الانسانتنمية بشرية

من هو المتطوع

يعتبر المتطوع شخصا يقوم بأنشطة ومهام بشكل طوعي، ويتحمل المسؤولية عن المشروع أو المهمة بنفسه، دون أن ينتظر توجيهات أو أوامر. المتطوع يتمتع بالكرم والقدرة على فهم العمل التطوعي تلقائيا، وقد يشارك في الأنشطة الخيرية لصالح المؤسسة، سواءا بمقابل مادي أو بدونه، وقد لا تكون المؤسسة قد طلبت ذلك منه .

المتطوع

المتطوع يتميز بالمبادرة ويدرك أهمية دوره ويتحمل كافة المسئوليات بغض النظر عن تكليفه من جهة العمل. يقوم بتنظيم فريق عمل من الأفراد الآخرين ويستفيد منهم في إنجاز تلك الأعمال دون الحاجة للطلب منهم ذلك .

صفات المتطوع

الصفات الأساسية التي يجب توفرها في المتطوعين

الشجاعة وعدم الخوف

يجب أن يتميز المتطوع بالشجاعة خاصة ما إذا كان في بلد جديد ، فلابد أن تغادر عوامل الراحة الخاصة بك وأن تأقلم شخصيتك مع الناس الجديدة وثقافات تلك البلد وكذلك لغاتها ، وأن تواجه جميع الحقائق التي تظهر لك ببسالة تامة ، مهما كانت صعبة وغير مستعد له فهناك أطفال الذين واجهوا عدد من المشاكل التي قد لا تكون غير معتاد على سماعها .

هناك أيضا نساء يبدأن في إعادة ترتيب حياتهن بعد تجربة من الإحباطات والخيبات التي تعرضن لها في مسيرتهن الحياتية. يجب أن نغلق تلك الصفحة ونبدأ حياة جديدة، ويجب أن يكون المتطوع متفهما ورقيقا في التعامل مع الحيوانات أيضا، وأن يلبي احتياجات جميع الكائنات .

الصبر البالغ

يجب أن تتمتع الشخصية المتطوعة بالصبر والمثابرة بشكل كبير لا يمكن وصفه. في البداية، قد يكون لدى المتطوع شغف كبير لهذا العمل وثورة في التغيير. ومع مرور الوقت والانخراط في العمل، قد يقل حجم المهمة التي تواجهها وقد تحل المشاكل بشكل أقل من المتوقع وببطء .

ولكن إذا ما توفر لديك الالتزام والصبر قد تتغلب على كل تلك المواجهات والصعوبات بسهولة حتى لو كانت أغلبية الأمور لا تسير على اتجاه توقعك ، فلا تقف عند ذلك كثيرا وأعمل على تذليل العقوبات التي قد تواجهك ، وهذا السبيل لديك هو الذي تستطيع منه القدرة على التغيير والمساهمة في الوصول للأفضل .

التفكير البناء والأخلاق

حيث يتبع الفرد المتطوع جميع التعليمات التي توجه له وينفذها بشكل فعال وبأقصى سرعة ودقة ممكنة ، وقد يبلغ ثقة المتطوع الأخر الذي يتمتع بالقدرة الفائقة والخبرات الكبيرة ، بل يتبع عدد من السبل الجديدة في تنفيذ أهدافه ويعمل على تحقيقها دون كلل أو ملل ويتغلب على المشكلات المعقدة .

أما في المنظمات غير الربحية سوف تواجه المتطوع مشكلة كبيرة وهي ندرة الموارد التي تكون متاحة عندك فيقوم ذلك الفرد بمواجهة تلك العقبة بعدد من الحلول البناء ولا يقف عند ذلك عاجزا عن مواجهة ، تلك الذلة بل يقدم عدد كبير من الحلول غير التقليدية التي ترفع من قيمته وتحل المشكلة .

القدرة على اتخاذ قرار المبادرة

يظهر ذلك عند المؤسسات التي لا تهدف في المقام الأول لتحقيق الربح، حيث تكون لديها العديد من المهام وعدد قليل من الأفراد الذين يقومون بهذه المهام. قد يكون المشرف مشغولا بأعمال أخرى، وهنا يأتي دورك الهام كمتطوع حيث يمكنك أن تتحلى بالمبادرة وتتخذ القرارات وتقوم بإنجاز جميع المهام الهامة التي تواجهك بأفضل الطرق وبشكل مثالي .

عندما يكون مشرفك مشغولاً، يجب عليك تقليل الأسئلة والرجوع إليه بشكل متكرر، ويجب أن يتعلم المتطوعون العديد من الصفات والأخلاقيات المثالية التي تنفع في جميع المجالات الحياتية فيما بعد، ويساعد ذلك في التواصل مع الآخرين وفهم طرق تفكيرهم .

التواضع في العمل

تُعَدُّ الصفة الخدمية من الصفات الأساسية في العمل التطوعي، حيث يجب أن يترسخ في ذهن المتطوع أنه يعمل لخدمة الآخرين وتقديم المساعدة لهم في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المختلفة، وليس لإثبات ذاته فحسب، بل يجب أن يتمتع بروح التعاون وعدم الأنانية وحب النفس .

فيسعى المتطوع دائما لتحقيق كل ما هو إيجابي ، وكذلك مهما حققت من الأهداف والإنجازات فلابد أن تتحلى بروح التواضع أمام انجازاتك ، كما يجب أن تتخلى عن الكبرياء عندما لا تعرف الحل لمشكلة ما فتخجل من سؤال من لديه الخبرة الكافية في حلها ، مما قد يمنعك من التعلم وتقديم عدد من الحلول المبتكرة .

التمتع بالعاطفة الجياشة

فعندما تواجه عدد من الصعوبات والمعوقات الكبيرة أثناء العمل التطوعي ولكن إمتلاكك روح العاطفة والإيمان العظيم بأهمية ما تقوم به هو ما يجعل منك لديك شخصية المواجهة له والتغلب عليها وعندما ، تمتلك طموح محدودة في ذلك العمل فقد لا يكون لديك المقدرة في تحقيق طموح بعيدة في هذا العمل .

يتطلب القدرة على إنجاز العديد من المهام الإدارية بشكل منظم ويومي الاستعداد الجيد، ويمكن لعاطفة الشغف أن تمنحك القدرة على تحمل هذا النظام وعدم الشعور بالملل منه، وتحمل الصعوبات المرتبطة به، وبالتالي تقديم خدمة عالية الجودة لمنظمتك، مما يجعل المنظمة تعتمد عليك .

التحلي بروح فريق العمل

فالعمل التطوعي يحتاج لعدد من الأفراد العظماء ويتمتعون بالقدرات العالية عن غيرهم والابتعاد عن روح الخلاف والمشاكل الهدامة ، لأنهم يعملون على تحقيق عدد من الأهداف العظيمة ينأى منهم بالإبتعاد عن ذلك كما أن العمل في هذا المشروع يتطلب وجود مجموعة من الأفراد لديهم روح الفريق .

ومن الأمور المهمة في العمل الجماعي، فهم أفكار الزملاء الآخرين واحترامها، والعمل على تنفيذها، وفي حالة عدم القناعة بها، يتم طرح أفكارك عليهم وإقناعهم بها. كما أن العمل الجماعي يتفوق دائمًا على العمل الفردي، ويعد هذا العمل التطوعي وروح الجماعة من أهم الصفات التي يمكن اكتسابها في هذا النوع من العمل .

عندما تمتلك عددا كبيرا من هذه الصفات التي ذكرناها، حافظ عليها وطورها. واعلم أنك تمتلك العديد من القدرات العالية التي يمكنك استخدامها لتغيير العالم. استغل تلك القدرات في العمل التطوعي واستفد من قدرتك على التنقل والسفر بين العديد من البلدان واستفد من تجاربهم في ذلك. يحظى المتطوع بدور لا يقتصر على خدمة بلده فحسب، بل يمتد لجميع بلدان العالم. وبذلك ستحقق عددا من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مما يؤكد أهمية دور العمل التطوعي .

أهمية العمل التطوعي

يحمل العمل التطوعي أهمية كبيرة لا يمكن حصرها، إذ يساهم في زيادة الثقة بالنفس وتعزيز المهارات وقدرات التعاون في المجتمع، ويحقق الخير لجميع أفراد المجتمع بما في ذلك النساء والأطفال والمساكين والفقراء وغيرهم، مما يعزز الرفاهية والسعادة في المجتمع .

تعمل جميع هذه الصفات على تعزيز روح التعاون الاجتماعي وتوطيد الصلات العائلية بين الناس، وتلبية جميع احتياجاتهم، مما يؤدي بلا شك إلى زيادة الخير في جميع أنحاء الأرض، والتغلب على العديد من المشكلات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، فهي تشكل في الواقع روح المجتمع الذي يعمل على تعزيز التعاون والتضامن والازدهار في جميع أنحاء العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى