتمد على استنتاج المعلومات المتعلقة بالقضية المطروحة. يمكن استخدام الاستدلال الاستنباطي لإثبات صحة الحقائق بشكل عام، على سبيل المثال: جميع البشر يموتون، سقراط بشر، إذا سقراط سيموت.
- الاستدلال الاستقرائي (بالإنجليزية: الاستدلال الاستقرائي يعتمد على البحث عن اتجاه ما ثم استنتاجه، ولا يعرف الشخص بالضبط ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر، ولكنه يفترض أنه سيستمر. على سبيل المثال، إذا كانت جميع البجع بيضاء، فإنه يستنتج عموما أن جميع البجع تحمل اللون الأبيض فقط، وذلك لعدم رؤية بجعة سوداء. لذا، يكون الاستدلال الاستقرائي محفوفا بالمخاطر ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل.
- الاستدلال التقديري (بالإنجليزية: الاستدلال الاستنتاجي): يعتمد هذا النوع من التفكير على التخمين، استنادا إلى مجموعة من المعايير المطروحة. لذلك، يتشابه هذا النوع إلى حد ما مع الاستدلال الاستقرائي.
على سبيل المثال: الجرة ممتلئة بالذهب وعلي يحمل ذهبًا في يده، فإذا فقده علي، سيأخذ الذهب من الجرة.
على الرغم من احتمالية أن يكون علي قد أخذ الذهب من الجرة، بناءً على الفرضيات المطروحة، إلا أنه لا يمكن التأكد من أخذ علي للذهب من داخل الجرة، ومن الممكن أن يكون قد اشتراه أو استعاره من أحد أصدقائه أو أحد أفراد عائلته.
أهمية التفكير المنطقي
– يلعب التفكير المنطقي دورًا مهمًا في حل المشكلات بطريقة فعالة، ولا يقتصر هذا الدور على حل مشكلات الأفراد فحسب، بل يمكن استخدامه أيضًا في حل مشكلات المؤسسات والمنظمات الكبيرة، وتتمثل أهمية التفكير المنطقي في القدرة على التحليل الدقيق واتخاذ القرارات المناسبة
- يساعد التفكير المنطقي في اتخاذ القرارات الهامة للمؤسسات والأفراد على حد سواء.
- يساهم التفكير المنطقي في حل المشكلات عن طريق الاعتماد على الأدلة والفرضيات والبراهين للوصول إلى النتائج المنطقية.
- يساهم التفكير المنطقي في دعم الأفكار الإبداعية وتحقيق الأهداف المرجوة بطريقة علمية.
- التفكير المنطقي يساعد على تطوير حياة الفرد المهنية، مما يمكنه من التأثير الإيجابي في المجتمع.
- يعتبر التفكير المنطقي من أهم العوامل الداعمة للفرد والمؤسسة لمواجهة التحديات المختلفة التي قد تواجههم.
- يساعد التفكير المنطقي السليم الذي يؤدي إلى نتائج بناءة في التوصل إلى حلول وخطط مفيدة لحياة الفرد أو لعمل المؤسسة التي تتبع مبادئ التفكير المنطقي الفعالة.
تطوير مهارات التفكير المنطقي
تعتبر مهارات التفكير المنطقي مهارات يكتسبها الأفراد ويطورونها، وتساعد هذه المهارات على تطوير التعامل اليومي داخل العمل أو مع الأشخاص الآخرين، كما تساعد على تحسين العمل داخل المؤسسات الكبيرة للمساهمة في نجاح العمل فيها.
- قضاء وقت لممارسة الهوايات الإبداعية: يمكن للهوايات الإبداعية مثل الرسم والكتابة والموسيقى وغيرها من الهوايات الأخرى، أن تقوم بتحفيز الدماغ على التفكير المنطقي في الأمور الحياتية المختلفة، إذ يعمل التفكير الإبداعي بشكل تلقائي على تطوير مهارات حل المشكلات، كما يعمل أيضًا على المساهمة في تأدية العمل بصورة أفضل.
- ممارسة تمارين الاستجواب: تتمثل تمارين الاستجواب في طرح أسئلة متنوعة وتقديم إجابات منطقية عليها، وتساعد هذه المهارة الشخص على التعامل بشكل أكثر منطقية وإبداعي مع مشكلات العمل.
- الاختلاط مع الآخرين: يساهم بناء العلاقات مع الآخرين في توسيع المنظور الشخصي والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة، مما يتيح فرصة أكبر لتحليل المشكلات التي تواجهنا من منظور جديد، ويساعد بشكل كبير في التعامل مع المشكلات وزيادة القدرة على التقدم في الحياة المهنية.
- تعلم المهارات الجديدة: يوفر تعلم المهارات الجديدة، بغض النظر عن نوع تلك المهارات، فرصة رائعة لتحسين المهارات المنطقية.
- توقع النتائج النهائية للقرارات المُتخذة: مع تطوير مهارات التفكير المنطقي ينتج توقع النتائج بشكل افضل، وذلك يؤثر بشكل إيجابي على معرفة مدى تأثير القرارات الحالية على الحياة المستقبلية، وذلك للفرد والمؤسسة على حد سواء، على سبيل المثال بدلًا من التفكير في الحلول من ثم نتيجة تلك الحلول؛ يفضل التفكير في نتيجة الحلول من البداية والتعامل على أساسها، وذلك للوصول إلى القرارات المستقبلية الأكثر فاعلية.
- تعزيز المهارات المنطقية: تساعد الممارسات اليومية لتعزيز القرارات المنطقية في جعل القرارات الحياتية أكثر منطقية مما كانت عليه.
استخدام التفكير المنطقي لنجاح المنظمات
يعد استخدام التفكير المنطقي واحدًا من الطرق الفعالة لتحقيق النجاح في المؤسسات ، حيث تستخدم أكبر المؤسسات في العالم أساليب فعالة لتحقيق النجاح من خلال استخدام التفكير المنطقي.
- إجراء أبحاث السوق: تستخدم المنظمات أبحاث السوق لقياس رد فعل المستهلكين تجاه المنتج قبل وضع الاستراتيجية الإعلانية.
- تقييم ممثلي المبيعات: يتم إجراء تقييم عام لفئة المبيعات قبل تعيين موظفي المبيعات في المؤسسات، لأن هذه الفئة تؤثر بشكل كبير على زيادة مبيعات المؤسسة.
- تحليل المراجعات: تحلل المؤسسات المراجعات التي تلقوها من العملاء لتحسين جودة الخدمات المقدمة والتعرف على احتياجات العملاء لتلبيتها في المستقبل.
- إنشاء الشعارات المؤثرة: تتم صناعة الشعارات المؤثرة بناءً على احتياجات الجمهور في الوقت الحالي، حيث يتم إنشاء الشعارات الأكثر تأثيرًا لجذب فئة أكبر من العملاء في وقت قصير.
- اتباع التفكير المنطقي بمقابلات العمل: غالبًا ما تقوم المؤسسات بطرح أسئلة عامة لا تتعلق مباشرة بمدى اتباع المتقدم لأسلوب التفكير المنطقي، ولكنها تكشف عن مدى اتباع الأسس المنطقية لدى المتقدم على الوظيفة.
- يجب اتباع استراتيجيات منطقية بدلاً من الاعتماد على المشاعر والعواطف الشخصية، حيث يعتمد الموظفون في المؤسسات المختلفة بشكل كامل على الاستراتيجيات المنطقية الثابتة، بدلاً من الاعتماد على العواطف والمشاعر التي لا تؤدي إلى النتائج المجدية.
- تتبع المؤسسات كذلك التفكير المنطقي بعملية فحص السيَر الذاتية للمتقدمين إليها، من خلال التعرف على المهارات التي يمتلكها المتقدم إلى العمل ومقارنتها باحتياجات الشركة، على سبيل المثال: الشركة توظف من يستطيع العمل تحت ضغط، والمهارات التي دونها المتقدم إلى الشركة بها إمكانية العمل تحت ضغط، إذا المتقدم سيتمكن من العمل بالشركة.